فريد النقراشى: مش هشتغل مسرح تانى l حوار

الفنان فريد النقراشى
الفنان فريد النقراشى

محمد‭ ‬بركات

رغم إتجاه الفنان فريد النقراشى لمهنة التدريس الجامعي، إلا أنه يحرص من وقت لآخر على المشاركة في أعمال فنية، سواء كان في الدراما أو السينما أو المسرح، كما يحب التنوع في أداوره التي يقوم بها، ومؤخراً شارك في مسرحية “سيدتي أنا”، التي عرضت على المسرح القومي، وشارك في بطولتها داليا البحيري ونضال الشافعي، دراماتورج « معالجة درامية » وإخراج محسن رزق، وقدم النقراشي شخصية “الفرد دوليتل”، ليعود للمسرح بعد غياب أكثر من 17 عام.. في السطور التالية يكشف النقراشي عن كواليس العمل، والصعوبات التي واجهها، وسر عودته للمسرح بعد غياب سنوات طويلة من خلال مشاركته في العرض، كما يكشف عن سر إتجاهه لمهنة التدريس والبعد عن التمثيل.

  بعد غياب ما يقرب من 17 عام عن المسرح.. ما الذي جذبك لعرض “سيدتي أنا” لتعود من خلاله لخشبة المسرح؟

حبي وإعجابي الشديد للمخرج محسن رزق، من وجهة نظري أرى أنه مخرج إستثنائي، وكاتب “شاطر”، لديه قدرة كبيرة على ظهور الممثل في أفضل حالاته وإكتشاف أشياء جديدة في موهبته، فكانت المسرحية فرصة للعمل معه، وأعتبرت المسرحية ورشة للتمثيل، لكن في إطار مسرحي، بالإضافة إلى وقوفي على خشبة المسرح القومي الذي له مكانة كبيرة، ووقف على خشبته عمالقة الفن، ويحسب في تاريخ الفنان الوقوف عليه، لأنه من أكبر وأعرق المسارح في مصر والوطن العربي، كما أن الشخصية التي قدمتها كانت تحدي كبير لي.

  كيف كان شعورك مع وقوفك الأول على خشبة المسرح القومي؟ 

أول ليلة عرض شعرت بإحساس غريب، و كأن شخص غائب فترة طويله عن حبيبته وأنهكته الغربة عنها، وشعوري بحالة إشتياق وطاقة كبيرة بسبب إشتياقي للمسرح بشكل عام، ووقوفي على المسرح القومي بشكل خاص، نظرت للمسرح بكل لهفة وحب، وكنت أريد تقبيل كل جزء فيه.

  هل واجهت صعوباتك في تقديم الكوميديا على المسرح؟ 

لم أواجه أي صعوبات على المسرح، تقديم الكوميديا ليست جديدة عني، خلال الفترة الأخيرة قدمت أعمال كوميدية كثيرة سواء في السينما أو التليفزيون، بالإضافة أنني أقوم بتدريس فن الكوميديا للطلبة في كلية الآداب جامعة حلوان، أو كلية علوم السينما والمسرح بجامعة بدر، والكوميديا علم ولها قواعد وأسس، وليس كما يتصور البعض أنها تتطلب ممثل يتمتع بخفه الدم، هؤلاء “هواة”، لكن بالعلم والدراسة وإتباع الكوميديا وآليات الضحك يستطيع أي شخص إضحاك الناس الموضوع بسيط جدا طالما عن دراسة. 

  كيف كانت الكواليس مع فريق العمل؟

يقول ضاحكا: أستعين بأفيه “إحنا أسرة مع بعضينا”، في الحقيقة كنا أسرة واحدة نعمل بكل حب وحماس تجاه العمل لكي يخرج على أكمل وجه، وساعد على وجود حالة الحب بيننا وجود محسن رزق مخرج العمل، والفنانة الجميلة داليا البحيري، فهما لديهما طاقة كبيرة من الحب والمرح، ثم أنضم للفريق نضال الشافعي، واكتشفنا أنه يتمتع بهذه الطاقة أيضا.

  تجسد في العرض شخصية “الفرد دوليتل” وهو والد شخصية “ليزا” التي تؤديها داليا البحيري بالرغم من تقاربكما عمريا.. كيف ترى ذلك؟

كان من المفترض أن يقدم هذه الشخصية وقام بإجراء بروفاتها الفنان الراحل أحمد حلاوة، أستاذي الذي أشرف على رسالتي الماجستير والدكتوراة الخاصة بي، و”أبويا الروحي”، وبعد وفاته استشعرت كل عمله بروحه يكلفني بها، هذه ليست “دروشة”، لكن قناعتي الشخصية تجسيد شخصية “الفرد دوليتل”، وهذا كان التحدي الأكبر، وهو التقارب العمري بيني وبين داليا، لدرجة قلت لمحسن رزق مخرج العمل “أكيد بتهزر يا محسن”، فقال لي: “نحن نُدرس في الجامعات المكياج الخارجي والمكياج الداخلي، هل هذا الكلام في الكتب فقط أم نستطيع تقديمه على أرض الواقع؟”، وقتها وضعني رزق في تحدى كبير مع نفسي وأفكاري ومباديء العلمية، وقبلت التحدي، لكن أكثر شيء كنت متخوف منه عدم تصديق الجمهور للشخصية وللمرحلة العمرية التي ظهرت بها، وعدم تقبلهم تجسيدي شخصية والد داليا، لكن الحمد لله نال دوري رضا وإستحسان الجمهور والنقاد.

  ما ردود الأفعال حول المسرحية والدور الذي تجسده؟ 

ردود الأفعال كانت رائعة ومرضية لكل فريق العمل.

  كيف تقيم تجربتك مع مسرحية “سيدتي أنا”؟

تجربة رائعة، “حبيت العرض جدا”، وسعيد بمشاركتي فيه، كل فريق العمل على المستوى الفني رائعين ومبدعين، وعلى المستوى الشخصي في قمة الرقي والإحترام، والمسرحية كانت إعادة إكتشاف لي على المسرح، بعد غياب ما يقرب من 17 عاما من مشاركتي في مسرحية “الأدانة” التي عرضت على “الهناجر” بدار الأوبرا، وشارك في بطولتها تيسير فهمي وعلي حسنين، ومن تأليف كانكريد درويش وإخراج هاني البنا، وأنا كنت في حاجة للوقوف على خشبة المسرح مرة أخرى لإستعاده أدواتي وتجديد نشاطي، لأن المسرح “أبو الفنون”، لكن لن أعيد تجربة المسرح مرة أخرى، لأن العمل المسرحي يتطلب مجهود كبير وإلتزام بشكل يومي.

  أيهما أقرب إلى قلبك العمل في المسرح أم الدراما أم التليفزيون؟ 

لن أكرر تجربة العمل على خشبة المسرح مرة أخرى، والأقرب إلى قلبي العمل أمام الكاميرا سواء في السينما أو التليفزيون، وأختلف مع أراء كثيرة ترى العمل المسرحي الأفضل، لأن الوقوف على خشبة المسرح له متعة واتصال مباشر مع الجمهور، وردود الفعل تكون مباشرة، لكن أعتقد أن العلاقة الحقيقية هي ما بين الممثل والكاميرا، لأن الكاميرا عبارة عن جهاز أشعة تكشف أدق التفاصيل داخل الممثل دون مبالغات، وتوصل الإحساس للمشاهد بدقة شديدة، سواء كان صادق او مزيف، فـالكاميرا “جهاز كشف كذب للممثل”.

  بعدك عن الساحة الفنية وتركيزك أكثر في مهنة التدريس.. هل ذلك كان مقصودا؟ 

هذا إختيار شخصي، في البداية لم أحب التدريس كمهنة، فأنا مثل أي طالب تخرج من قسم التمثيل، طموحة وهدفه التمثيل فقط، وأثناء سيري في هذا الطريق، بدأت خوض تجربة التدريب والتدريس، ووجدت أنني تميزت في تحقيق نجاح كبير به، وأصبح بالنسبة لي كل ممثل أعمل معه أو أقوم بتدريبه ويحقق نجاح في حياته المهنية أشعر أنني جزء من هذا النجاح، لأنني شاركت في هذا البناء، بالإضافة أنني في مهنة التدريس أكون “ملك نفسي” وليس ملك لأحد، أو حتى مجرد جزء من منظومة.

  بدايتك الفنية شهدت إنطلاقه قوية مع كبار النجوم، لكن بعد ذلك حدث تراجع في عدد أعمالك وظهورك.. ما السبب؟

ليس تراجع، لكن تصحيح مسار، وهو إتجاهي لمهنة التدريس التي أحببتها، ولا أريد أن أكون نسخة من أحد، وكل شخص يتحرك في الطريق الذي يراه أفضل له، والحمد لله حققت نجاحات كثيرة في التدريس من خلال إصدار مجموعة من الكتب.

اقرأ أيضا : بعد استبعاد لوسي وتامر فرج.. انطلاق الموسم الرابع لـ«الحفيد» بالمسرح القومي

;