في ظل غياب وندرة الأعمال التليفزيونية الكوميدية المهمة التي تتناول قضايا ومشكلات الواقع أو حتى تقدم كوميديا حقيقية تعتمد على المواقف، وليس على الأفيهات، هناك سؤال يجب أن يطرح عن غياب أحد أهم فناني الكوميديا الكبار عن شاشة التليفزيون، وهو الفنان محمد صبحي صاحب التاريخ الكبير من الأعمال التليفزيونية المتميزة الراسخة في أذهان الجمهور، والتي حققت نجاح كبير، ومنها “رحلة المليون، سنبل بعد المليون، يوميات ونيس، فارس بلا جواد”، وأعمال أخرى عديدة، ولماذا لا نشاهد له أي أعمال تليفزيونية جديدة منذ سنوات رغم عمله الدائم على خشبة المسرح، وتقديمه عدة عروض مسرحية جديدة على مدى السنوات الأخيرة الماضية، وأخرها مسرحية “عيلة اتعملها بلوك” والتي يواصل عرضها بنجاح جماهيري كبير، ومنذ حوالي عامين أعلن صبحي عن عودته لشاشة التليفزيون من خلال مسلسل جديد من تأليفه، لكن إلى الآن لم تبدأ أي خطوات لتنفيذ هذا العمل، والسبب بالتأكيد ليس عند صبحي والمتحمس لهذا العمل ويهدف لخروجه للنور في أقرب وقت، كما أعلن في العديد من تصريحاته حول هذا العمل، وأنما السبب كما أتصور هو عدم وجود جهة إنتاج تسعى لتقديم هذا العمل، كما يريد ويهدف صبحي، رغم أنه كان من الطبيعي والمنطقي أن تكون هناك عدة جهات إنتاج تسعى لتقديم هذا العمل، والذي سيثري الشاشة بالتأكيد لأن صبحي عندما يقرر العودة لتقديم أعمال تليفزيونية فإن هذا يعني أنه يمتلك مشروع فني مهم، لأنه فنان لا يقدم أي تنازلات في أعماله الفنية، ولا يقرر تقديم أي عمل لمجرد التواجد، وقادر طوال الوقت على طرح مشاكل وقضايا الواقع من خلال رؤية فنية مميزة بالأعمال التي يقدمها، وأخرها مسرحيته الجديدة “عيلة اتعملها بلوك”، التي نالت إشادة كل من شاهدها سواء من الجمهور أو النقاد، وكل هذا يجب أن يكون داعم حقيقي لتقديم مشروع العمل التليفزيوني الذي يعمل عليه صبحي منذ فترة، حتة يخرج للنور خلال الفترة المقبلة، ويكون أولى خطوات عودة وتواجد صبحي بشكل دائم في الدراما التليفزيونية.