أرباح بعضهم الملايين سنويًا .. بالقانون كيف تلاحق «الضرائب» دولارات البلوجرز؟

البلوجرز
البلوجرز

محمد‭ ‬عطية

..عزيزى القارئ.. هل تعلم أن الهاتف المحمول الذى تمتكله من الممكن أن يقلب حياتك رأسًا على عقب، ليس عليك إلا أن تنتهز بضع دقائق من وقت فراغك، تصنع من خلالها محتوى علميًا، ثقافيًا، تراجيديًا، أو تقدم نصائح حسب تخصصك، أو حتى محتوى كوميدى لو تملك تلك الموهبة، لتحصل من خلال هذه الفيديوهات على ملايين الدولارات..

ما نشير إليه ليس قيد التجربة، بل أن هناك العشرات حولنا استطاعوا اقتحام هذا العالم، وتغيرت وتيرت حياتهم تمامًا فى بضعة اسابيع أو بالأكثر شهور قليلة، تضخمت خلال هذا الوقت القصير أرصدتهم فى البنوك بشكل كبير، وودعوا حياتهم السابقة ليحجزوا مكانًا مميزًا فى عالم الثراء..

ولأن هذا العالم له عدة وجوه، البعض منهم لاحقتهم القضايا، وآخرون اصبحوا قيد التحقيق معهم نظرًا لسوء استخدامهم هذه التقنيات، وآخرون تم حبسهم بالفعل فى قضايا أخلاقية مشينة، لكن آخرين ممن قدموا محتوى جيدًا تمتعوا بالثراء دون أى ملاحقات، فقط عليهم دفع الضرائب مثل أى شخص يملك مؤسسة أو شركة أو مشروع خاص، تفاصيل هذا العالم المثير، وكواليس تحقيق الأرباح الطائلة من خلاله، وكيف يتم احتساب الضرائب المطالبون بها؟، هذا ما سنتعرف عليه الآن..

صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يتابعها اعداد كبيرة من المتابعين، قد تبدأ بـ10 آلاف متابع وقد تصل إلى ملايين المتابعين، وهؤلاء يحققون أرباحًا طائلة نسمعها يوم تلو الآخر، وهذا ايضًا ما اعترف به الكثير من «البلوجر».

ملايين المتابعين

 وعلى سبيل المثال لا الحصر،»أحمد حسن وزينب»من أشهر «اليوتيوبرز» في مصر فبين الحين والآخر يتصدران الترند بسبب نوعية المحتوى الذي يقدمانه عبر قناتهما على اليوتيوب، والتي تحقق عددًأ كبيرًا من المشاهدات، فيبلغ عدد المتابعين لديهما 7 ملايين و53 ألف متابع وتصل أرباح قناتهما السنوية إلى مليون و400 ألف دولار. أما «محمود الجمل» فاستطاع أن يحقق عددًا ضخمًا من المشاهدات على قناته على اليوتيوب وصلت لما يزيد على 200 مليون مشاهدة خلال شهر واحد، حيث يحقق ربحًا سنويًا تقريبًا يصل إلى 9 ملايين و600 ألف دولار.

«كوكي وبابا»، وهو اسم قناة الطفلة كوكي ووالدها، التي تقدم محتوى ترفيهيًا في عدة مواقف بينها ووالدها، استطاعت تحقيق مشاهدات عالية ووصلت أرباحها السنوية تقريبًا إلى مليونين ونصف المليون دولار.

«حمدي ووفاء» تحقق القناة الخاصة بهما على اليوتيوب مشاهدات عالية، إذ أنهما حققا أكثر من 92 مليون مشاهدة خلال شهر واحد، أما عن أرباحهما فمرتفعة وتصل تقريبًا إلى 3 ملايين و400 ألف دولار.

«ندى وأحمد» ايًا اعتادا على تقديم محتوى عبارة عن قصص إنسانية وحققت قناتهما على موقع يوتيوب نسبة مشاهدات كبيرة ما جعل أرباحها السنوية تصل تقريبًا إلى 8 ملايين دولار.

ولم يختلف الأمر كثيرًا مع قناة «ناصر حكاية»، والتى تتميز بمشاهدات ضخمة قد تصل ارباحها سنويًا حوالي 8 ملايين و900 ألف دولار.

حساب المكسب

وحسب موقع «SocialBlade»،وهو موقع يحسب أرباح صناع المحتوى على اليوتيوب» فقط، فيصل متوسط القيمة لكل ألف مشاهدة من مصر إلى حوالي 1.53 دولار، بينما تصل قيمة الألف مشاهدة لنفس المحتوى من الولايات المتحدة الأمريكية إلى 10.32 دولار.

اما موقع «MOTABEIN» لزيادة المتابعين فأصدر قائمة بأسعار الإعلانات على الانستجرام فسعر الـ 5 آلاف مشاهدة حوالي 100 دولار، بينما يصل سعر 10 ألف مشاهدة حوالي 200 دولار، بينما يصل سعر 50 ألف مشاهدة حوالي 1000 ألف دولار، وسعر 100 ألف مشاهدة حوالي 1500 دولار.

وكلما زادت المشاهدات زادت اسعارها وقد تصل تقريبًا إلى 4000 دولار، بينما شملت قائمة أسعار المتابعين على الانستجرام إلى  كل 1000 متابع بسعر 7 دولار، بينما كل 10ألف متابع بـ 95 دولار، وكل 100متابع بـ 900 دولار، بينما وصل سعر مليون متابع إلى حولي 89 ألف دولار.

وحدة تجارية

وحتى لا تقف مصلحة الضرائب مكتوفة الأيدي أمام ما يجرى، أنشئت وحدة تجارية إلكترونية داخل مصلحة الضرائب من أجل متابعة المشاريع الإلكترونية، وتحديد القيمة الضريبية التى ستفرض على هذه المشاريع.

بالتواصل مع المستشار الضريبي حسن الجارحي بدأ حديثه قائلًا، في الحقيقة بدأت مصلحة الضرائب تعمل على أن الأشخاص يكسبون الربح المادي، فأين حق الدولة في هذه الأموال، الضرائب تتقسم إلى اقسام، قسم الحصر، قسم الفحص، وقسم لمتابعة البلوجر واليوتيوبر، فالذي لم يقدم  في مصلحة الضرايب يعد في هذه الحالة تهرب ضريبي، فبعض الأشخاص يقومون بالمبيعات عبر الفيس بوك او الإعلانات، هؤلاء الأشخاص ايضًا يعتبرون من الأشخاص الذين يقدمون نفسهم في مصلحة الضرائب حسب قانون ضريبة الدخل هو قانون 91 لسنة 2005 سواء لشركات او للفرد، فالأفراد يقومون بحساباتهم بخلاف الشركات فالضريبة في الشركات تكون نسبة قطعية 22.5 %، ولكن الافراد ينقسمون إلى عدة شرائح فمنهم معافاه والذي لا يتعدى الدخل السنوي له عن 30 ألف جنيه سنويًا، وحتى نسبة 27.5 % والذي يتعدى دخله السنوي عن مليون و200 الف وهذه تعتبر الشريحة الأخيرة.

ويضيف حمدى قائلًا، الدول تسعى الى حصيلة  هذه الضرائب كالفاتورة الإلكترونية أو الايصال الالكتروني، أما عقوبة الضرائب ففي قانون الإجراءات الضريبية الموحد لسنة 2020 ينص على  أن المتأخر عن تقديم الإقرار يغرم من 3000 إلى 50000 في اول مرة ومن 50000 إلى2 مليون في ثاني مرة طبقا للائحة التنفيذية.

ويتابع الجارحى قائلًا، البلوجر والفلونسر ومشاهير السوشسيال ميديا عمومًا ينطبق عليهم قانون الضرائب بالإضافة إلى القيمة المضافة، يخضعون لقانون 91 لسنة 2005 للأفراد، وكل شخص يتم حسابه حسب شريحته بالاضافه للقيمة المضافة وهي 14 %، وذلك طبقًا لقانون 67لسنة 2016 ولمن يتخطى دخله عن 500 ألف جنيه.

ليختتم الجارحى قائلاً نصيحة إلى مشاهير السوشيال ميديا قائلًا، انصح كل من يتعامل في التجارة الإلكترونية أو يحصل على إيرادات من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي بشكل عام عليه أن يتوجه إلى أي مأمورية متواجدة في مختلف محافظات الجمهورية وفتح ملف ضريبي ويكون له رقم تسجيل ضريبي حتى يتم التعامل معه ضريبيًا.

تأكل 40% من الأرباح

يستكمل المهندس بيجاد حمدي خبير سوشيال ميديا قائلاً، إن تلك المنصات، وعلى سبيل المثال «اليوتيوب» لا تعطي أصحاب القنوات الأموال مقابل المشاهدات، ولكن الربح يتحقق من خلال الإعلانات التي تظهر على الفيديو، مؤكدًا أن هناك شروطًا يجب توافرها لكي يوافق «اليوتيوب» على وضع إعلانات على الفيديوهات، ثم يمنحك ربحًا مقابل مشاهدة الإعلانات، بناء على هذا، ليس هناك أحد ولا حتى يوتيوب نفسه يمكنه أن يخبرك برقم ثابت يمكنك ربحه من قناتك على اليوتيوب، ولكن الجميع يتحدث عن متوسط تقريبي، فلا يتقاضى «البلوجرز أو الفلوسنر» أي مال من منصة اليوتيوب بحد ذاتها، وإنما تكون أرباحهم مقابل ضغط متابعيهم على الإعلانات المعروضة من خلال قناتهم، مع العلم أن تحصل منصة يوتيوب مثلاً على نسبة 40% من أرباح صاحب القناة، فمن الآخر تتلخص فكرة كسب النقود في أن شركات الإعلانات تختار الفيديوهات التي ستحمل إعلانها، لتدفع جوجل التي تملك اليوتيوب نسبة من عوائد ذلك الإعلان للمشترك الذي وضع على الفيديو، وفق برنامج الشراكة Youtube Partner، وطبعًا شرط أن يتم مشاهدة الفيديو لمدة 30 ثانية على الأقل، أو أن يقوم المشاهد بالنقر على موقع الشركة المعلنة، وكلما ازداد عدد المشاهدات ازدادت فرصة مشاهدة الإعلان، فاذا كانت الفيديوهات الموجودة على القناة الخاصة بك تحصل على ما يقارب الـ 10 آلاف مشاهدة كل يوم، وجميع هذه الفيديوهات مشتركة في البرنامج الإعلاني من جوجل ستحصل على أرباح أكثر أو لو تحدثنا عن الصفحات حتى لو بها عدد قليل من المتابعين ولكن تتمتع بإعلانات كثيرة جداً، مما يرفع من أرباحها، فكلما زادت عدد الإعلانات على صفحة كلما زاد الربح هكذا..

خطر الـ 30 ثانية

ومن جهته يقول المهندس احمد السخاوي الخبير التكنولوجي وامن المعلومات قائلاً، الاحتساب للزيارة يكون له بعض المعايير منها المفروض يقضي ما لا يقل عن 30 ثانية داخل الفيديو كمشاهدة ويتم احتساب ان يكون له معدلات ارتجاع بأن الفيديو مدته 7 دقائق، والأشخاص «بيدخلوا ويخرجوا» بعد 30 ثانية فهذا يأخذ تقييمات سلبية والمعدل يقل، موضوع الزيارة يحسب بطول مشاهدة الفيديو فكل هذا يخضع لمقاييس ومبنية على نوع الجهاز او نوع المتصفح.

ويوضح المهندس احمد السخاوى قائلًا، «هناك برمجيات يستخدمها الفنانون في أداة اسمها «درافت دا بوت» خطيرة جدًا تضع فيها الأجهزة التي تريد فتحها فتقوم بتصميم التليفونات وفي مواقع بتقدم «البروكسي» اشبه بـ «الفي بي ان» بس انت بتكتب الي دي يدوي فالمعيار الذي يجعل زيارة تتحسب دون غيرها ففي بروكسيات قوية جدا، المواقع زي اليوتيوب مش بتقدر تكتشفها فبتحسبها كزيارة عادية، وفي بروكسيات شفافة بتشوف الي وراها فالبرامج دي عندما تستخدم في الزيارات، بمعنى سرعة شهرة بعض مشاهير السوشيال ميديا والذين يتبعون طريقين للشهرة الأول، وهو زيادة عدد المشاهدات والمتابعين عبر إضافة حسابات وهمية وفيك للربح السريع، مستغلين بعض ثغرات التكنولوجيا».

ويتابع قائلًا،»والثاني عبر إعطاء حساباتهم على السوشيال ميديا إلى متخصصين في مجال السوشيال ميديا لزيادة «الريتش « وهو عدد الجمهور الذي يصل إليهم المحتوى سواء فيديو أو منشور، فمن الأخر لا تصدق اعداد المشاهدات التي تتخطى الملايين لان في بعض الاحيان تكون وهميه، أما بنسبة للارباح الكبيرة التي نسمع هنا يوجد بالفعل من يربح ولكن ليست بهذه المبالغ المبالغ فيها فالمشاهدات لا تعطي كل هذه الارباح، لكن يتحصل البلوجر على الارباح من الاعلانات الافلام وغيرها، أما هنا الدولة فكرت بشكل ذكي لتقنين ودفع الضرائب وتعاونت مصلحة الضرائب مع الجهات الرسمية لليوتيوب والفيس بوك والانستجرام وجوجل، للحصول على معلومات دقيقة عن أرباح تلك الفئة، بالإضافة إلى التعاون مع الشركات الممولة لهم لمعرفة دخلهم السنوى، وإذا توقف «اليوتيوبرز» أو «البلوجرز» عن الفيديوهات أو الإعلانات ولكن قناته الخاصة به مازالت تحقق أرباح وإيرادات فسوف يخضع للضريبة أيضًا، كل ذلك في حالة عدم الانضمام إلى المنظومة الإلكترونية، بالاضافة أنها ألزمت تلك الشركات وقت الاعلان الممول أنه لابد وان يكتب الشخص رقم البطاقة الضريبية أما لو لم يفعل هذا فسيدفع 180 جنيه شاملة مصاريف تدبير العملة على كل 1000 جنيه بتدفعه للاعلانات الممولة، ونفس الوضع ينطبق عن تحويل او استقبال اموال في البنك يجب توافر بطاقة ضريبة».

اقرأ أيضا : القبض على دجال يمارسة أعمال السحر والشعوذة عبر مواقع التواصل الاجتماعي


 

;