في ذكرى انتصار الأسطول المصري في اليونان.. موقعة «ستمبالا»

أرشيفية
أرشيفية

فى 23 نوفمبر سنة 1824  انتصر الأسطول المصري علي الأسطول اليوناني في الموقعة الشهيرة التي سميت بموقعة ستمبالا وذلك أثناء الحروب اليونانية التي استمرت من عام 1821 وحتي عام 1832.

حيث كانت الموقعة التاريخية فى يوم 23 نوفمبر عام 1821، بناء على طلب السلطان العثمانى من محمد على باشا والى مصر.

اقرأ أيضًا| في الستينيات.. أقصر حياة زوجية وأسرع إنجاب بعد 7 ساعات
التمرد اليونانى:

وطلب السلطان محمود من مُحمد علي باشا، والي مصر، أن يمد الدولة العثمانية بأسطوله لإخماد تمرد اليونان فعلي الفور قام الوالي بقبول الطلب وأصدر أمره إلى محرم بك، قائد الأسطول المصري، بإعداد السفن وقام بتحميلها بالذخائر والعتاد والرجال وقيادتها إلى مياه اليونان، حيث شهد عام 1822م ثورة كبيرة فى بلاد اليونان ضد الحكم العثمانى، وكانت الدولة تعانى ضعفًا داخليًا أدى إلى عدم إحكام سيطرتها على أملاكها فى أوروبا، وأرسل السلطان العثمانى محمود الثانى قوات تركية لقمع الثورة فى أثينا فحاصرها اليونانيون فى الأكروبوليس وأفنوهم عن بكرة ابيهم لذا لجأ السلطان إلى حاكم مصر محمد على باشا.
الجنود المصريين:
قام محمد على باشا بارسال خمسة آلاف جندى بقيادة حسن باشا إلى جزيرة كريت وجزيرة قبرص، ونجحت القوات فى قمع الثورة هناك واستطاعت تحرير السفن التركية المحتجزة، ثم جاء من بعده جاء من بعده إبراهيم باشا، والذى استطاع اخماد الثورة، وحقق الانتصار للدولة العثمانية.
مكونات الأسطول:
تكون الأسطول المصرى من 51 سفينة حربية مزودة بالمدافع و146 سفينة نقل جنود حملت 17 ألف جندى و4 بلوكات مدفعية و700 فارس غير الأسلحة والذخيرة، أقلعت من ميناء الإسكندرية فى يوليو عام 1824م.
الأسطول التركى:
قصد الجيش المصرى جزيرة رودس وخليج ماكرى فى الأناضول لمقابلة الأسطول التركى بقيادة "خسرو" باشا فهاجمتهم السفن اليونانية اللى أجبرها إبراهيم باشا فى بداية الأمر على الرجوع للخلف واستطاع دحرها والوصول للشاطئ بجزيرة كريت فى سبتمبر 1824م، وظل متحينا الفرصة لخلو البحر من سفن اليونانيين حتى أبحر إلى ميناء مودن وكورون، واستطاع فك الحصار وأرسل قوة من جيشه لاحتلال نافارين، وسار خلفهم واستطاع هزيمة الثوار فى نافارين وأسر قائدهم وشتت أغلب المقاتلين فى الجبال، وكانت هزيمة مدوية.
مملكة خاصة ودستور قومي:
وبدأ الأتراك باتهام بطريرك اليونان بدعم الثوار وأمروا بإعدامه، ونتيجة لذلك قام اليونانيون بقتل الأتراك المقيمين فى اليونان انتقاما للبطريرك واحتلوا الجزر فى بحر ايجه وقطعوا الطريق على السفن التركية التجارية المارة ونهبوها وقتلوا من فيها كما اعلنوا استقلال إقليم المورة عن الدولة العثمانية وصارت مملكة ولها دستور قومى خاص.
خسائر كبيرة :
وفشلت الدولة العثمانية بادئ الأمر فى قمع الثوار بحرا وبرا وتكبدت خسائر كبيرة، وكان محمد على باشا والى مصر قد بدأ فى تكوين جيش نظامى حديث سبق واستعان به العثمانيون ضد الوهابيين فى الحجاز.
 
وذلك ايضاً لكثرة الجزر اليونانية التي انضمت إلى التمرد ووعورة الأراضي اليونانية التي كان العثمانيون يجهلون تفاصيلها مقابل معرفة اليونانيين كيفية توظيفها استراتيجياً لمحاربة القوّات العثمانية، واجهت السلطنة العثمانية مصاعب كبيرة لإخماد التمرد، واضطُرّ السلطان محمود الثاني إلى طلب المساعدة من محمد علي باشا الذي كان والياً عثمانياً على مصر.
جزيرة كريت:
على أثر ما حدث أرسل محمد علي باشا أسطولاً بحرياً مليئاً بالجنود والعتاد بقيادة حسن باشا نزل في جزيرة كريت وأخمد التمرد فيها، كما أرسل حملة أخرى بقيادة ابنه إبراهيم باشا لإخماد ثورة المورة، إذ نجحت القوات المصرية في السيطرة على شبه جزيرة بيلوبونيس وميسولونغي وأثينا , وهكذا عاد معظم أجزاء اليونان لسلطة العثمانيين بفضل الأسطول المصري.
لماذا انسحب الأسطول المصري:
بعد الهزيمة التي لحقت باليونانيين جرَّاء تدخل الأسطول المصري، حرّك اليونانيون الرأي العامّ الأوروبي لإنقاذ الثورة ، وبالفعل وقّعَت روسيا القيصرية وبريطانيا بروتوكول سان بطرسبرغ، الذي انضمّت إليه فرنسا بعد فترة وجيزة، وطالبوا الحكومة العثمانية بعقد هدنة مع اليونانيين ومنحهم حكماً ذاتياً يتبع السلطنة اسمياً، إلا أن الرفض العثماني دفع هذه الدول إلى إرسال سفنها وعتادها لمناصرة اليونانيين، وحاصر الروس الأسطولين العثماني والمصري في ميناء ناڤارين ودمروهما في 20 أكتوبر 1827.
اختلاف وجهات النظر:
أدى التدخل الروسي والأوروبي وانتصارهم البحري في ناڤارين إلى اختلاف وجهات النظر بين العثمانيين والمصريين، ورأى الوالي محمد علي باشا أن لا فائدة من مواصلة القتال، خصوصاً أنه فقد أسطوله وانقطعت طرق مواصلاته البحرية مع جيوشه في بلاد اليونان، وقرر في سبتمبر عام 1828 سحب قواته من هناك خوفاً من أن تحتلّ فرنسا والدول الغربية مصر متذرعين بوجود قواته هناك.
ضم بلاد الشام:
دفعت خيبة الأمل هذه محمد علي إلى توجيه أنظاره نحو بلاد الشام وبقي ينتظر الفرصة والذريعة المناسبة لبدء حملته العسكرية من أجل ضمها إلى ولايته، لأن ضمها يحمي مصر من العثمانيين في المستقبل ويمنع قيام دولة عربية قوية تزاحمه على حكم مصر، فضلاً عن رغبته في استغلال موارد بلاد الشام والسيطرة على طرق الحج والتجارة التي تمر عبر أراضيها.
فتح عكا:
وفي 14 أكتوبر 1831، زحف الجيش المصري باتجاه فلسطين ولبنان وسوريا ونجح في السيطرة عليها بعد فتحه عكا التي ضرب حصاراً برياً وبحرياً حولها، على أثر ذلك اعتبرت الدولة العثمانية ما يفعله محمد علي عصياناً، وأعدّت جيشاً للتصدي له بقيادة والي حلب العثماني الذي هُزم أمام الزحف المصري بقيادة إبراهيم باشا ابن محمد علي، الذي دخل دمشق بعد سيطرته على عكا، واستمر يتحرك شمالاً حتى ضمّ حلب وأضنة والإسكندرون وصولاً إلى مدينة قونية في قلب الأناضول أواخر عام 1832.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم