أتوموبيل الفن

مدحت عبدالدايم يكتب: أحمد حلمي سفير الفن الرفيع .. وبرنس تجميل السيارات

مدحت عبدالدايم
مدحت عبدالدايم

■ بقلم: مدحت عبدالدايم

لا ينسى الفنان أحمد حلمي سيارته الأولى "فيات 125" بولندية الصنع، وتفننه في إبراز جمالياتها، وتزويدها بالعديد من الإكسسوارات والكماليات، والعمل على تزيينها بالستائر والرسم على جانبيها، وإحاطتها بملصقات على هيئة نيران متأججة، وتزويدها بجهاز كاسيت مدعم بالأكوليزر، وسماعتين خلفيتين داخل صندوق خشبي مصنوع من الفرومايكا، كما وضع جمجمة بلاستيكية في نهاية عصا الفتيس، وعرف بين أصدقائه بتفننه في "روشنة" السيارات وتجميلها، وإجادة قيادتها بعد أن علمه خاله مبادئها على سيارة نصف نقل، ويرى أن "كلاكس" السيارة لغة قائمة بذاتها، وعن طريقها يتبادل الناس السلام والتهاني والإعجاب، إلى جانب التعبير عن الاستياء والغضب في كثير من الأحيان، أما قيادة السيدات للسيارات فيؤكد أنها تحتاج إلى رصد دقيق وتأمل عميق فهن لا ينظرن خلفهن مطلقًا في حالة رجوعهن بالسيارة، ولا يلتزمن بأية ضوابط أو قوانين، ويعترف بأن زوجته تقوم بعمل مكياجها كاملًا أثناء القيادة.

تغلبت هواية الرسم على كل ملكاته، وساهمت أمه في تأسيسها لديه ودعمها وتنميتها، فبدا أن الفتى أحمد محمد حلمي عبد الرحمن عواد لن يرتضي بغير الفن سبيلا، وعلى الرغم من مولده بمدينة بنها بمحافظة القليوبية في 18 نوفمبر 1969 إلا أنه سافر مع أسرته إلى المملكة العربية السعودية في سن السادسة، وعاد بعد نحو عشر سنوات، ليصادف تعثرًا دراسيًا قاسيًا، إذ لاحقه الفشل ثلاث مرات بالثانوية العامة، ونجح بمجموع 48 في المئة، والتحق بأكاديمية الفنون، وحينما رأى المبنى والطلاب أخذته "النداهة" على حد تعبيره وتخرج في قسم الديكور، وكانت انطلاقته نحو ما يحب، ويشهد بأن سنوات المعهد الأربع أجمل سنوات حياته، وكان زملاء دفعته من الممثلين: رامز جلال ومحمد سعد ومجدي كامل .. وغيرهم، ويرى أن والديه شكلا وجدانه وأسسا لديه حب الفن، الذي وجد فيه الملاذ والطمأنينة والسلام الداخلي، بفضل التربية الوسطية التي نشأ في كنفها، ودعمت لديه حب التواشيح والابتهالات والتلاوات القرآنية، كما لا ينسى يوم الجمعة صباحًا ونزوله لشراء الإفطار، والتفاف الأسرة حول المائدة والفول والطعمية، ورائحة الشارع، والآداب التي كانت تلقى على مسامعه طفلًا، من نوعية "البس حاجة في رجلك وما تعملش صوت وأنت تأكل".

اختير حلمي عام 1993 للعمل بالمسلسل التلفزيوني "ناس ولاد ناس" بطولة نادية لطفي وكرم مطاوع وكوكبة من النجوم، وانقطع عن التمثيل جراء تأديته الخدمة العسكرية، وانخرط في عمله كمهندس للديكور، ثم مخرجًا مساعدًا ببرنامج "أحلام العصافير" بالفضائية المصرية، وذات مرة طلب من المخرج "محمد خلف" أن يقوم بعمل لقاء تليفزيوني مع طفل بإحدى دور الحضانة، وبالفعل تم ذلك، وعرض اللقاء على الإعلامية سناء منصور، فطلبت منه تسجيل 30 حلقة لرمضان، وأن يقدم البرنامج الذي حمل اسم "لعب عيال" بنفسه، وهو ما تم لنحو أربع سنوات، حيث رأت فيه الإعلامية الكبيرة "موهبة تشكلت فأصبحت إنسانًا متفردًا" ولا يخفي حلمي أنه تعلم من ذلك البرنامج عدم إعداد الأسئلة قبل الحلقة، وأن يعتمد على سرعة البديهة في طرح السؤال وردة الفعل على إجابات الأطفال، وعدم اللجوء إلى إيقاف التسجيل والتقطيع.

دشن حلمي انطلاقته الحقيقية من خلال شخصية سعيد بفيلم "عبود على الحدود" 1999، كنجم واعد من نجوم الكوميديا الجدد، وكممثل له بصمته من خلال شخصية زكريا في فيلم "ليه خليتني أحبك" وشخصية عاطف في فيلم "الناظر" عام 2000، وفي عام 2001 تألق في فيلم "رحلة حب" وأكد موهبته الكوميدية في "55 إسعاف" وسطع نجمه في "السلم والثعبان" فيما جسد فيلم "ميدو مشاكل" 2003  قدرته على منافسة صناع الكوميديا الكبار، وبرع في أداء دوره بفيلم "سهر الليالي"، واختاره الزعيم عادل إمام كضيف شرف بفيلم "التجربة الدنماركية" وتألق بفيلم "صايع بحر" 2004، وواصل نجاحه بفيلم "زكي شان" 2005، وحفر اسمه في قلوب مشاهديه من خلال أفلام: "مطب صناعي، ظرف طارق، جعلتني مجرمًا" عام 2006، وأكد تمتعه بموهبة فذة قادرة على تنوع الأداء، من خلال فيلم "كده رضا" 2007، واستحق تقدير النقاد والجماهير معًا بأدائه الرائع بفيلم "آسف على الإزعاج" 2008، وتجلت قدرته على حسن اختيار موضوعات أفلامه بتقديمه فيلم: "1000 مبروك" عام 2009 ليعزز نجوميته محلقًا في منطقة لا ينازعه فيها سواه، وهو ما تأكد عبر سلسلة من روائعه الفنية، أبرزها: " عسل أسود، بلبل حيران، إكس لارج، على جثتي، صنع في مصر، لف ودوران، خيال المآتة، واحد تاني" وفي مجال الدراما التليفزيونية قدم حلمي مجموعة ناجحة من المسلسلات، أبرزها: "حلم العمر كله، السندريلا، لحظات حرجة، الجماعة "الجزء الأول"، العملية مسي "أداء صوتي"، بينما قدم للإذاعة مجموعة من المسلسلات التي لاقت نجاحًا كبيرًا، أبرزها: "صلاح الخير، يا خميس يا جمعة، أطلبيني من بابا، يا أنا يا أنت، عايش بطولو، جرى إيه يا عمر، زكي لاكي، أزمة نفسية، إحنا صغيرين أوي يا ماندو، مين معايا، شطة هندي، لمس أكتاف، وش في وش، لف وارجع تاني، العصمة في إيدي" وبرزت موهبته بشكل لافت ومبهر على خشبة المسرح عبر مسرحيتيه: "حكيم عيون، ميمو"، واختير سفيرًا لمشروع الغذاء من أجل التعليم، ونال العديد من الجوائز والتكريم في مصر وخارجها.

يرى أحمد حلمي أننا في مصر نقود سياراتنا بمبدأ "داري على شمعتك تقيد" بمعنى المباغتة في القيادة والدخول يمينًا ويسارًا دون سابق إنذار أو إشارة، ويروي أن أحد أصدقائه في نيويورك نصحه حين شرع في تأجير سيارة بألا يفعل، نظرًا لشدة الزحام، وندرة أماكن الانتظار، وارتفاع أسعار تلك الأماكن، وحسنًا فعل، فحينما دعاه إلى العشاء بأحد المطاعم، ظل يبحث عن مكان انتظار فلم يجد، لكن حلمي لمح مكانًا كبيرًا يصلح لاستيعاب العديد من السيارات، وإذ بصديقه يطلعه على وجود "حنفية حريق" بذلك المكان، وقال له "هنا ممنوع الانتظار نهائيًا، لأنه في حالة حدوث حريق سيتم استخدام الحنفية من قبل رجال الإطفاء وسياراتهم فحسب، فرد حلمي بسخريته المعهودة: "معنى هذا أن المكان سيظل شاغرًا طوال العمر في حالة عدم حدوث حريق، الحمد لله على حالنا، فنحن نركن سياراتنا أمام المطافي ذاتها".

أخيرًا.. لا يُخفي أحمد حلمي عشقه للسيارة "ميني كوبر إس" واعتماده عليها في تنقلاته وتحركاته المختلفة، أما السيارة "تويوتا فورنتشر" فيفضل استخدامها صحبة أولاده الثلاثة "لي لي وسليم ويونس" وزوجته الفنانة الموهوبة "منى زكي" المولودة في نفس يوم ميلاده 18 نوفمبر، لذا فإن "أخبار السيارات" تنتهز الفرصة للتهنئة بعيد ميلادهما وتقدم لهما باقة ورد تليق بفنهما الرفيع.