عمرو حسان: «يوم عاصم جدا » رسالة كوميدية وسط أحداث حزينة l حوار

الفنان عمرو حسان
الفنان عمرو حسان

هيا‭ ‬فرج‭ ‬الله‮ ‬

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بدور عكس المُراد الحقيقي منها وهو تحقيق التواصل بين البشر، بل أصبحت العائلات تجتمع وكل منها ينظر في هاتفه دون تواصل مع الآخر، هذا الواقع مشاهده تقدم بصورة كوميدية من خلال حياة الجد “عاصم السرياقوسي” في عرض “يوم عاصم جدا” الذي يقدم يوميا - عدا الثلاثاء - على مسرح “السلام” في تمام السابعة مساءً.. في السطور التالية نناقش مخرج العمل الفنان عمرو حسان الذي يتحدث عن العرض وكواليسه..  

  في البداية.. حدثنا عن العرض المسرحي “يوم عاصم جدا”؟

“يوم عاصم جدا” إنتاج البيت الفني للمسرح الكوميدي، تحت إدارة الفنان ياسر الطوبجي ود. خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي والبيت الفني للمسرح، والعرض يناقش كيف يعيش الجيل القديم في عصر السوشيال ميديا، وماذا لو عاش جيل سابق في حياتنا المعاصرة، وهذا في إطار كوميدي من خلال يوم نعيشه في بيت “عاصم السرياقوسي” بطل العرض. 

  لماذا اخترت هذا الاسم تحديدا؟ 

جزء من عناصر جذب المسرحية الاسم، فهذا الاسم له ذكريات مع جمهور المسرح حيث قدم عرض باسم “يوم عاصف جدا” عام 1984 بطولة مديحة كامل وصلاح قابيل ونجاح الموجي.

  من أين جاءت لك هذه الفكرة؟ 

تجربة شخصية، حيث أنني بسبب سفري الكثير لظروف العمل كنت أزور جدتي – رحمها الله - على فترات متباعدة، وكان التواصل الوحيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أكتشفت مع الوقت أنها السبب في قطع العلاقات لا تواصلها، حيث أصبحت رسالة نصية أو صوتية أو فيديو مباشر كفيل بالنسبة لنا للتعبير عن تواصلنا بدلا من الزيارات، حتى مشاعرنا نعبر عنها برموز مصورة، والأراء بـ”لايك”، وأردت مناقشة الفكرة بشكل كوميدي في محاول بسيطة مني كفنان لحل تلك الأزمة، وهذا الدور الحقيقي للفن أن يكون هادفا ويحمل رسائل. 

  كيف كانت الإستعدادات للعرض؟ 

منذ تولي الفنان ياسر الطوبجي رئاسة المسرح الكوميدى ناقشت معه هذه الفكرة، وقرأ النص وتحمس له، ومنحني الموافقة على بدء التحضيرات والبروفات، وتم اختيار الممثلين وباقي عناصر العرض، وبدأنا العمل، وقمنا بالتحضير لفترة طويلة، وحصل العرض على إعجاب الجمهور مع بداية عرضه، بالرغم أنه صنع في ظروف صعبة وأجواء حزينة، وبالتأكيد نفسيتنا متأثرة بالظروف في غزة، لكن هذا عملنا، والعرض لا يحتوي على أي إبتذال، بل يقدم فن راقي ورسالة قوية ومهمة ومضمون مناسب لكل أفراد الأسرة.  

  ما الصعوبات التي واجهتك أثناء التحضير؟

كثرة التغييرات بسبب إعتذار الممثلين وإستبدالهم بغيرهم، وهذا تطلب مني مجهود مضاعف،  رغم أنني توقعت ذلك وكنت أضع بدائل دائما لكل دور، لكن هذا الأمر عطلنا كثيرا على العرض، لكني في النهاية سعيد بفريق العمل الحالي، وبالتأكيد مفتقد وجود الفنانين الذين أعتذروا، والجمهور يشعر الآن أن كل ممثل موجود في الدور الذي يليق به وبشخصيته.

  على أي أساس تم اختيار أبطال العمل؟ 

المسرحية في الأساس فكرتي، وكذلك الشخصيات، لذلك كنت أفكر في الشخصيات بشكل وتحركات محددة، وحتى طبقات الصوت وطريقة الكلام، مثلا من ضمن الشخصيات “وائل” و”رشا” وهما أحفاد “عاصم”، وهما شابان مهتمان بالسوشيال ميديا، وقدم الشخصيات مصطفى منصور وهايدي رفعت، وكانا أول اختياراتي للمسرحية، والأدوار تليق بهما، وهذا ليس أول عمل يجمعني بمصطفى منصور، حيث قدمنا من قبل مسرحية “الحادثة” التي عرضت لأكثر من موسم، أيضا من الفنانين المتواجدين معي منذ البداية شريهان الشاذلي، وهي ممثلة موهوبة ومجتهدة، وحلقة الوصل بين الجيل القديم والحالي في الأحداث، وهي بالأساس أستاذة في معهد الفنون المسرحية، بينما يقدم دور عاصم الفنان مجدي البحيري، الذي فاجأني بأدائه للدور، وهناك القديرة سلوى عزب، وهي خريجة الدفعة الأولى لمركز الإبداع مع دكتور خالد جلال، وهي مكسب كبير للعمل، أيضا باقي عناصر العمل بذلوا جهود كبيرة من العمال وحتى فريق الدعاية والتصميمات وتصوير البوسترات. 

 - كيف كانت الكواليس؟

دائما أبحث عن الفريق الذي يحب بعضه، لأنه كلما كانت الكواليس ناجحة ظهر ذلك على خشبة المسرح، وحتى لو تم العرض يقوده ممثل موهوب لكن يتسبب في مشاكل وكواليسه غير جيدة لا أرشحه للعمل، لذلك فخور بإختياري لهذا الفريق.

  ماذا عن إقبال الجماهير؟ وكيف كانت ردود الأفعال؟

هناك إقبال جماهيري كبير، وإيرادات جيدة، وتفاعل مع العرض، والحضور يخرجون سعداء من العرض والفكرة. 

  مع تصاعد أحداث غزة.. ما رأيك في إلغاء بعض الفعاليات الفنية مؤخرا؟

هناك فعاليات وأحداث نستطيع أن نلغيها أو نؤجلها لوقت آخر، وعلى النقيض هناك أعمال وفعاليات لا يمكن تأجيلها، لكن في النهاية الفن عمل لصناعه، ومصدر رزق لهم، لذلك يجب أن يستمر، لكن دون احتفالات وصخب، فكلنا متأثرين بالأحداث، وهذا ما نتنمى أن يصل للجمهور، الذي يعتقد بعضه أننا بتقديم أعمال فنية فأننا لا نبالي بما يحدث.

 

اقرأ أيضا : فريد النقراشى: مش هشتغل مسرح تانى l حوار


 

;