حروف ثائرة

التحالف القوى .. والمنتظر !!

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

بالطبع اكتسبت القمة العربية الإسلامية المشتركة التى انعقدت بالرياض أهمية كبرى ، سواء بالنظر للأحداث بالمنطقة ، وعدوان غاشم وفاجر ومجرم على الفلسطينيين العزل بقطاع غزة ، والمحاولات الإسرائيلية المستميتة لفرض واقع جديد بالمنطقة بتصفية القضية الفلسطينية وتفريغها من مضمونها وتغيير خريطة المنطقة بما يخدم تصدير القضية الى دول الجوار  


نجحت القمة عندما أكدت وحدة الصف العربى الإسلامى دعما للفلسطينيين وقضيتهم وفضح العدوان الغاشم على غزة ، والتأكيد على أنه لا أمان ولا سلام بالمنطقة إلا بحل الدولتين، نجحت عندما فضحت العدوان بعبارات لا لبس فيها وحملت المجتمع الدولى مسئولياته ، وعندما أكدت مساندتها القوية لمصر فيما تتخذه تجاه نتائج هذا العدوان ومساعدتها جهودها لإدخال المساعدات إلى غزة.


لم يكن متصورا ان تعلن القمة الحرب على إسرائيل فيما يشبه مراهقة سياسية تدغدغ المشاعر أكثر منها سعيا لنتائج واقعية ، لكنها أصدرت 32 قرارا أراها مناسبة أولا لكسر حصار غزة وإنقاذ أهلها من التهجير وفرض إيصال المساعدات لهم ، وثانيا لرسم خطوات التحرك الدولى الفترة المقبلة لمواجهة أطماع إسرائيل ومخططاتها سياسيا وإعلاميا وفضح أعوانها والضغط عليهم للتخلى عن دعم الكيان الغاصب ، وكذلك التحرك لمحاكمة مجرمى الحرب الصهاينة وتأكيد الثوابت العربية والإسلامية بتلك القضية المحورية.
لنكن واقعيين ، إن اتخاذ إجراءات أشد يتطلب ضمانة قوية لتنفيذها ، أساس تلك الضمانة تضامن وتحالف عربى إسلامى قوى وحقيقى ، هذا الأمل الذى خلناه لعقود صعب المنال ، بزغت بذوره ولمع شعاعه بالرياض ربما بعيدا عن قاعة القمة وكلماتها ، انها اللقاءات الثنائية بين القادة العرب والمسلمين ، والتى كشفت بوادر نضوج سياسى عربى إسلامى نتمنى أن يكتمل نموه ويقوى عوده ليؤتى أكله لصالح الأمتين العربية والإسلامية بكافة قضاياهم وفى مقدمتها فلسطين  


وقد كانت مصر المحور المهم لتلك اللقاءات، بعدة لقاءات للرئيس عبد الفتاح السيسى على هامش القمة تأتى امتدادا للنجاح الكبير للسياسة المصرية الخارجية بكافة الأصعدة ، أبرزها مع ولى العهد السعودى، ولقاء مهم مع الرئيس التركى أردوغان وتصريحات متبادلة على قوة العلاقات الثنائية وتعميقها حاضرا ومستقبلا بدعم من الرئيسين السيسى وأردوغان ، كل هذا بجانب لقاء الرئيس السيسى مع الرئيس الإيرانى ، وما تحمله من معان سياسية قوية


لن نقف عند تفاصيل تلك اللقاءات وغيرها، أنما عند الامل الذى غرست بذوره فى نفوسنا وواقعنا ، لنتساءل هل جاء اليوم الذى يشهد ميلاد تحالف عربى إسلامى سيكون قادرا على تغيير المعادلة تماما بالمنطقة والعالم ، تلك الدول تملك قوى اقتصادية وسياسية وتاريخية منفردة لو تحالفت وتقاربت لأصبحت عاملا مؤثرا ورقما صعبا ورئيسيا.


أعتقد أن الفترة الحالية وربما قبل أحداث غزة هى أكثر فترة نشعر بقرب تحقيق التحالف والتنسيق والتكامل العربى الإسلامى المنتظر، بل نشعر أن هناك إرادة حقيقية ونية صادقة لتحقيقه عند الغالبية العظمى من الدول العربية والاسلامية ، ولعل أحداث غزة تؤكد أهمية هذا التنسيق والتكامل ليس لصالح القضية الفلسطينية فقط ، وإنما أيضا لخدمة المصالح العليا لتلك الدول.
شعاع أمل نتمنى ألا يخبو نوره إذا ما هدأت أو انتهت أحداث غزة !!