بيتنا صار مسكوناً... بالإنس»، بهذه العبارة بدأ الكاتب إبراهيم عباس أول فصول روايته الشهيرة «حوجن» التى تدور أحداثها فى فلك عالم الجن وغيبياته، ونظراً للإقبال الجماهيرى الكبيرعلى هذه الرواية التى صدرت قبل عشر سنوات، إضافة إلى الجدل الذى أحدثته لدرجة أنه تم منع بيعها فى بداية طرحها فى الأسواق، وتحقيقها مبيعات فاقت الـ40 ألف نسخة وترجمت إلى الإنجليزية، وهى رواية ملحمية تجمع بين الرومانسية والمغامرة والثقافة، مما جعلها تلقى صدى لدى الملايين فى المملكة العربية السعودية وخارجها، وقد تم تحويلها مؤخرا إلى عمل سينمائي ضخم يحمل نفس اسم الرواية لينتقل الجنى «حوجن» وعالمه الخفى للواقع عبر شاشات السينما وتم اختيار فيلم»حوجن» فى عرضه العالمي الأول ليفتتح عروض الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى نهاية نوفمبر الجارى وهو اختيار صادف أهله فالرواية المأخوذ عنها الفيلم تنتمى بقوة للأدب السعودي، ويُعرض الفيلم فى المهرجان الذى يقام فى «جدة»، وهى المدينة التى بدأت قصة «حوجن» فيها ولعبت دورًا محوريًا فى مسار أحداثها، كما أن تقديم فيلم مقتبس عن هذه الرواية يعد رحلة استثنائية وإنجازًا بارزًا يُحسب لصناعة السينما فى المملكة، واتفق مع ما قاله الناقد السينمائى أنطوان خليفة مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى، أن اختيار المهرجان لعرض فيلم «حوجن» فى الافتتاح يُعد تكريمًا للسينما السعودية والمواهب العربية، إلى جانب تسليطه الضوء على التقدّم الذى تشهده المملكة فى مجال صناعة السينما .
وتدور أحداث فيلم «حوجن» فى عالم عَبَرَ فيه الجنّ الحاجز التّقليدىّ، ويعيشون بشكل غير مرئيّ بين البشر، حيث تنقلب حياة الجنى «حوجن» رأسًا على عقب عندما تنتقل عائلة بشريّة إلى منزل عائلته فى جدّة، غير مدركة لحقيقة أنّه مسكون بالفعل من قبل كائنات سحريّة، ينجذب «حوجن» ذو القلب الطّيّب بشكل متزايد إلى هؤلاء الكائنات الغريبة الدّخيلة، وخاصّة إلى «سوسن» الجميلة، طالبة فى الطّبّ، فهل يمكن أن تُفتح بوّابة بين أبعادهم المتباينة؟ وإذا حدث ذلك فعلًا، فهل يؤدّى ذلك إلى الانسجام أم الحرب بين العالمين؟ يأخذنا فيلم «حوجن» الرّومانسيّ الضّخم فى رحلة إلى مملكة الخيال، حيث يبدو كلّ شيء ممكنًا.
فيلم «حوجن» ثمرة إنتاج مشترك بين إيمج نيشن أبو ظبى وفوكس سينما واستوديوهات إم بى سى، ومن إخراج المخرج العراقى ياسر الياسرى، وبطولة عدد من ألمع النجوم السعوديين، من بينهم «براء عالم ونور الخضراء ونايف الظفيرى والعنود سعود ومحسن منصور».
