«عشق الكتابة».. قصة قصيرة للكاتب الهادي نصيرة

«عشق الكتابة» قصة قصيرة للكاتب الهادي نصيرة
«عشق الكتابة» قصة قصيرة للكاتب الهادي نصيرة

اندفع "فياض" إلى بيته جذلان فرحا وبدا وجهه على غير عادته، التي يكون فيها مكفهرا وقد عصف به التوتر.

سألته زوجته:" لابأس "فياض"؟".

 وأردفت ابنته "سارة":

" أبي ، أراك اليوم على غير عادتك! ما الأمر؟

- الحمد لله. القصة التي نشرتها على صفحة "الصالون الأدبي المتميز للقصة المعاصرة"، قوبلت بتفاعل غير مسبوق. التعليقات لم تنقطع أبدا. معظمها مثمنة للنص ومشيدة بالقلم الذي خط كلماته.

-  من الواضح أن ذلك مهم جدا يا أبي، ولكن...

-  قصتي حازت على إعجاب النقاد والقراء، وثمة ارتفاع مشهود لمتابعي النص وقرائه على الصفحة الناشرة. ألا يبدو لكما الأمر مهما؟ ألهذا الحد أنتما غير مهتمتين بإبداعات قلمي؟!

-  لنفرض أن الاهتمام قد حصل. ماذا بعد هذا كله؟”، تتساءل الأم بنبرة تعجب ساخر. ثم تضيف: "هل توجد مكافأة مالية ذات قيمة لقاء جهدك وسهدك الليلي وعملك المضني؟ 

-   مكافأة مادية ؟!

- أبي العزيز! أنت تجهد نفسك وتؤذي بصرك بالقراءة والكتابة، وتجلس وراء المكتب، غير مبال بما ينقضي من أوقات طويلة. هل من العدل ألا تكافأ على ذلك؟ أيكفيك أن ترتفع الأسهم في بورصة التفاعلات لترتاح وينشرح صدرك وتسر أيما سرور؟!!

 - ليس لي ما أضيف سوى القول بأن للكتابة طقوسها، وعشق الكتابة لا يعلم سره إلا من انتشى بسحره الرائع الخلاب."

ثم ما لبث "فياض" أن صمت، ومضى مفكرا في مواصلة السير في نفس الدرب، وإن طال المسير، بينما واصلت الأم وابنتها الإبحار عبر الأنترنت ومتابعة آخر ما استجد من أسعار لمنتوجات صفحة الماركت بلاص فايسبوك.