تقوى الله

جرائم حرب بشعة

جلال السيد
جلال السيد

لم يحدث فى تاريخ الحروب حتى فى العصور المظلمة أن يرتكب جيش دولة ما ارتكبه الجيش الإسرائيلى من مجازر وحشية واعتداء على حقوق الإنسان وتدمير دولة وقتل شعب أعزل دون مراعاة لقوانين الحروب التى تحرم قتل المدنيين والأطفال والنساء وتدمير المنازل فوق رؤوس سكانها وتمنع عن شعب بأكمله الغذاء والماء والكهرباء والوقود وأن تحول المستشفيات إلى ساحة قتال رغم علمها بأنها أماكن لجأ إليها المرضى والمصابون بل ولم ترحم حتى أطقم الأطباء والممرضات والأهالى الذين احتموا بها وحولت المستشفيات لساحة حروب وبجانبها أقيمت المقابر الجماعية التى تحتوى الشهداء ويعلم الله وحده كم بلغ عددهم الآن..

كل هذا مع سكوت مخزٍ للمجتمع الدولى الغربى وتأييد كامل من أمريكا وموقف مؤسف لمجلس الأمن والأمم المتحدة، لم تكتف حكومة إسرائيل بارتكاب كل جرائم الحرب بل كشفت عن مخططها الذى رسمت له مع حلفائها من خطة تهجير الشعب الفلسطينى إلى سيناء وكان موقف الرئيس السيسى واضحا وقويا ومستنكرا ومعلنا بأن خطة تهجير الشعب الفلسطينى خط أحمر للأمن القومى المصرى ومحاولة دنيئة للقضاء على القضية الفلسطينية ثم جاء الكنيست الإسرائيلى ليعلن تهجير الشعب الفلسطينى لأى دولة تقبل تهجيره إليها!!

وقد كان لرؤساء والملوك العرب موقف موحد فى قمة الرياض الإسلامية العربية استنكارا للمجازر الإسرائيلية وتأييدا للقرارات التى اتخذتها مصر لحماية القضية الفلسطينية وكان من قرارات هذا المؤتمر الذى شهدته 57 دولة سرعة إدخال المساعدات الدولية التى بدأتها مصر بإدخال قوافل المساعدات من غذاء ودواء ومياه ووقود للشعب المنكوب وطالبوا وكالة الأمم المتحدة بمساعدة اللاجئين والنازحين وضرورة إجراء تحقيقات فى المحكمة الدولية الجنائية لإدانة رئيس حكومة إسرائيل وقادة جيوشه بجرائم الحرب التى ارتكبوها وظهر فى الآونة الأخيرة تغير كبير فى موقف بعض الشعوب الأوروبية التى كانت مخدوعة بسياسة إسرائيل فقامت المظاهرات فى لندن وباريس وروما تندد بما قام به جيش إسرائيل حتى أمريكا المؤيدة لإسرائيل على طول الخط تحولت لهجتها قليلا نحو استنكار قيام إسرائيل باحتلال الأراضى التى استولت عليها مؤخرًا.. والله وحده يعلم ما ستسفر عنه الأحداث مستقبلًا.