محي الدين بن عربي.. «سلطان العارفين»

ارشيفية
ارشيفية

تحل اليوم الخميس ١٦ نوفمبر ذكرى وفاة العلامة الصوفي محيي الدين بن عربي، والذي ولد في 28 يوليو عام 1165م، وهو أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين "بالشيخ الأكبر"، ولذا تنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية وتوفي ١٦ نوفمبر ١٢٤٠.

 

ولد بن عربي في مرسية في الأندلس في شهر رمضان عام 558 هـ الموافق 1164م قبل عامين من وفاة الشيخ عبد القادر الجيلاني، وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م، ودفن في سفح جبل قاسيون، وهو عالم روحاني من علماء المسلمين الأندلسيين، وشاعر وفيلسوف، أصبحت أعماله ذات شأن كبير حتى خارج العالم العربي.

 

وتزيد مؤلفات بن عربي عن 800، لكن لم يبق منها سوى 100، كما غدت تعاليمه في مجال علم الكون ذات أهمية كبيرة في عدة أجزاء من العالم الإسلامي.

 

 من أهم كتب ابن عربي في التصوف كتبها في بداية أمره كرسالة تسمى "الفتح المكي" ثم أكملها بعد زمن حتى أصبحت تحتوي على أكثر من 4000 صفحة وقد قال فيها: "كنت نويت الحج والعمرة فلما وصلت أم القرى أقام الله في خاطري أن أعرف الولي بفنون من المعارف حصلتها في غيبتى وكان الأغلب هذه منها ما فتح الله علي ثم طوافي بيته المكرم"، وقال في الباب الثامن والأربعين: "وأعلم أن ترتيب أبواب الفتوحات لم يكن عن اختيار ولا عن نظر المذوق وإنما الحق الله يملي لنا على لسان ملك الإلهام جميع ما نسطره وقد نذكر كلاماً بين كلامين لا تعلق له بما قبله ولا بما بعده وذلك شبيه بقول الله «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى» بين آيات طلاق ونكاح وعدة ووفاة".

كما يعد كتاب تفسير ابن عربي من أهم كتب ابن عربي والذي عمد فيه إلى تفسير القرآن الكريم بطريقةٍ خاصة، وهي الطريقة التي فسر فيها الصوفية القرآن الكريم، ويسمى هذا التفسير بالتفسير الإشاري أو بالإشارة أو التفسير الصوفي أو الفيضي، حيث يدور هذا النوع من التفاسير على فَهم المعاني التي لا تظهر إلا بعد التأمل والتدبر في الآيات، وتكون هذه المعاني الغامضة في إشارة ضمن الآية ولا تظهر هذه المعاني حسب اعتقاد الصوفية إلا لأهل العلم وأرباب السلوك، وتعريفه كما عرَّفه الشيخ الزرقاني: هو تأويل وتفسير القرآن الكريم بخلاف المعنى الظاهر المستند إلى إشارات خفيَّة لا تظهر إلا لأولي البصيرة من أصحاب التصوف.