منهم في قوائم الشهداء .. فنانو فلسطين فى وجه العدو

العدوان الصهيوني علي غزة
العدوان الصهيوني علي غزة

آية‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬المقصود‭ ‬

لم يعد المشهد كوميديًا بعد الآن.. ولن تسطيع الشمس فى الزواية الأخيرة للوحة مرة أخرى.. الحزن خيم على المشهد الأخير والأبطال ودعوا محبيهم وأسدل الستار حينما ترمي طائرات ومدافع الاحتلال الصهيوني بعشرات الأطنان من المتفجرات على منازل وشوارع ومستشفيات ومساجد وكنائس ومدارس غزة، لا تفرق هنا بين شخص وآخر، بين فئة وأخرى، الكل مشروع شهيد تحت سماء غزة، الكل بما فيهم الفنانين الذين دخل عددا من منهم قوائم الشهداء في غزة، وآخرين ضمن قوائم المعتقلين في الضفة الغربية..    

 مازال القصف الغاشم الذي يشنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة مستمرا حتى كتابة هذه السطور، والذي راح ضحيته الآلاف من الشهداء أطفالا ونساءً وشيوخا، وكان من بين هؤلاء الشهداء عدد من الفنانين الفلسطينين الذين ارتقت أرواحهم منذ أن اندلع “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الماضي، وكان آخر شهداء الحرب الغاشمة مصور قناة “القاهرة الإخبارية” أحمد فطيمة الذي اسشهد في الثالث عشر من نوفمبر في القصف الذي طال محيط مستشفى “الشفاء” بشمال غزة، وقد اعرب الكاتب الصحفي أحمد الطاهري، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عن خالص تعازيه قائلا: “كنا فقدنا البث منذ أول أمس في محيط مستشفى الشفاء، وهي من أكثر المناطق شراسة في هجمات الاحتلال الإسرائيلي، وقد علمنا منذ قليل بإستشهاد الزميل المصور، وإصابة المساعد بإصابات بالغة، أدت إلى بتر باليد والساق”. 

علي نسمان 

نعت وزارة الثقافة الفلسطينية عدد من الفنانين ممن أستشهدوا في الحرب على غزة، أولهم الفنان الفلسطيني علي نسمان، والذي استشهد في غارة إسرائيلية، وقد ظهر نسمان خلال فيديو نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل استشهاده بدقائق: “الاحتلال مش قادر على الأبطال اللي بيخبطوا على وشهم، بس قادرين على المدنيين في غزة، الاحتلال مش قادر يخبطهم على مناخيرهم، الدولة النووية اللي عاملة نفسها دولة”، وأضاف: “مش قادرين على الجنود الفلسطينيين، وهذا ما وعدنا به الله ورسوله، وأنا بحكي معكم ممكن ينزل حجر بلوك عليا وتنتهي الرواية أو الرسالة وهو شرف عظيم، وفي النهاية شرف عظيم إن ربنا يصطفي منا الشهداء، شوفنا أطفال غزة بيلعبوا بيهم لعب، حياك الله يا شعب فلسطين، والله لو عملتوا إيه لا نخاف أو نهاب أحدًا غير الله”. 

الشهيد علي نسمان – بالغ من العمر 38 عاما - ولد في غزة، وشارك في العديد من المسلسلات الفلسطينية، منها “الروح” و”بوابة السماء”، بجانب عمله الفني كان من أبرز المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن أهم النشطاء البارزين خلال عملية “طوفان الأقصى”. 

إيناس السقا

ودعت فلسطين أيضا الفنانة إيناس السقا التي استشهدت مع أبنائها إبراهيم ولين وسارة أثر القصف المتواصل على قطاع غزة، بينما تتواجد ابنتيها ريتا وفرح بالعناية المركزة، وكانت  الشهيدة من أوائل العاملات في المسرح الغزي، كما أسست العديد من الورش المسرحية للأطفال وشاركت في العديد من الأنشطة التفاعلية المجتمعية، كما قدمت عدد من الأعمال الفنية منها “في شيء عم بيصير” و”الدب”، وأعمالا أخرى خاصة بالأطفال.

 

هبة أبو ندى

من شهداء الفن في غزة أيضا، الشاعرة والروائية هبة أبو ندى، وهي من قرية جرجا المهجرة في النكبة، وكانت تقيم في قطاع غزة. 

درست الشهيدة الكيمياء الحيوية، وحصلت على المركز الثاني لجائزة الشارقة للإبداع العربي عن روايتها “الأوكسجين ليس للموتى”، والتي تناولت فيها مأساة الإنسان العربي في زمن ما يعرف بثورات الربيع العربي.

وكانت أبو ندى قد كتبت عبر “فيس بوك” قبل استشهادها بأيام: “إذا متنا اعلموا أننا راضون وثابتون وبلغوا عنا أننا أصحاب حق وفي الجنة غزة جديدة بلا حصار تتشكل الآن”.

حليمة الكحلوت  

ارتقت روح الفنانة التشكيلية حليمة الكحلوت بغارة صهيونية على  قطاع غزة، ولدت في غزة عام 1994، ونالت إجازة من الفنون الجميلة من “جامعة الأقصى”، قبل أن تبدأ مشاركتها في العديد من المعارض الفنية. 

رسمت الكحلوت جدارية كبيرة في جامعة “دار الكلمة” بغزة، وهي تحاكي إحدى أعمال الفنان إسماعيل شموط، وتظهر فيها الصحفية شيرين أبو عاقلة، وفي عمل آخر بعنوان: “على قيد المتابعة”، تستبدل حليمة شعيرات المكنسة، بعقاقير للأدوية، لتصور حالة الفلسطيني المحاصر الباحث عن دواء يكنس ألمه.

 

شام أبو عبيد وليلى عبد الفتاح 

من شهداء الطفولة في غزة الطالبتين الطفلتين من فرقة “تشامبيونز” للدبكة في قطاع غزة، شام أبو عبيد وليلى عبدالفتاح الأطرش، وعمرهما 8 سنوات، وجاءت أخبار أن ليلى وعائلتها مازالوا تحت الأنقاض منذ 15 أكتوبر الماضي. 

نسمة أبو شعيرة

فنانة ومحاضرة بجامعة الأقصى، كانت حريصة أن ترصد كل ما يفعله جيش الاحتلال من مجازر على جدران البيوت المهدمة، واختارت في أحد معارضها أن ترسم شجرة زيتون تصل جذورها في كل الكرة الأرضية، وحينما سألت عن سبب تلك الرسمة تحديدا ردت قائلة: “شجرة الزيتون تمثل التاريخ الفلسطيني وتعتبر من أكثر الأشجار المقدسة لدى الشعب الفلسطيني”.

كانت نسمة حريصة على أن تنقل للعالم كل ما يحدث لذلك حكت برسوماتها تاريخ بلدها وأصدرت مجلة ساخرة مع عدد من أصدقائها خلال دراستها الفنون الجميلة في جامعة “الأقصى”.

هبة زقوت 

استشهدت الفنانة التشكيلية هبة زقوت رفقة ابنها بالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة.. درست هبة في كلية الفنون الجميلة بجامعة “الأقصى” في غزة، وشاركت في معارض محلية ودولية عدة، وركزت في معظم رسوماتها على القضية والمرأة الفلسطينية.

كما نشرت عشرات الرسومات للقدس المحتلة والمسجد الأقصى، وكانت قد كتبت على صفحتها على “فيس بوك” قبل أيام من استشهادها: “‏اللهم نستودعك قلوبا مفجوعة بالفراق، اللهم اجبر كسر قلوبنا واجعلنا لقضائك وقدرك صابرين، يا رب كن معنا وقوّنا وزدنا صبرا وآجرنا على صبرنا، اللهم اربط على قلوبنا فإنها لا تقوى ولا تستند إلا بك”.

عمر فارس 

شاعر وناشط مجتمعي بارز من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وله إسهامات مختلفة على الصعيد المجتمعي والشبابي والثقافي والفكري، كما شارك في تأسيس العديد من الجمعيات والهيئات الشبابية، وقدم مبادرات متميزة في مجال الثقافة والأدب والعمل المجتمعي.

 

 

تالا إياد بعلوشة 

عضو في فرقة “أصايل وطن” إحدى فرق الفلكلور الفلسطيني، أستشهدت مع عدد من أفراد عائلتها.

ضحايا الفن في فلسطين ليسوا فقط من أبناء غزة، ففي الضفة الغربية اعتقلت سلطات الاحتلال عددا من الفنانين من أبناء مدن ومخيمات الضفة.. 

 

دلال أبو أمنة 

تم اعتقالها في الأيام الأولى من “طوفان الأقصى”، لكنها خرجت بعد قضائها يومين داخل المعتقل، واعتقلت بسبب تدوينة نشرتها على حسابها بموقع “فيس بوك” قالت فيها: “ولا غالب إلا الله”، مرفقة إياه بعلم فلسطين.

ونشرت دلال صورة تجمعها بأبنائها على حسابها بموقع “إنستجرام” وعلقت: “بعد قضاء ليلتين في السجن الإنفرادي ظلما وبهتانا.. أنا حرة.. حرة كما كنت وحرة كما سأبقى دوما وابدا.. وجسدي الذي هزل بسبب إضرابي عن الطعام طيلة الثلاثة أيام أصبح الآن أقوى.. وإيماني بالله أعمق.. وقناعتي برسالتي وتكليفي زاد أضعاف، حاولوا تجريدي من إنسانيتي، وإسكات صوتي وإذلالي بكل الطرق، شتموني وكبلوا يدي وساقي بالقيود، لكنهم بهذا جعلوني أكثر شموخا وعزة.. سيبقى صوتي رسولا للحب مدافعا عن الحق في هذه الدنيا شكرا لكل من دعمني من كل أنحاء العالم، إن كان بكلمة أو بدعوة أو بموقف، ومحبتي وامتناني لعائلتي الحبيبة لزوجي وأولادي وأمي واخواتي واصدقائي الذين تحملوا وعانوا الكثير من أجلي.. أحبكم جميعا في الله والحمد لله”.

دلال فنانة وباحثة فلسطينية ولدت في 9 إبريل 1983 بالناصرة، شمال فلسطين المحتلة، وذاع سيطها في فلسطين بعمر 16 عام، حيث عرفت بأدائها المتقن لأغانى الطرب الأصيل، وشهد لها كبار موسيقي العالم العربي مثل صلاح الشرنوبي والسورية أصالة نصري، وأشادوا بصوتها الذي يدمج بين الأصالة والحداثة. 

ميساء عبد الهادي

اعتقلت بعد أن أعربت عن دعمها لمعركة “طوفان الأقصى”، وميساء ممثلة ومؤثرة على شبكات التواصل الاجتماعي من سكان الناصرة، للاشتباه في ترويجها لعبارات خطاب الكراهية، لكنها لم تذكر اسمها حينها، وجاء في البيان، أن مكافحة الشرطة للتحريض مستمرة طوال الوقت، وبعد إلقاء القبض عليها خضعت لإستجواب مكثف في مركز الشرطة، وتخطط السلطات الإسرائيلية المحتلة لعقد جلسة لاحقة للمحكمة، حيث ستقترح تمديد احتجازها لإجراء تحقيق أعمق، وكانت ميساء، قد نشرت صورا ليافا أدار، 85 عاما، وهي محتجزة كرهينة من قبل حماس مع رموز تعبيرية ضاحكة وصورة أخرى لقوات “حماس” تخترق الجدار الأمني الإسرائيلي مع تعليق باللغة الإنجليزية “دعونا نذهب على طريقة برلين”، في إشارة واضحة إلى هدم جدار برلين عام 1989، وشاركت ميساء في عروض مسرحية وتليفزيونية، ومن الأعمال السينمائية التي شاركت فيها “الزمن المتبقي، رجل من دون هاتف، ميرال، حبيبي راسك خربان، المحطة المركزية”، وفيلمان قصيران بعنوان “تاكسي” و”الصندوق”، ومن أبرز الأفلام التي شاركت فيها فيلم “غزة مونامور”، وكان عرضه الأول عالميا في مهرجان “فينيسيا” السينمائي الدولي العام الماضي.

اقرأ أيضا : محمـد منير يدعم غـزة بــ « يا فلسطينى »


 

;