«أزمة الوقود والشتاء بغزة».. الحطب مصدر الدفء والرزق للسكان

 الحطب مصدر الدفء والرزق للسكان
الحطب مصدر الدفء والرزق للسكان

في ظل نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي عن غزة بسبب فرض إسرائيل الحصار على القطاع منذ أكثر من شهر ونصف، ومع تعطل الحياة اليومية للسكان بسبب القصف الإسرائيلي الذي شمل كل زاوية من أرجاء القطاع، اضطر الكثيرون من الغزيين إلى البحث عن مصادر دخل بديلة تساعدهم في كسب لقمة العيش بين وابل الغارات القاسية التي ألحقت الدمار بمنازلهم وأماكن عملهم.

الغزيون يجمعون الحطب لبيعه 

تحرك رجال القطاع في رحلة بحث عن الحطب، وبات الرجال يتسلقون الأشجار ويقطعون الغصون الصغيرة، ويجمعونها ويقومون ببيعها في الأسواق للسكان والنازحين بأسعار زهيدة، حيث أصبح الحطب الوسيلة الوحيدة لإشعال النيران وإعداد الطعام في ظل أزمة الوقود بالقطاع.

اقرأ أيضاً |الهلال والصليب الأحمر يشاركان في نقل الرهائن لإسرائيل عبر معبر رفح

فعندما أفضت أرفف المتاجر إلى فراغ من المواد الغذائية الأساسية، وتوقفت أفران الخبز عن الخدمة بسبب قطع إمدادات التجارة وكذلك الوقود، اضطر السكان في القطاع لإعداد الطعام بنيران الحطب، وبسبب أن كمية الخشب كانت محدودة ولم تكن متاحة للجميع، دفع ذلك الباعة إلى البحث عن الحطب وتأمينه لمن يحتاجون إليه من العائلات في القطاع.

وبدأ الباعة في قطع الحطب إلى أحجام صغيرة، ثم حملوه من مواقع الأشجار إلى الأسواق في القطاع لبيعها للناس، ومن ثم يتمكن الأهالي من إعداد الطعام المتوفر لديهم، منها يوفروا احتياجات أبناء القطاع ومنها رزق لعائلاتهم ولتأمين لقمة عيشهم، بحسب "العربية" الإخبارية.

وقبل بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، كانت مدينة خان يونس جنوب القطاع تضم أقل من 500 ألف نسمة، ومع استمرار الصراع وتصاعد وتيرة القصف في شمال غزة، قامت مئات العائلات بالتوجه جنوبًا في عمليات نزوح قاسية.

وفجأة ارتفع عدد السكان في جنوب المدينة إلى أكثر من مليون شخص، ما أدى إلى نفاد مُعظم السلع من المحلات التجارية، وهو ما أثر بشكل كبير على حياة العائلات، وبدأت المدينة تشهد انهيارًا متزايدًا يضاعف من تحديات الحياة اليومية للسكان في الجنوب.

تحذير من «مجاعة»

وقدّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل حاد، حيث حذر من وجود "مجاعة واسعة النطاق" تهدد السكان.

وأكدت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، على أن إمدادات الغذاء والمياه في غزة معدومة فعليًا، وأن جميع السكان تقريبًا في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية، بحسب "رويترز" الإخبارية.

«الحطب» ملاذًا للدفء بين سكان غزة

وعلى الجانب الآخر، ومع دخول فصل الشتاء، أصبح الحطب ليس فقط وسيلة لتحضير الطعام، بل بات أيضًا ملاذًا للدفء بين السكان والعائلات النازحة في مراكز الإيواء والذين يعيشون في خيام بالعراء، خاصة أنهم لم يتمكنوا من الحصول على بطاطين أو حتى ملابس كافية عندما نزحوا من منازلهم في الشمال واتجهوا جنوبًا.

وأصبح السكان والنازحون يشعلون نيران الحطب ويلتفون حولها في حلقة دائرية، آملين في أن يكونوا دافئين هم وأطفالهم لبضع ساعات قليلة فقط أو حتى نفاذ مخزونهم من الخشب ليشعروا بشيء من الدفء في وجه البرد القارس الذي يرافق فصل الشتاء.