آخر صفحة

حامد عز الدين يكتب: وانكشف غطاء بالوعة الزيف الأمريكي الغربي!

حامد عز الدين
حامد عز الدين

أظن أن كل المفاهيم ستتغير بعد أن  تنتهى المجزرة الصهيونية فى غزة «المغلوبة على أمرها». ولا أظن ان أحدا يمكنه أن يصدق للحظة واحدة، بعد الآن، كل الشعارات والأكاذيب حول المساواة والحريات وحرمة الأرواح التى حاول الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تصديرها للعالم باعتبارها صناعة غربية، وما هى كذلك. فالولايات المتحدة وبمساعدة من بريطانيا العظمى قامت فى الأساس على جماجم وأشلاء أكثر من 18.5 مليون من الهنود الحمر السكان الأصليين لهذه المنطقة من العالم. 

ولنترك التاريخ ونتحدث عن الحاضر، لنكتشف كيف أن قتل الأطفال والنساء بكل وحشية صار دفاعا عن النفس بالنسبة لإسرائيل التى زرعتها أمريكا والغرب فى الشرق قبل نحو 75 عاما لحماية مصالحها فى هذه المنطقة من العالم الغنية بالنفط. وأصبح تطبيق القانون الإنسانى الدولى وكل مواثيق حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل، مجرد وثائق لا وجود لها ولا قيمة لها، ولا تكفى مبررا لمجرد اتخاذ قرار من مجلس الأمن الدولى بوقف إطلاق النار فى غزة. وأصبح تفجير المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس، والمبانى السكنية، أمرا لا يحرك شعرة فى رؤوس هؤلاء الذى حاولوا إفهام العالم أن سجن خائن فى الشرق الأوسط، بعد إدانته قضائيا هو اعتقال يتعارض مع حقوق الإنسان، وإذا بقتل آلاف الأطفال والنساء والعجائز الذين ملأت مآسيهم شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعى على مدى نحو 40 يوما يصبح أمرا مشروعا فى ظل شريعة الغاب التى يتعاملون بها، ليس فقط مع دول الشرق الأوسط، بل فى دولهم ذاتها التى أصبحت تعتبر بكاء النساء على مشاهد الموت والدمار وإعلان الرفض لما يجرى فى غزة، سببا منطقيا لقطّاع الأرزاق حتى من دون تحقيق أو محاكمة، ولم يقتصر الأمر على النساء ولكنه امتد ليشمل العجائز الذين خرجوا بالملايين فى تظاهرات غير مسبوقة تعلن رفض ما يجرى، وتحول الاشتراك فى مظاهرة من حق التعبير عن الرفض، إلى سبب كافٍ لاعتقال مئات فى مختلف أنحاء أمريكا وأوروبا. نعم انكشف غطاء البالوعة القذرة من الأوهام والزيف وامتلأ الهواء بروائح العفن والعنصرية البغيضة. 

وقد بحثت بكثير من التدقيق والاهتمام عن  خائنى الأوطان الذين كانوا يتشدقون بالحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان، من «تجار المواقف» لأسمع لأى منهم تعليقا على البالوعة «النتنة» التى انفتحت، فوجدتهم جميعا وقد اختبأوا خزيا، لم يفتح أىٌ منهم فمه ليقول حتى انتقادا بصوت خفيض، للدول التى تؤويهم لاستخدامهم وقتما تريد. الكل صمت تماما واختفى عن المشهد حفاظا على «أكل العيش»، ومنهم عدد كبير من الإعلاميين «الأرزقية»، إلا واحدا «جاهلا» ظن أن انتقاد الأعمال الوحشية الإسرائيلية، وبالمرة انتقاد بعض الأنظمة العربية «التى ينص التعاقد معه على الهجوم عليها»  أمر عادى، أليس هؤلاء هم الذين يدافعون عن حق البعض فى حرق مؤسسات الدولة التى يحملون جنسيتها كحق من حقوق الإنسان؟.. لكن المفاجأة التى لم يتوقعها لأنه «جاهل» أنه تم إلغاء إقامته فى دولة «الحرية المشروطة» التى  لجأ فيها هاربا من دولة أخرى فتحت له أبوابها ليمارس «شتم دولته وشعبه» حتى أصبح الأمر متعارضا مع مصالحها فأوقفته وطلبت منه المغادرة غير مأسوف عليه. بالتأكيد أنا لا يمكن أن أدافع عن خائن، لكننى أوضح بشكل عملى كيف يمارس «أدعياء الحرية المطلقة» ما يدعون إليه، فحريتهم المطلقة يتم تطبيقها بسخاء على دعم المثلية والمثليين!