رسائل المثقفين العرب إلى غزة

عبد الإله الصالحى .. شاعر مغربى يكتب : كل هذا الجمال

عبد الإله الصالحى
عبد الإله الصالحى

في غمرة الدمار الشامل والقصف الهمجي في غزة تستوقفني حالات الفرح الغريبة والاستثنائية.
شاب يقلد مراسلي الحرب على سطح بيت متهالك والدمار حوله وهو يبتسم ويضحك.
يستوقفني منظر عائلة متحلقة على سفرة طعام بسيطة والطائرات تقصف أفرادها وهم يصرون على أن الحياة يجب أن تستمر رغم كل شيء.
يستوقفني منظر شاب يبحث تحت الأنقاض عن قطة جريحة، وعندما يتمكن من إخراجها من بين الخراب يبكي وهي تموء عرفانا بين يديه.
تستوقفني هذه المشاهد الإنسانية الهائلة التي لا نراها إلا في الأفلام وتحتاج إلى كثير من الخيال...
غزة هي عنوان لتناقضات الإنسانية برمتها،
بين شعبٍ يُباد وبين نُخب سياسية عاجزة عن فعل أي شيء.
أيضا ما يحدث لغزة هو انتصار للغة العربية الفصيحة والسليمة والسلسة التي تذهب في اتجاه واضح نحو القلب، فنحن نسمع لغة عربية سليمة ومتقدة وكلها عنفوان سواء من الناطقين باسم غزة أو الضفة أو مدنيين عاديين تحت القصف الهمجي.
يتحدثون لغة صافية مباشرة في كامل عنفوانها.
اللغة العربية ستخرج منتصرة أيضا لأن الذين ينطقون بها ينطقون من القلب ومن تراكم كمي ونوعي.
هكذا إذن نرى الجمال من زاوية ضيقة رغم الدمار.
شعب يقاوم بالفرح والضحكة ولغة عربية قوية.