الأب حرق «مرات» ابنه بـ «مية النار» .. بمساعدة زوجته الجديدة لإجبار أبنه على ترك العقار

المتهمة
المتهمة

الشرقية:‭ ‬إسلام‭ ‬عبدالخالق‭ ‬

 «كيدهن عظيم».. عبارة عن مزيج بين خلاصة الأمثال والحكم، والتي انتهى مطاف أهل الدنيا والأزمنة إليها وصفًا لكل بنات حواء ممن يتعمدن الكيد والمكايدة، بيد أن ما أقدمت عليه «عزة» فاق حدود الكيد وتخطى أُطر عظمته السيئة ليصل إلى دروب القتل والشروع فيه؛ إذ تحينت الزوجة التي تخطت عامها الثلاثين قبل أربع سنوات فقط ميقات حدوث مشاجرة بين زوجها وابنه الذي يصغرها بعامٍ واحد فقط، وفي غضون ثوانٍ خرجت حاملةً إناء يحتوي على مادة كاوية سكبتها وأطاحت بها على جسد الابن وزوجته قاصدةً قتلهما، إلا أن أثر جريمتها خاب لسببٍ لا دخل لها فيه ألا وهو مداركة الناس للابن قبل سكب المياه على جسده، في الوقت الذي جرى نقل زوجة الابن إلى المستشفى في حالة أقل ما توصف به أنها شديدة الخطورة تتأرجح ما بين الموت والحياة.

الجريمة وقعت ليل الأحد الماضي، وقتها فوجئ الابن «محمد» الذي تجاوز الثالثة والثلاثين من عمره، بوالده صاحب الستين عامًا يناديه ويُطالبه كعادته؛ بأن يترك وزوجته وابناءه منزله، فما كان من الشاب إلا أن أخبر والده أن ما يريده صعب جدًا وأمر شديد الصعوبة في ظل ظروف المعيشة، إلا أن الأب جدد وأكد طلبه؛ فما كان من «محمد» إلا أن طالب والده أن يعطيه ما صرفه على تجهيز وتأسيس شقته التي يريده أن يتركها؛ ليتعاظم غضب الأب حين ضرب له فتاه المثل بشقيقاته اللائي تنازل والده عن دوره في رعايتهن وصون قوائم منقولاتهن الزوجية، قائلًا لوالده: «يعني انت عاوز تقطعني أنا كمان يابابا زي ما قطعت إخواتي؟»، في تساؤل لم يجد الأب معه ردًا سوى أن يضرب ابنه ويعلو صوت الجانبين؛ لتهرع زوجة الابن «شيرين» لترى ما يحدث، في الوقت الذي كانت خلاله زوجة الأب «عزة» في مسكنها بالطابق الثاني تشاهد نزول زوجة الابن جوار زوجها على مقربة من درج المنزل، وفي غضون ثوانٍ فقط تبدل المشهد إلى صرخات.

الجريمة                                                                                                                                                                                                                          الابن‭ ‬الضحية

سكبت زوجة الأب «عزة» على «محمد» وزوجته «شيماء» إناءً مملوءًًا بمادة كاوية «مية نار» على ما يبدو أنها قد أعدتها سلفًا وتحينت ميقات سكبها عليهم بقصد قتلهم والخلاص منهم؛ لتتعالى صرخات الابن وزوجته وجلد الزوجة يتقطع محترقًا، وحين هم الناس لنجدتهم سكبوا الماء على جسد «محمد» ولم ينتبه أحد إلى زوجته «شيرين» التي طالت الحروق من الدرجات الثلاث أنحاء متفرقة من جسدها، نُقلت على إثرها إلى مركز ههيا للحروق لتلقي الإسعافات اللازمة، وهناك بينت المعاينة الطبية الأولية للمجني عليها إصابتها بحروق كيميائية من الدرجات الثلاث بنسبة 30%، وذلك في مناطق الوجه والرقبة والذراع الأيسر وأعلى الظهر والصدر والفخذين وأسفل المؤخرة والركبة اليمنى واليد اليسرى.

                                                                                                                                                                                                                             زوجة‭ ‬الابن‭ ‬الضحية 

لاذ الابن «محمد» بـ «أخبار الحوادث» عسى أن يصل صوته إلى أهل العدل والقائمين عليه، منوهًا بأن كل ما يطلبه أن يلاقي والده وزوجته جراء فعلتهما بالشروع في قتل زوجته، قبل أن يؤكد على أن المادة الحارقة التي طالت زوجته طالته وثلاثة من أطفالهما الأربعة.

الابن يتحدث

«محمد» أكد خلال حديثه لـ «أخبار الحوادث» على أن ما حدث كان شروعًا في قتل بحق وليس حدث عارض أو فعل عفوي، قبل أن يشير إلى أن زوجة والده كانت دائمة تفتعل المشكلات معه ومع زوجته؛ حيث تزوجت «عزة» من والده بعد انفصال الأب عن والدة محمد قبل أكثر من أربعة عشر عامًا، وأنجبت «عزة» من والده خمسة من الأبناء وانتهى الأمر بالأب وقد أخذ في مطالبة محمد بالخروج من البيت على الرغم من أنه «محمد» هو من استكمل بناء وتأسيس مسكنه في الطابق الثالث من منزل والده قبل سنوات وقبل زواجه في البيت، إلا أن الأب كتب المنزل باسم زوجته «عزة» وتنازل لها عن البيت كله، وهي التي لم تكتفِ بأزماتها التي افتعلتها وشرعت في النهاية في قتل زوجته «شيرين».

واختتم «محمد» حديثه لـ «أخبار الحوادث»، بالتأكيد على أن والده وزوجة والده «عزة» كانا يطالبنه بالخروج من المنزل هو زوجته وأبنائهما الأربعة، وأن كبار القرية كثيرًا ما كانوا يعقدون جلسات عرفية دون جدوى، وذلك بعدما اعتاد والده التهرب من الجلوس رفقة كبار القرية، مطالبًا بالقصاص العادل من زوجة المتهمين، وأن يدعو الجميع لزوجته أن يُخرجها الله من محنتها التي جعلتها بين الحياة والموت تعاني من حروقها وتتلقى الرعاية في وحدة العناية المركزة بالمستشفى.

البلاغ

البداية كانت بتلقي الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية، إخطارًا يفيد بشأن ما تبلغ لمركز شرطة الزقازيق بورود إشارة من مركز ههيا للحروق بوصول «شيرين أحمد إبراهيم»، ربة منزل تبلغ من العمر 30 عامًا، مقيمة في إحدى القرى التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة الزقازيق، مصابة بحروق كيميائية من الدرجات الثلاث بنسبة 30%، وذلك في مناطق الوجه والرقبة والذراع الأيسر وأعلى الظهر والصدر والفخذين وأسفل المؤخرة والركبة اليمنى واليد اليسرى.

بالانتقال والفحص تبين من التحريات الأولية؛ حدوث إصابة المجني عليها جراء تعدي حماها «جمال ع» 60 عامًا، وزوجته «عزة ع م أ» 34 عامًا، عليها وشروعهما في قتلها عن طريق سكب مادة حارقة على جسدها تسببت في إصاباتها.

وتمكنت الأجهزة الأمنية في مركز شرطة الزقازيق من ضبط الزوجين المتهمين، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 32799 جنح مركز شرطة الزقازيق لسنة 2023، وبالعرض على نيابة مركز الزقازيق العامة؛ وجهت للمتهمين تهمة الشروع في قتل المجني عليها «شيرين أحمد إبراهيم» وقررت حبسهما على ذمة التحقيقات، قبل تجديد الحبس في الموعد القانوني. .

 

اقرأ أيضا : بعد مقتل شاب.. الأمن يكثف جهوده لكشف جريمة قرية بركة في نجع حمادي


 

;