ساحات حرب في مستشفيات غزة.. والصحة غير قادرين على إحصاء الشهداء

أطفال حديثي الولادة تم جمعهم فى سرير واحد داخل مستشفى الشفاء
أطفال حديثي الولادة تم جمعهم فى سرير واحد داخل مستشفى الشفاء

مع دخول العدوان الإسرائيلى الهمجى على قطاع غزة يومه الـ38، واصل جيش الاحتلال استباحه للمستشفيات وقصفها ومحاصرتها وقصف النازحين، واقتراف المجازر وجرائم الإبادة الجماعية، فضلا عن استهدافه لمنازل المدنيين والمساجد، وسط أوضاع إنسانية وصحية مأساوية فى القطاع. وللمرة الأولى منذ بدء محرقة غزة الدامية، قامت قوات الاحتلال باعتقال 20 مواطنا من صفوف النازحين فى إحدى المدارس فى المدينة وقد نكلت بهم.

وجدد جيش الاحتلال قصف محيط مستشفى الشفاء الذى يغرق فى الظلام، وشن طيران الاحتلال غارات مكثفة فى محيط المستشفى الإندونيسى شمال غزة. وحاصرت الدبابات الإسرائيلية مستشفى القدس فى مدينة غزة.

اقرأ أيضاً| مظاهرات ومسيرات حاشدة تعم عواصم ومدنا عربية وعالمية

واستهدفت طائرات الاحتلال محيط مسجد شهداء الأقصى فى حى الصبرة بمدينة غزة، واستباح قوات الاحتلال حرمة الموتى واستهدف مقبرة ومصنعا فى بنى سهيلا شرق خان يونس جنوبى قطاع غزة. ونفذت سلسلة من الأحزمة النارية بين مخيم النصيرات وقرية المغراقة وسط قطاع غزة. وكشف مدير مستشفى كمال عدوان عن وجود أكثر من 5 آلاف نازح داخل المستشفى فى بيت لاهيا شمال غزة ولا يستطيع أى أحد مغادرته.

وأعلن وكيل وزارة الصحة التابعة لحماس فى قطاع غزة يوسف أبو الريش ارتفاع حصيلة الوفيات فى مستشفى الشفاء إلى 34 بينهم 7 من المواليد الخدّج منذ السبت الماضى بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود عن المستشفى الذى يتعرض لحصار وقصف إسرائيلى متواصلين. وقال أبو الريش: «أصبحنا غير قادرين على إحصاء أعداد الشهداء».

وأضاف أن «المرضى يُجبرون على الخروج رغم إصاباتهم».  وكشفت الصحة عن أن الوضع فى مجمع الشفاء بغزة ينذر بحدوث وباء وكارثة حقيقية.

ومن جانبه، أكد مدير مستشفى الشفاء فى غزة محمد أبو سلمية أن كارثة حقيقية تحل بالمستشفى حيث إن آخر محطة أوكسجين توقفت عن العمل  فجر أمس. وقال أبو سلمية إن الوقود نفد تماما، ووضع المرضى على المحك وكل دقيقة ستسمعون زيادة عدد الوفيات، بما فى ذلك الأطفال الخدّج، مشيرا إلى أنهم لا يستطعيون فعل أى شىء لأى مصاب لأن المستشفى أصبح الآن بدون كهرباء وماء وأكسجين.

وأكد أبوسلمية أن مستشفى الشفاء اليوم بهذا الوضع عبارة عن مقبرة للجميع.وأوضح أنه يتم قصف أى شخص يغادر المستشفى، وعندما حاول بعض النازحين الخروج تم قصفهم وأصيب 10، مشيرا إلى أن الجثث أمام ناظرنا ولا نستطيع جلبها للمستشفى.

من جهتها، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل عاجل إلى حماية المدنيين المحاصرين فى مدينة غزة سواء كانوا يحاولون الإخلاء أو البقاء فى أماكنهم. وأوضحت اللجنة أن هناك «100 ألف نازح يفتقرون إلى الضروريات مثل المأوى والغذاء والمياه ومستلزمات النظافة». وتقترب الأوضاع بسرعة من الوقوف على شفا كارثة إنسانية.

من جانبه، رفض نائب رئيس منظمة أطباء العالم غير الحكومية جان فرانسوا كورتى وقف القصف فى غزة لساعات فقط وطالب بوقف فورى وكامل لإطلاق النار، للسماح بتقديم استجابة إنسانية حقيقية تلبى الاحتياجات الهائلة ل 2.2 مليون مدنى فى القطاع. أوضح أنه «لا يمكن اعتبار توقف القصف لبضع ساعات «إنسانياً» لأنه لا يسمح بإيصال كميات كبيرة من المساعدات الحيوية التى يحتاجها سكان القطاع بشدة. وكل دقيقة تمر فى غزة دون وقف إطلاق النار تكلف المزيد من الأرواح البريئة».

وبدوره، قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينى إسحق سدر إن خدمة الاتصالات والإنترنت ستتوقف بالكامل فى قطاع غزة  بعد غد الخميس بسبب نفاد الوقود، مما سيساهم فى تعميق الكارثة الإنسانية، لعدم قدرة المواطنين على التواصل مع خدمات الطوارئ والإغاثة والنجدة.