ما بعد سان فرانسيسسكو

إيهاب فتحى
إيهاب فتحى

‭..‬مع‭ ‬اندلاع‭ ‬الصراع‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬قبل‭ ‬شهرين‭ ‬كانت‭ ‬أفضل‭ ‬المحددات‭ ‬التى‭ ‬يمكن‭ ‬بها‭ ‬تقييم‭ ‬هذا‭ ‬الانفجار‭ ‬ـ‭ ‬الذى‭ ‬ظن‭ ‬الكثيرون‭ ‬أنه‭ ‬اشتعل‭ ‬فجأة‭ ‬ـ‭ ‬،هى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬هويتنا‭ ‬المصرية‭ ‬فعندما‭ ‬ننظر‭ ‬لتداعيات‭ ‬الحدث‭  ‬يكون‭ ‬تمسكنا‭ ‬بهذه‭ ‬الهوية‭ ‬هو‭ ‬البوصلة‭ ‬المرشدة‭ ‬لتوجهنا‭ ‬وفهمنا‭ ‬لما‭ ‬يدورحولنا‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬بضع‭ ‬كلمات‭ ‬نكتبها‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭.‬

تجعلنا‭ ‬بوصلتنا‭ ‬أوهويتنا‭ ‬لا‭ ‬نندفع‭ ‬بحدة‭ ‬متأثرين‭ ‬بشحن‭ ‬عام‭ ‬يخفى‭ ‬أغراضًا‭ ‬بعيدة‭ ‬تمامًا‭ ‬عن‭ ‬سلامة‭ ‬أمننا‭ ‬القومى‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لا‭ ‬نتردد‭ ‬فى‭ ‬اتخاذ‭ ‬قراراتنا‭ ‬الصائبة‭ ‬التى‭ ‬تمليها‭ ‬علينا‭ ‬إنسانيتنا‭ ‬وحضارتنا‭ ‬فى‭ ‬إنقاذ‭ ‬أهالى‭ ‬غزة‭.‬

بالتأكيد‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬ملاحقة‭ ‬الحدث‭ ‬بالتعليق‭ ‬المستمرعليه‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الإجرام‭ ‬الصهيونى‭ ‬الذى‭ ‬تجاوز‭ ‬كل‭ ‬حد‭ ‬عقلانى،‭ ‬فما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الاحتلال‭ ‬تجاه‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬دخل‭ ‬نطاق‭ ‬الإبادة‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬المدانة‭ ‬دوليًا‭ ‬ويقف‭ ‬خلف‭ ‬هذا‭ ‬الإجرام‭ ‬دعم‭ ‬أمريكى‭ ‬غير‭ ‬محدود‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬تعبئة‭ ‬القوة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الكاملة‭ ‬لتستقر‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬شواطئ‭ ‬المتوسط‭.‬

يؤدى‭ ‬التعليق‭ ‬المستمر‭ ‬إلى‭ ‬الانخراط‭ ‬فى‭ ‬التفاصيل‭ ‬التى‭ ‬تبعدنا‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬المشهد‭ ‬الكامل‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لا‭ ‬تجعلنا‭ ‬نحاول‭ ‬رؤية‭ ‬مؤشرات‭ ‬وطبيعة‭ ‬المستقبل‭ ‬الخاص‭ ‬بشرقنا‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭ ‬رغم‭ ‬بشاعة‭ ‬الحاضر‭ ‬المخضب‭ ‬بالدماء‭ ‬،‭ ‬عندما‭ ‬ننحى‭ ‬هذه‭ ‬التفاصيل‭ ‬جانبًا‭ ‬سنجد‭ ‬هناك‭ ‬أساسيات‭ ‬تتحكم‭ ‬فى‭ ‬رؤية‭ ‬مؤشرات‭ ‬هذا‭ ‬المستقبل‭ ‬وأين‭ ‬نحن‭ ‬منه؟‭ ‬

أولى‭ ‬هذه‭ ‬الاساسيات‭ ‬أن‭ ‬أى‭ ‬صراع‭ ‬فى‭ ‬عالمنا‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬شماله‭ ‬إلى‭ ‬جنوبه‭ ‬ومن‭ ‬شرقه‭ ‬إلى‭ ‬غربه‭ ‬هو‭ ‬رافد‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬الامبراطورى‭ ‬الأكبر‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وجمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬مقدرات‭ ‬القوة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬ويمكن‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬حقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتى‭ ‬وأمريكا‭ ‬لنعرف‭ ‬كم‭ ‬عانى‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬إقليمية‭ ‬كان‭ ‬وراءها‭ ‬فى‭ ‬الخلفية‭ ‬التناحر‭ ‬السوفيتى‭ ‬الأمريكى،‭ ‬ثانى‭ ‬الاساسيات‭ ‬أن‭ ‬المنخرطين‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬الجانبية‭ ‬ماهم‭ ‬إلا‭ ‬وكلاء‭ ‬عن‭ ‬طرفى‭ ‬الصراع‭ ‬الامبراطورى‭ ‬الأكبر‭ ‬وقد‭ ‬يعلم‭ ‬هؤلاء‭ ‬الوكلاء‭ ‬حقيقة‭ ‬دورهم‭ ‬أو‭ ‬يتم‭ ‬توريطهم‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬وكيل‭ ‬إقليمى‭ ‬يتمتع‭ ‬بنفوذ‭ ‬أكبر‭ ‬عند‭ ‬إحدى‭ ‬القوتين‭ ‬الأعظم،‭ ‬ثالث‭ ‬الاساسيات‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬الفرعية‭ ‬والقائمين‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الوكلاء‭ ‬لا‭ ‬تضع‭ ‬فى‭ ‬حساباتها‭ ‬أى‭ ‬معايير‭ ‬إنسانية‭ ‬تمنعها‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬اتفقت‭ ‬عليه‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬الوكلاء‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالحهم‭ ‬المباشرة‭ ‬الآنية‭ ‬وإرضاء‭ ‬القوى‭ ‬الأعظم‭. ‬رابع‭ ‬الاساسيات‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬الفرعية‭ ‬تبدأ‭ ‬فى‭ ‬الخمود‭ ‬عندما‭ ‬تتلاقى‭ ‬القوتين‭ ‬الأعظم‭ ‬فى‭ ‬مساحة‭ ‬من‭ ‬التوافق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقسيم‭ ‬مناطق‭ ‬النفوذ‭ ‬أو‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬مناطق‭ ‬جيوسياسية‭ ‬مشتركة‭ ‬يتعايش‭ ‬فيها‭ ‬نفوذ‭ ‬القوتين‭ ‬بأساليب‭ ‬أكثر‭ ‬هدوءًا‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الصدام،‭ ‬خامسًا‭ ‬وأخيرا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬بالوكالة‭ ‬هى‭ ‬أكثر‭ ‬وفرًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للقوى‭ ‬الأعظم‭ ‬لأن‭ ‬الاشتباك‭ ‬المباشر‭ ‬يعنى‭ ‬حرب‭ ‬عالمية‭ ‬فى‭ ‬وجود‭ ‬اسلحة‭ ‬نووية‭ ‬مما‭ ‬يعنى‭ ‬الفناء‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تؤدى‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬إلى‭ ‬توصيل‭ ‬الرسائل‭ ‬المطلوبة‭ ‬أو‭ ‬جر‭ ‬إحدى‭ ‬القوتين‭ ‬إلى‭ ‬بحر‭ ‬من‭ ‬الرمال‭ ‬يستنزف‭ ‬قوتها‭. ‬

قبل‭ ‬أيام‭ ‬اختتمت‭ ‬قمة‭ ‬منتدى‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادى‭ (‬أيبك‭) ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬الأمريكية‭ ‬رغم‭ ‬أهمية‭ ‬القمة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادى‭ ‬والسياسى‭ ‬دوليًا‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬اعتبرت‭ ‬حادث‭ ‬هامشى‭ ‬بالنسبة‭ ‬للقمة‭ ‬الأهم‭ ‬وهى‭ ‬اللقاء‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬والصينى‭ ‬شى‭ ‬جينبينج،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬اللقاء‭ ‬الذى‭ ‬استمر‭ ‬4‭ ‬ساعات‭ ‬وعقد‭ ‬فى‭ ‬منزل‭ ‬ريفى‭ ‬بضواحى‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬بين‭ ‬الزعيمين‭ ‬لقاءً‭ ‬عاديًا‭ ‬أو‭ ‬برتوكوليًا‭.‬

لم‭ ‬تخطئ‭ ‬بعض‭ ‬الصحف‭ ‬الأمريكية‭ ‬عندما‭ ‬شبهته‭ ‬باللقاءات‭ ‬التى‭ ‬تمت‭ ‬بين‭ ‬الزعيم‭ ‬السوفيتى‭ ‬جوزيف‭ ‬ستالين‭ ‬و‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬روزفلت‭ ‬وبعده‭ ‬هارى‭ ‬ترومان‭ ‬أثناء‭ ‬وبعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬لتحديد‭ ‬مناطق‭ ‬النفوذ‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬والاستقرار‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬دولى‭ ‬جديد‭ ‬بن‭ ‬القوتين‭ ‬الأعظم‭ ‬عقب‭ ‬الحرب‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬عرف‭ ‬بنظام‭ ‬1945‭ ‬مرتبطًا‭ ‬بسنة‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬وفق‭ ‬تصنيف‭ ‬الصحف‭ ‬الأمريكية‭ ‬لطبيعة‭ ‬القمة‭ ‬فهى‭ ‬قمة‭ ‬هدفها‭ ‬وضع‭ ‬اسس‭ ‬نظام‭ ‬دولى‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكوالمدينة‭ ‬التى‭ ‬شهدت‭ ‬توقيع‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ليدشن‭ ‬هذا‭ ‬التوقيع‭ ‬الملامح‭ ‬النهائية‭ ‬لعالم‭ ‬مابعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬والذى‭ ‬انتهت‭ ‬صلاحيته‭ ‬بانهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتى‭ ‬وتصدر‭ ‬الصين‭ ‬منافسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لقيادة‭ ‬العالم‭.‬

بالتأكيد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الشائكة‭ ‬تمتد‭ ‬بمساحة‭ ‬كوكبناعلى‭ ‬طاولة‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬تعكس‭ ‬حجم‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬القوتين‭ ‬الأعظم‭ ‬وحاز‭ ‬على‭ ‬أولوية‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الملفات‭ ‬ملف‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بسبب‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطينى‭ / ‬الإسرائيلى‭ ‬الذى‭ ‬انفجر‭ ‬‮«‬فجأة‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬انعقاد‭ ‬قمة‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬بشهر‭ ‬لا‭ ‬تحاول‭ ‬الدخول‭ ‬فى‭ ‬متاهة‭ ‬تفاصيل‭ ‬‮«‬‭ ‬الفجأة‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬فعلمها‭ ‬عند‭ ‬الوكلاء‭ ‬ووكلاء‭ ‬الوكلاء‭.‬

‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الانفجار‭ ‬هو‭ ‬التوصية‭ ‬التى‭ ‬جعلت‭ ‬ملف‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يتصدر‭ ‬القمة‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المعايير‭ ‬الإنسانية‭ ‬ورفع‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬الأبرياء‭ ‬لكن‭ ‬لأن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬هو‭ ‬منطقة‭         ‬نفوذ‭ ‬رئيسية‭ ‬بين‭ ‬القوتين‭ ‬الأعظم‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬أوروبا‭ ‬وأزمتها‭ ‬الأوكرانية‭ ‬والتحرشات‭ ‬العسكرية‭ ‬اليومية‭ ‬بين‭ ‬القوتين‭ ‬فى‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبى‭ ‬وأمام‭ ‬شواطئ‭ ‬تايوان‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬تداخل‭ ‬المشروعين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬وعند‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعود‭ ‬بالتاريخ‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬فى‭ ‬مرور‭ ‬سريع‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأحداث‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬المشتعلة‭ ‬التى‭ ‬سبقت‭ ‬القمة‭.‬

أول‭ ‬هذا‭ ‬المرور‭ ‬السريع‭ ‬عندما‭ ‬تعرضت‭ ‬أمريكا‭ ‬لصدمة‭ ‬خداع‭ ‬عندما‭ ‬وجدت‭ ‬الصين‭ ‬فى‭ ‬خطواتها‭ ‬النهائية‭ ‬لتوقيع‭ ‬معاهدة‭ ‬استراتيجية‭ ‬مع‭ ‬حليفتها‭ ‬المدللة‭ ‬إسرائيل‭ ‬لمدة‭ ‬25‭ ‬عامًا‭ ‬مع‭ ‬تواجد‭ ‬عسكرى‭ ‬صينى‭ ‬فى‭ ‬مينائى‭ ‬أشدود‭ ‬وحيفا‭ ‬وتتشابه‭ ‬بنود‭ ‬المعاهدة‭ ‬مع‭ ‬المعاهدة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التى‭ ‬وقعتها‭ ‬الصين‭ ‬لمدة‭ ‬25‭ ‬عامًا‭ ‬أيضا‭ ‬مع‭ ‬إيران‭. ‬

أصيبت‭ ‬واشنطن‭ ‬بالذهول‭ ‬فالصين‭ ‬تعيد‭ ‬صياغة‭ ‬معادلات‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بطريقتها‭ ‬وأين‭ ‬فى‭ ‬ملعب‭ ‬واشنطن‭ ‬الرئيسى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فالأعداء‭ ‬طهران‭ ‬وتل‭ ‬أبيب‭ ‬يتحولان‭ ‬إلى‭ ‬حلفاء‭ ‬برعاية‭ ‬صينية‭ ‬وستنضم‭ ‬لهما‭ ‬الباكستان‭ ‬المتاخمة‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والتى‭ ‬تربطها‭ ‬نفس‭ ‬المعاهدات‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬لأنها‭ ‬البوابة‭ ‬البرية‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬والطريق‭ ‬الصينية‭ ‬ليصبح‭ ‬الشرق‭ ‬الأسط‭ ‬فى‭ ‬أغلبه‭ ‬داخل‭ ‬دائرة‭ ‬النفوذ‭ ‬الصينى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدات‭ ‬وتصبح‭ ‬مبادرتها‭ ‬الحزام‭ ‬والطريق‭ ‬هى‭ ‬المهيمنة‭.‬

تدخلت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬سريعًا‭ ‬بحدة‭ ‬وعنف‭ ‬وأنهت‭ ‬العلاقة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الصينية‭ ‬فورا‭ ‬بل‭ ‬أنشأت‭ ‬لجنة‭ ‬عسكرية‭ ‬مخابراتية‭ ‬لمراقبة‭ ‬أعمال‭ ‬حليفتها‭ ‬الخائنة‭ ‬و«فجأة‮»‬‭ ‬أيضا‭ ‬وجد‭ ‬السفير‭ ‬الصينى‭ ‬‮«‬جى‭ ‬وو‮»‬‭ ‬مهندس‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬دولته‭ ‬وإسرائيل‭ ‬ميتًا‭ ‬فى‭ ‬ظروف‭ ‬غريبة‭ ‬بشقته‭ ‬فى‭ ‬ضاحية‭  ‬هرتسليا‭ ‬الراقية‭ ‬بتل‭ ‬أبيب،‭ ‬ولأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ليست‭ ‬كأى‭ ‬حليف‭ ‬لواشنطن‭ ‬فتم‭ ‬تعويضها‭ ‬ماليًا‭ ‬عما‭ ‬كانت‭ ‬ستكسبه‭ ‬من‭ ‬تحالفها‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬بالاتفاقيات‭ ‬الإبراهيمية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أو‭ ‬ماعرف‭ ‬مجازًا‭ ‬باتفاقيات‭ ‬‮«‬‭ ‬السلام‭ ‬‮»‬‭ ‬،‭ ‬والآن‭ ‬تتواجد‭ ‬بشكل‭ ‬عسكرى‭ ‬مباشر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فى‭ ‬اشدود‭ ‬وحيفا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قواعد‭ ‬عسكرية‭.‬

تلقت‭ ‬بكين‭ ‬الضربة‭ ‬بالهدوء‭ ‬الصينى‭ ‬المعهود‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬الهدوء‭ ‬يخفى‭ ‬تحضير‭ ‬الرد‭ ‬ليشاهد‭ ‬ساسة‭ ‬واشنطن‭ ‬الرد‭ ‬مذهولين،‭ ‬فبكين‭ ‬ترعى‭ ‬اتفاقًا‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬والرياض‭ ‬ينهى‭ ‬الخصومة‭ ‬بينهما‭ ‬ويفتح‭ ‬أبواب‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬يصب‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬فى‭ ‬مصلحة‭ ‬مبادرة‭ ‬الصين‭ ‬وتوسعها‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬اوسطية،‭ ‬استفاقت‭ ‬واشنطن‭ ‬من‭ ‬وهمها‭ ‬بأن‭ ‬حلفاءها‭ ‬فى‭ ‬الرياض‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستغنوا‭ ‬عن‭ ‬وجودها‭ ‬فوجدتهم‭ ‬يصافحون‭ ‬بكين‭ ‬وأعداءها‭ ‬الإيرانيين‭.‬

فى‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬قررت‭ ‬واشنطن‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬ملعبها‭ ‬القديم‭ ‬والرئيسى‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬45‭ ‬وبحل‭ ‬نهائى‭ ‬أو‭ ‬بمشروع‭ ‬منافس‭ ‬يقضى‭ ‬على‭ ‬الوجود‭ ‬الصينى‭ ‬المتوغل‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬،‭ ‬فأطلقت‭ ‬مشروع‭ ‬الممرالاقتصادى‭ ‬أو‭ ‬الممر‭ ‬الهندى‭ ‬أو‭ ‬ممر‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬قمة‭ ‬العشرين‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضى‭ ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬الذى‭ ‬يضم‭ ‬حلفاءها‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬وأوروبا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المنافس‭ ‬الرئيسى‭ ‬للصين‭ ‬وهو‭ ‬الهند‭.‬

استراح‭ ‬ساسة‭ ‬واشنطن‭ ‬وإدارتها‭ ‬المعولمة‭ ‬فى‭ ‬مقاعدهم‭ ‬الوثيرة‭ ‬شاعرين‭ ‬بزهو‭ ‬الانتصار‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬يخضع‭ ‬للهيمنة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ويدور‭ ‬فى‭ ‬فلك‭ ‬قوتها‭ ‬لقد‭ ‬تم‭ ‬تأمين‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بهذا‭ ‬الممر‭ ‬والحلفاء‭ ‬المتسربون‭ ‬عادوا‭ ‬للحضن‭ ‬الأمريكى‭ ‬وفى‭ ‬جبهة‭ ‬أوروبا‭ ‬يستنزفون‭ ‬عدوهم‭ ‬التقليدى‭ ‬روسيا‭ ‬حليف‭ ‬الصين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬بدعم‭ ‬حكام‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وعلى‭ ‬شواطئ‭ ‬تايوان‭ ‬وفى‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبى‭ ‬يتم‭ ‬الضغط‭ ‬العسكرى‭ ‬اليومى‭ ‬على‭ ‬بكين‭ ‬بمساعدة‭ ‬الحلفاء‭ ‬الآسيويين‭ .‬

لم‭ ‬يكتف‭ ‬ساسة‭ ‬واشنطن‭ ‬بذلك‭ ‬بل‭ ‬أعلنوا‭ ‬نظرية‭ ‬الانفصال‭ ‬الاقتصادى‭ ‬أى‭ ‬فصل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكى‭ ‬عن‭ ‬الصينى‭ ‬وإنهاء‭ ‬أى‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد‭ ‬يحدث‭ ‬قبل‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬الذهاب‭ ‬لسان‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬والتى‭ ‬أرادتها‭ ‬واشنطن‭ ‬قمة‭ ‬اعتراف‭ ‬صينى‭ ‬بالهيمنة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وأنه‭ ‬لاتوجد‭ ‬إلا‭ ‬قوى‭ ‬عظمى‭ ‬وحيدة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬وهى‭ ‬أمريكا‭.‬

فى‭ ‬صباح‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬كان‭ ‬الانفجار‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وكما‭ ‬قلنا‭ ‬لا‭ ‬داعى‭ ‬للدخول‭ ‬فى‭ ‬متاهة‭ ‬تفاصيل‭ ‬هذا‭ ‬الانفجار‭ ‬‮«‬‭ ‬المفاجئ‮»‬‭ ‬فعلم‭ ‬تفاصيله‭ ‬عند‭ ‬الوكلاء‭ ‬ووكلاء‭ ‬الوكلاء‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬إسرائيل‭.‬

أدى‭ ‬الانفجار‭ ‬إلى‭ ‬انقلاب‭ ‬الحسابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬متورطة‭ ‬فى‭ ‬جبهتين‭ ‬بسبب‭ ‬حليفتها‭ ‬المدللة‭ ‬إسرائيل‭ ‬فقوتها‭ ‬العسكرية‭ ‬ودعمها‭ ‬وزع‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأوروبا‭ ‬أما‭ ‬هدفها‭ ‬الرئيسى‭ ‬فى‭ ‬آسيا‭ ‬لمجابهة‭ ‬الصين‭ ‬أصبح‭ ‬بعيد‭ ‬التحقق‭ ‬وحلم‭ ‬الممر‭ ‬الاقتصادى‭ ‬يحترق‭ ‬بنيران‭ ‬الحرب‭ ‬الإجرامية‭ ‬على‭ ‬أبرياء‭ ‬غزة‭ ‬فمن‭ ‬يجرؤ‭ ‬أن‭ ‬يشارك‭ ‬قتلة‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬وواشنطن‭ ‬فى‭ ‬تحالفات‭ ‬اقتصادية‭  ‬لقد‭ ‬سقطت‭ ‬واشنطن‭ ‬بعد‭ ‬الزهو‭ ‬فى‭ ‬بحر‭ ‬من‭ ‬الرمال‭.‬

توالت‭ ‬الأخبار‭ ‬الكارثية‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬ساسة‭ ‬واشنطن‭ ‬المغرورين‭ ‬قبل‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬كارثة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬المتورطين‭ ‬فيها‭ ‬بإجرام‭ ‬شديد،‭ ‬ومن‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬الأخبار‭ ‬سوى‭ ‬بكين‭ ‬فالصين‭ ‬أصبحت‭ ‬زعيمة‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬المستضعفة‭ ‬وتطالب‭ ‬بكين‭ ‬بالعدالة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬وإنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعربدة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وتعلن‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬قواتها‭ ‬البحرية‭ ‬تقوم‭ ‬بدوريات‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬نظيراتها‭ ‬الباكستانية‭ ‬وأنها‭ ‬ليست‭ ‬تدريبات‭ ‬بل‭ ‬وجود‭ ‬دائم‭ ‬فى‭ ‬بحر‭ ‬العرب‭ ‬والمحيط‭ ‬الهندى‭ ‬لحماية‭ ‬الطريق‭ ‬البرى‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬الطريق‭ ‬الممتد‭ ‬لميناء‭ ‬جوادرالباكستانى‭ ‬وتتسرب‭ ‬معلومات‭ ‬بأن‭ ‬الصين‭ ‬ستقيم‭ ‬أكبر‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬فى‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬وترد‭ ‬على‭ ‬الدعاية‭ ‬الأمريكية‭  ‬التى‭ ‬تروج‭ ‬بأن‭ ‬الصين‭ ‬تستغل‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬بفخ‭ ‬الديون‭ ‬فتقدم‭ ‬كشف‭ ‬حساب‭ ‬لحجم‭ ‬الاستفادة‭ ‬التى‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬تعاونت‭ ‬مع‭ ‬بكين‭ ‬فى‭ ‬مبادرتها‭ ‬بل‭ ‬تبين‭ ‬مدى‭ ‬الاستغلال‭ ‬الأمريكى‭ ‬لنفس‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ . ‬

عندما‭ ‬حانت‭ ‬لحظة‭ ‬القمة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬واشنطن‭ ‬فى‭ ‬موقف‭ ‬القوة‭ ‬ولكنها‭ ‬تغوص‭ ‬فى‭ ‬بحر‭ ‬الرمال‭ ‬الذى‭ ‬تورطت‭ ‬فيه،‭ ‬جلس‭ ‬الوفد‭ ‬الأمريكى‭ ‬بقيادة‭ ‬بايدن‭ ‬يستمع‭ ‬فى‭ ‬البيت‭ ‬الريفى‭ ‬بسان‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬لتصور‭ ‬الصين‭ ‬حول‭ ‬النظام‭ ‬العالمى‭ ‬الجديد‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬أمر‭ ‬سرى‭ ‬بل‭ ‬أوضحه‭ ‬الاستراتيجيون‭ ‬الصينيون‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ولكن‭ ‬الغرور‭ ‬الأمريكى‭ ‬تجاهله‭.‬

على‭ ‬رأس‭ ‬هذا‭ ‬التصور‭ ‬تغيير‭ ‬مفهوم‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬التى‭ ‬تدير‭ ‬العالم‭  ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬يرتبط‭ ‬بدولة‭ ‬واحدة‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬شراكة‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يمتلكون‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬ولذلك‭ ‬تصبح‭ ‬القوة‭ ‬العظمى‭ ‬شراكة‭ ‬ثنائية‭ ‬بين‭ ‬بكين‭ ‬وواشنطن‭ ‬فرغم‭ ‬وجود‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬تمتلك‭ ‬أجزاءً‭ ‬من‭ ‬المثلث‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬هما‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬يمتلكا‭ ‬أضلاع‭ ‬المثلث‭ ‬كاملة‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬يتعايش‭ ‬مشروع‭ ‬العولمة‭ ‬الأمريكى‭ ‬مع‭ ‬مبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬والطريق‭ ‬أو‭ ‬العولمة‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬الصينية‭ ‬بشكل‭ ‬سلمى‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬النفوذ‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬القوتين‭ ‬مع‭ ‬فتح‭ ‬قنوات‭ ‬اتصال‭ ‬دائمة‭ ‬لتجنب‭ ‬الصدام‭.‬

نتيجة‭ ‬لتغير‭ ‬مفهوم‭ ‬القوة‭ ‬الأعظم‭ ‬فإن‭ ‬مسئولية‭ ‬حماية‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬التى‭ ‬هى‭ ‬أساس‭ ‬روح‭ ‬حركة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬تكون‭ ‬الحماية‭ ‬بشراكة‭ ‬ثنائية‭.‬

بالنسبة‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ستكون‭ ‬الصين‭ ‬شريكًا‭ ‬كاملا‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لحل‭ ‬قضيته‭ ‬الرئيسية‭ ‬وهى‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ليتساوى‭ ‬النفوذ‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬مما‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالحهما‭ ‬المشتركة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الممر‭ ‬والمبادرة‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬عجب‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬مستقبلا‭ ‬قوات‭ ‬حفظ‭ ‬سلام‭ ‬أمريكية‭ / ‬صينية‭ .‬

عند‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وما‭ ‬بعد‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعيد‭ ‬قراءة‭ ‬خريطة‭ ‬المنطقة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬التوازن‭ ‬والتغير‭ ‬فى‭ ‬مفهوم‭ ‬القوة‭ ‬الأعظم‭ ‬وأين‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المستقبل؟‭ ‬

يحتاج‭ ‬هذا‭ ‬التعايش‭ ‬الذى‭ ‬يتشكل‭ ‬الآن‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬شرقنا‭ ‬الأوسط‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬إقليمية‭ ‬ضامنة‭ ‬تكون‭ ‬ركيزة‭ ‬اتصال‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬وعلى‭ ‬دراية‭ ‬كاملة‭ ‬بطبيعة‭ ‬الصراعات‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬ويثق‭ ‬فيها‭ ‬الجميع‭ ‬وتمتلك‭ ‬المقومات‭ ‬الحضارية‭ ‬والدينية‭ ‬والثقافية‭ ‬ونسجت‭ ‬بتاريخها‭ ‬الراقى‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬رسالة‭ ‬إنسانية‭ ‬مازال‭ ‬العالم‭ ‬ينهل‭ ‬منها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬وحققت‭ ‬بذلك‭ ‬زعامة‭ ‬إقليمية‭ ‬بامتداداتها‭ ‬العربية‭ ‬والافريقية‭ ‬والمتوسطية‭ ‬ولأنها‭ ‬أمة‭ ‬عريقة‭ ‬فمشروعها‭ ‬وطنى‭ ‬شريف‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬العدالة‭ ‬والنزاهة‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬سياستها‭ ‬أساليب‭ ‬المراوغة‭ ‬والخداع‭ ‬ولا‭ ‬تتوافر‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الصفات‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬ودولتها‭ ‬الحديثة‭ ‬التى‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المقومات‭.‬

لذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مستغربًا‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬التغير‭ ‬العالمى‭ ‬الفارق‭ ‬ومع‭ ‬تشكل‭ ‬بدايات‭ ‬نظام‭ ‬دولى‭ ‬جديد‭ ‬أن‭ ‬يصرح‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬روسيا‭ ‬سيرجى‭ ‬لافروف‭ ‬‮«‬ـن‭ ‬مصر‭ ‬تمتلك‭ ‬قدرات‭ ‬كدولة‭ ‬وكلاعب‭ ‬عالمى‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والقارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬وأنها‭ ‬أصبحت‭ ‬لاعبًا‭ ‬عالميًا‭ ‬ودورها‭ ‬يتجاوز‭ ‬قضية‭ ‬التسوية‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭ ‬أو‭ ‬نجد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبى‭ ‬يعيد‭ ‬حساباته‭ ‬ويعرض‭ ‬شراكة‭ ‬كاملة‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬وتتحرك‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تجاهنا‭ ‬بجدية‭ ‬‭ ‬وتتوقف‭ ‬عن‭ ‬المراوغة‭ ‬وتبدى‭ ‬وتقدم‭ ‬التعاون‭.‬

لقد‭ ‬أصبح‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬أن‭ ‬تداعيات‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬قمة‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬تعطى‭ ‬العالم‭ ‬نظامًا‭ ‬عالميًا‭ ‬جديدًا‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الهيمنة‭ ‬البغيضة‭ ‬وفى‭ ‬قلب‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬بوجود‭ ‬حضارى‭ ‬مؤثر‭ ‬ونزيه‭ ‬وعادل‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭.‬


 

;