عبدالله كحيل يحلم بالوقوف على قدميه| حكاية طفل فلسطيني استغاث بمصر فـ«لبت النداء»

الطفل الفلسطيني عبدالله كحيل
الطفل الفلسطيني عبدالله كحيل

بدأت الحكاية عندما تداول نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لطفل فلسطيني يستغيث فيه بالرئيس عبدالفتاح السيسي ويطلب منه السماح له بالقدوم إلى مصر لتلقى العلاج اللازم بعدما أصيب خلال الأحداث المشتعلة فى غزة منذ 7 أكتوبر الماضى بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

◄ والدته تشكر الرئيس السيسي: «غمرتنا بلطفك»

◄ فقد شقيقه الأكبر فى نفس الحادث ويحتاج لعدة عمليات دقيقة

عبدالله كحيل يعيش حالة رعب مثله مثل بقية الأطفال في قطاع غزة الذين لا يعلمون ذنبهم فيما يحدث من مجازر وانتهاكات يومية يتعرضون على أثرها إلى إصابات بالغة أو الاستشهاد، وفى إحدى الغارات التى يشنها القصف الإسرائيلي على منازل الفلسطينيين، سقط صاروخ على منزل أسرة عبدالله والذى أصيب خلالها بشظايا فى قدمه جعلته أكثر عرضة لمضاعفات شديدة قد تصل به إلى بتر قدمه، وعندما علم بذلك رفض أن يحدث ذلك وأخبرهم برغبته فى بقائها ليستطيع المشى واللعب قائلا: «ليه بتقطعوها خلونى أمشى» وهذا ما جعله يطلب من المصريين معالجته دون أن يفقد قدمه وأن يستطيع الوقوف عليها مرة أخرى، ولأن مصر لا تتخلى عن أشقائها فقد لبت النداء فورا وكانت الاستجابة سريعة جدا، حيث وجه الرئيس السيسى باستقبال عبدالله فى معبر رفح والتكفل بعلاجه وتوفير كل سبل الرعاية الطبية له فى مستشفيات مصر.

◄ اقرأ أيضًا | بعد استقبالهم من فلسطين.. كيفية الوقاية من ولادة أطفال خدج 

كانت سيارة الإسعاف المجهزة بكل الإمكانيات والفريق الطبى فى انتظار عبدالله عند معبر رفح استعدادا لنقله إلى مستشفى معهد ناصر فى القاهرة، أحد أكبر المراكز الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة لتقييم حالته وتحديد الإجراءات الطبية اللازمة لعلاجه على وجه السرعة.

◄ كواليس الإصابة
تروى والدة الطفل «صابرين» كواليس ما حدث لابنها عندما تعرض لإصابة قوية بعد استهداف منزلهم بصاروخ من قبل الاحتلال الإسرائيلى، مشيرة إلى أن عبدالله لديه ستة أشقاء، وقد استشهد شقيقه الأكبر نضال (17 عامًا) فى نفس الحادث، مما أثر بشكل سلبى فى عبدالله وكان طلبه للعلاج فى مصر هو أهم ما يبحث عنه، مؤكدة أنها لم تصدق عندما تم إبلاغهم بأن الفيديو الذى قال فيه عبدالله إنه يريد العلاج فى مصر وصل إلى الرئيس السيسي وأن الأراضى المصرية فى انتظاره لعلاجه فى مستشفياتها، فوالد الطفل وجميع الأسرة كانوا يريدون العلاج فى مصر، مشيرة إلى أن عبد الله يحب مصر كثيرا، حتى من قبل العدوان الأخير وتحول غالبية غزة إلى ركام، فهو يتعلق بكل شىء مصرى لذا كانت مصر أول دولة خطرت على باله عند تعرضه للإصابة، حتى أنه قبل الحصول على موافقة القدوم لمصر، عرضت إحدى الدول الأخرى على عبدالله العلاج فيها لكنه رفض وحسم قراره بالعلاج فى أحب البلاد لقلبه «مصر».

◄ الاستجابة والاطمئنان
وأكدت أن الاستجابة من الجانب المصرى كانت سريعة جدا وتم التنسيق بين الجانبين المصرى والفلسطينى، حيث تم التواصل مع مدير مستشفى شهداء الأقصى فى غزة الذى قام بالتجهيزات الطبية اللازمة لسهولة نقل عبدالله إلى معبر رفح، وهناك وجدت طاقما طبيا مجهزا من أطباء وزارة الصحة المصرية، وحفاوة كبيرة فى استقبالهم، وتقدمت والدة الطفل الفلسطينى بالشكر للرئيس السيسى قائلة «أنت أب للمصريين والفلسطينيين، غمرتنا بلطفك، وشكرا لأنك استجبت لنداء ابنى». وتمنت الأم أن يخضع ابنها لكل العمليات الجراحية المطلوبة وأن تراه يسير على قدميه مرة أخرى، مؤكدة أنهم راضون بما يكتبه الله لهم.

◄ حالته الصحية
ووفقا لتوجيهات الرئيس السيسي توجه الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، إلى مستشفى معهد ناصر للبحوث والعلاج، للاطمئنان على حالة عبدالله، فى محاولة لرفع روحه المعنوية، بالإضافة إلى اجتماعه مع الفريق الطبى المعالج للطفل، والاستماع إلى شرح مفصل عن حالته، موجها بتوفير كافة سبل الرعاية الصحية له، وموافاته بخطة العلاج اليومية، كما اطمأن الوزير على توافر كافة الأجهزة والمستلزمات التى من شأنها المساهمة فى نجاح خطة العلاج.

وعن حالة الطفل، فهو يعانى من تفتت فى عظمة الفخذ الأيسر وفقدان للعظام والأنسجة المحيطة ويعانى بترًا بأطراف أصابع اليد اليسرى، وانفجار فى الطحال، ووفقا لخطة العلاج التى يشرف عليها مجموعة من أكبر وأمهر الاستشاريين المتخصصين فى مجال العظام والتجميل، تتضمن تثبيت الكسر جراحيا، وعمل رقعة جلدية لتغطية عظام الفخذ، ومن المقرر أن يخضع الطفل لعدة عمليات جراحية دقيقة.