الأطفال يتساءلون: "مفيش بوليس يقبض على إسرائيل؟"

مصريون وفلسطينيون يجتمعون «في حب غزة»| أكدوا أن الاحتلال لن يفلت بجرائمه الوحشية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

■ كتبت: مروة أنور

"وعهد الله ما نرحل... وعهد الله نجوع ونموت ولا نرحل".. هكذا يغنى الكبار والصغار فى مصر ليشاركوا أهل غزة المحاصرين داخل المستشفيات وآخرين يحتمون داخل جدران مدارس الأونروا من بطش وظلم المحتل، مشاعر الألم والحزن على الشهداء، ويرسلون لهم برقيات الحب والعزيمة والصبر.. "آخرساعة" التقت عددًا من الأشقاء الفلسطينيين فى أمسية بعنوان "فى حب غزة" شارك فيها مواطنون مصريون وأنشدوا مع أشقائهم الأغانى الوطنية الفلسطينية.

هدى عايش، عضوة اللجنة الثقافية بالاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، قالت: هذه الأمسية تم تنظيمها تضامنًا مع غزة، وقد شارك فيها الشاعر هشام الدشناوى، رئيس لجنة التذوق الفنى باتحاد كتاب مصر، وفى هذه الليلة اجتمع المصريون مع عدد من أشقائهم الفلسطينيين وتغنى الجميع بأجمل الأغانى الوطنية التى قدمها فريق كورال «عبّاد الشمس» التابع للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالقاهرة.

وأضافت: جميع فئات الشعب المصرى والفلسطينى تنتابهم مشاعر غضب واحدة ضد المحتل الفاجر، ونعرف جميعًا أن القضية الفلسطينية جزء أصيل من وجدان المصريين، وفى حب فلسطين اندمج الشعب المصرى مع أحداث غزة وأخذ يتألم مثل الشعب الفلسطينى ويتابع الأخبار بحرص شديد، واللافت أن الأطفال فى مصر أصبحوا يرددون الأناشيد الوطنية الفلسطينية ويحرقون أعلام دولة الاحتلال.

فيما قال الشاعر هشام الدشناوي: لا بد أن يعلم أهل غزة أن الشعب المصرى يتألم ويلات فقدان الأحبة مثلهم، حاصة أن غزة كانت تحت الإدارة المصرية حتى عام 1967، فلا نستطيع أن نفرق بين مصرى وفلسطينى. 

وأضاف: نحن دعاة سلام ونعيش فى أجواء فلسطين ليل نهار، ونرسل لأهل غزة كل رسائل الرثاء على الشهداء وجميع معانى الصبر والعزيمة والإرادة للشعب الجبار الصامد، وأنا أرسل لجميع شعوب العالم هذه القصيدة لإنقاذ أهل غزة: «انقذوها من الدمار/ ارفعوا عنها الحصار/ غزة أطفالها بتصرخ/ امنحوها خيط نهار/ افتحوا للنور معابر/ اسقوا أشجار الزتون/ ليه ترابها يكون مقابر؟/ ومهما القصف طالها/ بكرة غزة تصير عمار»، ومن خلال هذه الأمسية أقترح عمل سلام وطنى يجمع بين الشعبين المصرى والفلسطينى.

أما الشاعر سامى سلوم، فيقول: توقفت عقارب الحياة عند يوم السابع من أكتوبر الماضى، وبدأت حياة جديدة تحمل الغضب والثأر من هذا المحتل المغتصب قاتل الأطفال والنساء والرجال العزل، أى حرب يتساوى فيها شعب مع جيش جريمة بكل المعانى، ولكن المحتل معروف بطبعة الإجرامى ولا يتغيِّر، وهو ما جعل جميع فئات المجتمع المصرى تتذكر جرائم المحتل، وقد جئت اليوم لكى يعلم شعب فلسطين والعالم كله أن شعب مصر يؤازر أشقاءه فى فلسطين، والأكيد أن المحتل لن يفلت بجرائمه.

من ناحية أخرى، يعيش الأطفال فى مصر حالة من الشجن والحب والاندماج مع الشعب الفلسطينى، منذ أن بدأت العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، مما جعل جيلًا جديدًا يتساءل بعيون تملؤها علامات الاستفهام والتعجب والغضب عن سبب هذه الإبادة التى يتعرض لها الفلسطينيون.

◄ اقرأ أيضًا | «القاهرة الإخبارية»: غارات عنيفة شمال غزة وحصار عددًا من المستشفيات

علا محمد، مُعلمة بإحدى مدارس اللغات، قالت: صمود أهل غزة وتمسكهم بأرضهم ضد المحتل المغتصب جعل جيلًا جديدًا لديه رغبة فى معرفة القضية، خاصة أن الأسر فى المنازل بجميع محافظات مصر تعيش أجواء الحرب مع أهل غزة، وأصبح الجميع يتساءل كل صباح متى يتوقف هذا العدوان؟ وهو ما جعل الأهالى يقدمون معلومات لأبنائهم عن القضية الفلسطينية، ونفس الشىء يقوم به المعلمون فى المدارس، لتوعية التلاميذ بالقضية. 

فيما قالت ساندى محمد «تلميذة بالصف الرابع الابتدائى»، إنها لم تكن تعرف شيئًا عن فلسطين، ومنذ أحداث 7 أكتوبر بدأ والداها ومعلمتها فى المدرسة يشرحون لها حكاية فلسطين وموقعها بالنسبة إلى مصر، والعلاقة القوية التى تربط الشعبين المصري والفلسطينى. وأضافت: بعد أن عرفنا معلومات كثيرة من البيت والمدرسة نظمت إدارة المدرسة يومًا عن فلسطين، ورفعنا علم فلسطين بجوار علم مصر على مبنى المدرسة، لكن عندى سؤال: مفيش بوليس يقبض على السفاح إسرائيل؟.

فيما قالت ريم محمود «تلميذة بالصف السادس الابتدائى»: سنقاطع كل المنتجات التى تذهب أموالها لهذا المحتل، الذى يقتل الأطفال والنساء ويهدم بيوت الأبرياء. أما جنى مجدى «تلميذة بالصف الثالث الابتدائى»، فقالت: منذ يوم 7 أكتوبر تركت أنا وإخوتى الموبايل ومشاهدة الفيديوهات والألعاب وبدأنا نتابع أحداث غزة مع والدى ووالدتى على شاشة التليفزيون، وحين سألنا والدى عن إسرائيل قال لنا إنها «دولة احتلال تطمع فيما هو ملك لغيرها».