بسبب الحرب على غزة |

البيت الأبيض يتهم إيلون ماسك بمعاداة السامية.. والأخير يرد:«قلت الحقيقية»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أشعل رجل الأعمال الأمريكي، إيلون ماسك مؤخرًا جدلاً كبيرًا في الولايات المتحدة بسبب آرائه حول الحرب على غزة في الفترة الأخيرة، مما تسببت تصريحاته في إثارة أزمة واسعة بينه وبين الحكومة الأمريكية، وفي أحدث تطورات الأزمة، وُجِّهت لماسك اتهامات بمعادات السامية من قِبل البيت الأبيض نتيجة للمنشورات التي أظهر فيها إعجابه على منصته للتواصل الاجتماعي "إكس".

بدء الأمر مع بداية النزاع بين "حماس" وإسرائيل في الحرب الأخيرة، حيث اتهم  إيلون ماسك من قبل وسائل الإعلام الأمريكية، بأنه أوصى مستخدمي منصته "إكس" (تويرت سابقًا) بمتابعة حسابات معادية لليهود، والتي اعتبرت سيئة السمعة ومروجة للأكاذيب حول الحرب، وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن موقع "إكس" نفسه نُشرت عليه معلومات مشكوك فيها.

كما اتهم الإعلام الإسرائيلي، ماسك، مالك منصة "إكس"، بالترويج لمعاداة السامية بعد موافقته على منشور قال إن اليهود "يدفعون بالكراهية ضد البيض"، ووصفها بأنها "الحقيقة الفعلية".

وعلى الرغم من هذه الاتهامات، قام ماسك بردوده على الحسابين المتهمين، اللذين اكتسبا شهرة دولية بفضل الترويج لآرائهما، وقام بتعزيز ظهورهما بالرغم من اعتبارهما سيئي السمعة، كما واصل إيلون ماسك إلقاء اللوم على وسائل الإعلام الرئيسية، داعيًا المستخدمين إلى الثقة في منصة "إكس" بدلا من ذلك.

وفي تطور آخر، عرض ماسك خدمات شبكة أقمار الاتصالات الإصطناعية "ستار لينك" لمنظمات الإغاثة والمساعدات الدولية داخل قطاع غزة.

هذا العرض أثار استياء إسرائيل، كما دعا ماسك في مقابلة مع مذيع يدعي، ليكس فريدمان، إلى مسار بديل للسلام بين إسرائيل و"حماس"، وأشار إلى أن المساعدة المقدمة من إسرائيل لسكان غزة قد تحبط نوايا "حماس" التي وصفها بأنها مجموعة إرهابية، محذرًا إسرائيل من أن العنف المستمر قد يخلق جيلًا مستقبليًا متشددًا في غزة.


ماذا تعني معاداة السامية ومتى نشأت؟

عرفت وزارة الخارجية الأمريكية، ظاهرة معاداة السامية، ووصفتها بأنها تتجلى في خطابات وتصرفات تحمل صبغة كراهية تجاه الأفراد اليهود، بالإضافة إلى التوجه المعادي لمؤسسات المجتمع اليهودي والمرافق الدينية اليهودية، وأشارت إلى أن مظاهر معاداة السامية تتجلى أيضًا في الكراهية تجاه إسرائيل، حسبما أفادت "العربية" الإخبارية.

وأوضحت الخارجية الأمريكية أن مظاهر معاداة السامية تشمل كل من العداء المنهجي تجاه اليهود وكراهية إسرائيل، وأشارت إلى أن مصطلح "معاداة السامية" نشأ لأول مرة في ألمانيا عام 1879، حيث تم تسخيره لوصف الحوادث التاريخية التي تعتبر معادية لليهود، ومن بين هذه الحوادث الفظيعة يبرز مأساة الهولوكوست التي شهدتها أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية والتي مات فيها ملايين اليهود.


«من 2018.. تاريخ طويل من اتهام ماسك بمعاداة السامية»

اتهام رائد الأعمال ورئيس شركات "تيسلا" و"سبيس إكس"، إيلون ماسك، بمعاداة السامية ليس استثنائيًا ولم تكن المرة الأولى الذي يتعرض فيها لإنتقادات نتيجة لتصريحاته، ففي عام 2018، أثارت تغريدة ماسك جدلًا واسعًا أيضًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استفسر فيها عن من يمتلك الصحافة أو وسائل الإعلام، ورغم اتهامات بعض الأفراد بأنه يشير إلى اليهود ويمارس معاداة السامية، قاوم ماسك هذه الاتهامات، مبررًا تصريحه بأنه كان يشير إلى الأفراد الأشخاص الأقوياء فقط.

وفي العام الماضي، زاد إيلون ماسك من حدة الجدل عبر منصته "إكس" بنشر صورة لأدولف هتلر في إطار مزحة، بالإضافة إلى ترحيبه بعودة المغني الشهير كاني ويست، ورغم التعليقات المثيرة للجدل التي أطلقها ويست، والتي اعتبرت تعبر عن كراهيته لليهود، استمر ماسك في دعمه لويست، مما أثار مزيدًا من الانتقادات، وذلك حسبما أفادت به "إندبندنت عربية" البريطانية.


«ماسك ينفي معاداته للسامية»

واتهم البيت الأبيض إيلون ماسك بنشر "كذبة بشعة" بشأن اليهود، بعد أن أظهرت تفاعلاته الإيجابية مع منشور معادٍ للسامية على منصة "إكس" منذ بضعة أيام، ولكن ردّ ماسك على منشور يروج لنظرية مؤامرة معادية للسامية، وأشار إلى أنه قال "الحقيقة الفعلية".

وفي سياق آخر، حذر إيلون ماسك في مقابلة مع المذيع أليكس فريدمان، من عواقب جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش إسرائيل ضد الفلسطينيين، مشددًا على أن القتل الجماعي سيؤدي إلى ترك جيل من الأشخاص الأحياء الذين سيكونون كارهين لإسرائيل.

ونفى ماسك أن يكون المنشور معاديًا للسامية، ولكن أكد المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس، على أن تأييده لهذا المنشور غير مقبول، فيما أدان بيتس "ترويج الكراهية العنصرية والمعادية للسامية بأشد العبارات"، حسبما أفادت "بي بي سي" الإخبارية.

وأشار بيتس، إلى أن تكرار الكذبة البشعة وراء عمليات معاداة للسامية يعد أمرًا غير مقبول، خاصة في ظل الأحداث الدموية التي شهدها المجتمع اليهودي مؤخرًا، بما في ذلك هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي.

وكان ماسك قد رد على المنشور بتعليقه "قلت الحقيقة"، الذي استهدف المجتمعات اليهودية واتهمها بتحفيز "الكراهية ضد البيض"، ويظهر المنشور دعمًا لنظرية المؤامرة المعروفة بـ "الإبادة الجماعية للبيض"، التي تزعم تدبير اليهود لتشجيع هجرة "غير البيض" بهدف "القضاء" على العرق الأبيض.

وفي ذات السياق، نفى ماسك معاداته للسامية، مشيرًا إلى أن تعليقاته لا تشمل جميع اليهود، بل تستهدف جماعات محددة مثل رابطة مكافحة التشهير "إيه دي إل" وجماعات يهودية أخرى غير محددة.


«تعليق الإعلانات على منصة إكس بسبب تصريحات ماسك»

وعلى غرار تلك الأحداث، قررت شركة آبل إيقاف جميع الإعلانات مؤقتًا على منصة التواصل الإجتماعي "إكس"، المملوكة لماسك، وفقًا لمصادر أفادت بها موقع "Axios"، وذلك في أعقاب ادعاءات بتأييد ماسك للنظريات المعادية للسامية.

وفي ذات السياق، أعلنت شركة "آي بي إم" الأمريكية، يوم الخميس الماضي، على أنها ستعلق إعلاناتها على منصة إكس حتى يتم التحقق من هذا الوضع، وصرّحت IBM لوكالة "فرانس برس" الفرنسية، بأنها "لا تتسامح مطلقًا مع خطاب الكراهية والتمييز.

فيما قامت أيضًا المفوضية الأوروبية بتعليق حملاتها الإعلانية على منصة إكس بسبب "زيادة في المعلومات المضللة"، وأوصت المفوضية أجهزتها بعدم القيام بحملات إعلانية على المنصة التي يمتلكها إيلون ماسك، نتيجة للزيادة الكبيرة في المعلومات المضللة وخطاب الكراهية على شبكات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك منصة إكس.


«ماسك يشن حرب قضائية لحماية سمعة ومصداقية إكس»

فيما شن نزاع بين ماسك ومجموعة "ميديا ماترز" الأمريكية الغير ربحية، حيث قرر رفع دعوى قضائية ضدها بتهمة الاحتيال والتلاعب، ردًا على وقف المجموعة لشركات كبيرة عن نشر إعلاناتها على منصة "إكس"، نتيجة ادعاءاتها بمعاداتها للسامية.

تُعتبر هذه الخطوة من ماسك ردًا على الاتهامات التي وجهت إليه من قِبَل المجموعة، وتعد محاولة لحماية سمعة ومصداقية منصة "إكس"، وفي المقابل، ردت "إكس" بتأكيد دعمها لحق الجمهور في حرية التعبير، متهمة المجموعة بمحاولة تقويض هذا الحق على منصتها واستخدام نفوذها للضغط على المعلنين.