الخبر يقول «تم أمس افتتاح معرض ومؤتمر كايرو ICT فى دورته 27» والى هنا يبدو الأمر عاديًا جدًا لا جديد فيه ربما بحكم تكراره لمدة 27 سنة متتالية، وأنا الخبر لا يهمنى بقدر ما تهمنى عاديته، ليس النجاح أن تنطلق مرة أو حتى تكررها مرة النجاح الحقيقى أراه لما تتحول الأشياء الناجحة إلى عادية فيكون النجاح أمرًا عاديًا وسلسًا ومتكررًا ومتجذرًا، هذا بالضبط ما يفعله هذا المؤتمر سنويًا.. اعتياد النجاح.
فى مرات كان الأمر أصعب من المتوقع وأقسى من المحتمل ذلك لما كانت فعاليات هذا الحدث تجرى فى قاعة المؤتمرات الكبرى القديمة بمدينة نصر أمام جامعة الأزهر الشريف، وكانت التظاهرات تعم مصر طولًا وعرضًا والمسيرات لاتزال تلف الشوارع عقب الفوضى التى شهدتها البلاد فى العام 2011 والعام الذى تلاه، بينما كان فى داخل القاعة الكبرى وزراء وخبراء ومسئولون كبار مصريون وعرب وأجانب يناقشون ما يتوجب مناقشته وعرضه فى قطاعى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ولا أنسى هوايا فى تلك الأيام كان لا يتوافق ولا يتفق مع إقامة الحدث لكن ليس كل الأمور تسير على أهوائنا، أقيم المؤتمر وضمن اسمراريته برغم الصعوبات.
أهمنى جدًا حضور وافتتاح رئيس الوزراء للمؤتمر، ولفتنى جدًا وجود د. عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا الاتصالات فى هذا الكادر، لا لأن وجوده غريب على الاطلاق لكن لأن تغيبه كان هو الغريب بالكلية.. مشاركتك مهمة يا معالى الوزير حتى لو أردت لها أن تكون شرفية، المسألة لا تتعلق بدعم شخص أو شركة أو كيان بل أكاد من هنا أرى علاقتها بقدر إسهام مصر فى دعم قطاعى الاتصالات والتكنولوجيا فى منطقتنا العربية بل وقارتنا أيضًا، ولا أعتقدنا نتطلع للتفريط فى علامة جئنا وجدناها ناجحة ومستمرة.
وجه آخر للمسألة لا أفهمه لماذا أحجمت شركات الاتصالات والمحمول إلا من واحدة عن المشاركة فى هذا المؤتمر فجأة وبلا أسباب واضحة لأحد أو على الأقل بالنسبة لى، ألم يكن هذا هو ملتقاهم السنوى!، أو هل غيرت الشركات الأم سياساتها التى تقضى بضرورة المشاركة فى حدث مهم سنويًا على الأقل يكون معنيًا بنشاطها!، لكن وعلى أية حال أنا لا أنتظر جوابًا واضحًا بشأن هذا السؤال كل ما انتظره هو أن تعود الأمور لمجرياتها، وإذا جاز لى الإشادة فهى للمهندس ياسر شاكر الرئيس التنفيذى لشركة أورنج على مشاركته وحضوره.
