«الأسنان البلاتينية»..تكشف هوية الجثة المجهولة في نهر النيل بقنا

الضحية
الضحية

قنا:‭ ‬أبو‭ ‬المعارف‭ ‬الحفناوي

 جثة متفحمة، مشوهة المعالم، لن يستطيع القلب أن يتحمل منظر بشاعتها، موجودة داخل برميل، وملقاة في نهر النيل بقنا، أصابت الجميع بالرعب والذهول والدهشة، وتساءل الجميع وقتها؛ كيف لبشر أن يرتكب مثل هذه الجريمة بهذه البشاعة؟!

حاول البعض بالتنسيق مع الشرطة، البحث عن هوية الجثة، من خلال البحث عن المتغيبين في الآونة الأخيرة، في هذه المنطقة، أو المناطق المجاورة، وبالفعل توصلت الأجهزة الأمنية، إلى هوية المجني عليه، خاصة بعد أن كشفت «أسنانه البلاتينية» هويته، والتي تبين من خلالها، أنها جثة لموظف بالسكة الحديد يدعى عبد الباسط أحمد أبو المجد، بعد أن تعرفت عليه زوجته، من «أسنانه»، لتبدأ الأجهزة الأمنية، رحلتها التي كانت قصيرة إلى حد ما؛ لكشف المتهم وضبطه وأيضا ملابسات الواقعة.

24 ساعة ، كانت كفيلة للأجهزة الأمنية،  لضبط المتهم عبد الحميد.ا.ي، 45 عاما، صاحب محل زيوت، وهو «عديل» المجني عليه من زوجته الثانية، وتبين أن خلافات مالية بينه والمجني عليه، دفعته لذبحه وطعنه عدة طعنات متفرقة بالجسم، وإشعال النيران في جسده لتشويه معالمه، ووضعها داخل برميل، وإلقاء الجثة في نهر النيل، في محاولة منه، للإفلات من العقوبة، وكشف هوية المجني عليه.

الجريمة التي سيطرت بأحزانها ليس فقط في قرية الكراتية بقوص، جنوبي قنا، بل كان لها تأثير على كل من سمع عنها أو شاهدها، وتخيل في أذهانه كيف ارتكب المجرم جريمته، بهذه الطريقة الوحشية، التي اذهقت روح موظف غلبان كل همه رسم مستقبل أفضل لأسرته ليس إلا، وأيضا الوقوف بجانب عديله في مشروعه.

لم يكن الموظف بالسكة الحديد، يتوقع غدر عديله، ولم يتوقع أن عديله من الممكن أن يتخلص منه بهذه الطريقة الوحشية، في مشاهد مؤلمة؛ بدأت من تغيب المجني عليه، والدخول في مسرح الجريمة، وتعدى المتهم عليه بالذبح وطعنه عدة طعنات متفرقة بالجسم، وإشعال النيران في جسده ووضع الجثة في برميل، والتخلص منها بإلقائها في النيل.

اعترافات المتهم

تفاصيل الجريمة،  كما هو موضح في محضر التحقيقات، والتي اطلعت «أخبار الحوادث» عليه بدأت عندما؛ تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا بتغيب موظف بالسكة الحديد، ثم العثور على جثته داخل برميل، وتبين من التحريات أن المجنى عليه اقرض المتهم مبلغً من المال400 ألف جنيه، لسداد ديونه وعندما عجز المتهم عن السداد استدرجه لمصنعه وذبحه بسكين حاد وانهال عليه طعنا، وعندما تأكد من ازهاق روحة وضعه فى برميل وأشعل فى جثته النار وأغلق البرميل غلقا محكمًا ونقله على دراجته البخارية وألقى به في النيل.

واعترف المتهم أمام جهات التحقيق قائلا؛ كنت أمر بضائقة مالية، واتصلت بعديلي وهو المجني عليه، وطلبت منه أن يدخل شريكا معي في مصنعي، مقابل أن يدفع لي مالا لسداد ديوني، تواصلت معه لأكثر من مرة حتى أحصل على المال منه، و»كان دايما يقولي قريبا تتسهل».

وتابع القاتل: أخبرني بعدها أنه سيعطيني المال، واتفقنا على موعد، طلبت منه أن أذهب إلى منزله، ونذهب سويا إلى البنك، ثم إلى المصنع، لكنه رفض، خشية أن يراهما أحد، وانتظرته في أول الشارع حسب الميعاد، وذهبنا إلى المصنع الذي يقع في قفط، ودخلنا المصنع سويا، وأحضرت الطعام من الخارج، وتجولنا داخل المصنع، ثم حدثت مشادة كلامية بيننا، تحديدا بجانب معدات على سلم حديدي، ثم ضربني المجني عليه، وشتمني بألفاظ خارجة، غضبت وقتها ثم دفعته أرضًا، سقط بعدها على رأسه على السلم الحديدي، فاكتشفت أنه مات.

وأضاف: وقفت مذهولا لم استطع التصرف وقتها، حاولت إخفاء معالم الجريمة، أحضرت برميلا، ووضعت الجثة فيه، وحاولت أن أخفي الدماء، فأحضرت جركن جاز، ثم وضعته على الدماء، بعدها وضعت كمية من الجاز في البرميل، وأشعلت النيران فيه، ثم تركته والنيران مشتعلة في جثمانه، وذهبت خارج المصنع، وعدت بعد ساعة، وقمت بتغطية البرميل واحكمت غلقه، وحملته خارج المصنع، واستقليت دراجة بخارية مع طفل صغير، وذهبت معه إلى النيل، وفي منتصف الكوبري أعلى النيل طلبت منه الانصراف، ثم ألقيت البرميل في النيل، وعدت إلى المنزل.

وتابع القاتل قائلا: في اليوم الثاني ذهبت إلى ورشة خاصة بي، وكأن شيئا لم يكن، ثم أخبرني أحد الأشخاص، أن رجال الشرطة في منزلي يبحثون عني، اتصلت بزوجتي فأخبرتني ذلك فعلا، وكلمت أحد الضباط، وطلب مني الحضور إلى المركز ولبيت ذلك، في محاولة مني أن ابعد الشبهة عني.

لم تصدق أسرة المجني عليه ما حدث له، وانهار الأهل والأقارب في البكاء، وسط حالات اغماء أصابت البعض، وأوضحت أسرة المجني أنه كان طيب القلب، يعطف على المحتاج، يحب الجميع ويحبونه، المجني عليه كان متزوجا من اثنتين، وكانت هناك تعاملات مادية، بينه وبين عديله «زوج شقيقة زوجته الثانية «، وكان هناك خلافات بينهما، هي التي قادت الأجهزة الأمنية لكشف ملابسات الجريمة.

القصاص

تداولت القضية أمام محكمة الجنايات إلى أن قضت محكمة جنايات قنا، برئاسة المستشار أحمد حسن غلاب، وعضوية المستشارين تامر الأمير الطاهر، وياسر عرفة عارف، وأمانة سر أحمد جمال، بإحالة أوراق صاحب مصنع إلى المفتي بتهمة قتل عديله وإشعال النيران بجثته بعد وضعها داخل برميل وإلقائها بنهر النيل بدائرة مركز شرطة قوص، جنوبي محافظة قنا.

واعترف المتهم أمام جهات التحقيق باستدارج المجني عليه إلى مصنعه والقاه من أعلى سلم ثم ذبحه بسكين حاد وانهال علية طعنا وعندما تأكد من إزهاق روحه وضعه في برميل وسكب عليه الكيروسين وأشعل النار في جثته وأغلق البرميل غلقا محكمًا ونقله على دراجة بخارية وألقى به بالنيل.

تحرر محضر بالواقعة وأخطرت جهات التحقيق لاستكمال التحقيقات، والتي قررت إحالة القضية إلى محكمة الجنايات والتي قضت بإحالة أوراق المتهم إلى المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة 28 نوفمبر الحالي للنطق بالحكم. 

اقرأ أيضا : مقتل مسجل خطر في حملة أمنية بقنا 


 

;