«سلع قليلة وأرفف خالية».. محال خان يونس تعاني ألم الجوع والفقر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قبل بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر، كانت مدينة خان يونس جنوب غزة تضم أقل من 500 ألف نسمة، ومع استمرار الصراع وتصاعد وتيرة القصف في شمال القطاع، قامت مئات العائلات بالتوجه جنوبًا في عمليات نزوح قاسية.

وفجأة ارتفع عدد السكان في جنوب المدينة إلى أكثر من مليون شخص، ما أدى إلى نفاد مُعظم السلع من المحلات التجارية، وهو ما أثر بشكل كبير على حياة العائلات، وبدأت المدينة تشهد انهيارًا متزايدًا يضاعف من تحديات الحياة اليومية للسكان في الجنوب.

وفي خضم هذا الوضع الصعب، هرب مئات الآلاف من شمال قطاع غزة إلى خان يونس، بعضهم بواسطة السيارات إذا تمكنوا من الحصول على الوقود، والبعض الآخر بواسطة عربات الكارو التي تجرها الدواب في حال توفرها، بينما اضطر البعض الآخر للسير على الأقدام نظرًا لعدم وجود خيار آخر، وكانت المدينة، التي كانت بالأصل تعاني من تداعيات الحرب، غير مستعدة لتحمل هذا العبء الهائل من التضاعف في عدد سكانها الذين زادوا في أيام معدودة.

التغريبة الفلسطينية .. النزوح جنوبًا

يعتبر معظم الغزيون في شمال القطاع، أن تهديدات القصف الإسرائيلي وشبح الخطر الذي يحيط بهم منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر المنصرم، قد أجبرهم على ترك منازلهم وكل ممتلكاتهم خلفهم، فهم الآن يعيشون في حالة من الضياع والخوف، حيث يجدون أنفسهم فاقدين للمأوى، يبحثون عن الأمان في الجنوب نازحين إليه ويعتبرون أن الصراع الحالي في القطاع، وخاصة مع اشتداد القصف والتوغل الإسرائيلي في منطقة الشمال، يقلل من خياراتهم المتاحة، حيث أصبحت السلامة شيئًا غير مضمون في هذه المرحلة الحرجة، سواء في شمال غزة أو حتى في جنوبها.

تحديات اجتماعية واقتصادية

ومع توافد النازحين إلى خان يونس في جنوب قطاع غزة، ازدادت معاناة السكان بشكل حاد، وباتت السلع قليلة ورفوف المحلات أصبحت خالية، حتى إن السلع الأساسية والشائعة التي يعتمد عليها الكثيرون أصبحت نادرة، وانعدمت خيارات الشراء أمام الكثيرين، في ظل نقص الإمدادات واستمرار إسرائيل في فرض الحصار على غزة، فتزايدت التحديات التي يواجهها السكان والتي طرأت على الحياة الاجتماعية والاقتصادية في هذا الجزء المنكوب من القطاع خاصةً.

وفي ظل استمرار الحرب في قطاع غزة ومع دخولها شهرها الثاني، تستمر رحلة النزوح لمئات العائلات الفلسطينيين الذين يسعون للبحث عن مأوى آمن، فيما امتدت هذه الرحلة المحفوفة بالخطر من شمال القطاع إلى جنوبه، عبر النازحون شارع صلاح الدين سيرًا على الأقدام، بعضهم لجؤا إلى العربات البسيطة المجرورة بواسطة الدواب، بينما لجأ آخرون إلى السيارات التي ما زالت تحاول التحرك على الطرقات المكتظة بالناس، وسط الدبابات الإسرائيلية والجثث المتحللة التي تعتري الطرقات مما يفاقم من معاناتهم.

وخلال الأيام الماضية وحتى اليوم، اضطر المئات من سكان غزة إلى الاتجاه جنوبًا في رحلة نزوح قاسية، حيث انطلق الرجال والنساء والأطفال والمرضى وكبار السن في رحلة خطرة ووعرة خلال نزوحهم إلى جنوب القطاع، فضلًا عن نزوح الفلسطينيين المرضى الذين أجبروا على الفرار من مستشفيات شمال القطاع بسبب محاصرة جيش الاحتلال للمناطق المحيطة بالمستشفيات، ليجدوا أنفسهم بلا مأوى، ولا دواء، ولا غذاء، يستلقون على جوانب الطرقات يواجهون الجوع والبرد بدون أدنى مقومات الحياة.

فمعظم سكان شمال القطاع، الذين فقدوا منازلهم جراء الغارات الإسرائيلية ونزحوا إلى جنوبه، شهدوا تفاقم الوضع في غزة خلال الشهر الماضي خاصة مع توغل القوات البرية الإسرائيلية في المنطقة يوم 27 أكتوبر المنصرم، ويؤكدون على أنه لم يعد هناك مأكل ومشرب في شمال القطاع، وأن المعاناة أصبحت لا تحتمل لمن يرغب في البقاء في هذه المنطقة، تاركين كل شيء وراءهم من ممتلكات ومنازل وأمتعة دون معرفة وجهتهم المستقبلية، يطرحون أسئلة لأنفسهم لا يعرفون الإجابة، هل سيمكثون عند عائلة في الجنوب أو يتوجهون إلى المستشفيات المكتظة بالعائلات الفلسطينية أو حتى البقاء في خيمة في العراء؟؟.