رحيل ياسر عرفات.. نار الألم حاضرة في غزة والضفة في ذكرى القائد

ياسر عرفات
ياسر عرفات

في وقتٍ يئن الفلسطينيون تحت الرصاص وتحت الأنقاض وتحت الخطر، حضرت ذكرى رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الزعيم الذي بذل الغالي والنفسي من حياته منذ شبابه وإلى أن غيبه الموت بطريقة غامضة، ومن دون تحليل جثته، فتح ذلك المجال وقتها للحديث عن أن تم اغتياله ليلحق بعديد الشهداء في فلسطين الذين راحوا ضحية الاحتلال الإسرائيلي.

من نشيد فلسطين استمد شعاره "بحق القسم تحت ظل العلم بأرضي وشعبي ونار الألم.. سأحيا فدائي وأمضي فدائي وأقضي قدائي إلى أن نعود"، فظلت القضية الفلسطينية حاضرةً في حياته يجاهد من أجلها سواء بالسلاح أو على طاولة المفاوضات يفرض شروط شعبه والحق الفلسطيني في أرضه المسلوبة.

واليوم حلت الذكرى التاسعة عشر لرحيل ياسر عرفات، والشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، يرزخ تحت عدوانٍ غاشمٍ مستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي، قتل أكثر بكثير من 11 ألف فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وجرح عشرات الآلاف بدم بادرٍ وبكل إجرام.

إحياء ذكرى رحيل ياسر عرفات

وأحيت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم السبت 11 نوفمبر، الذكرى السنوية الـ19 لاستشهاد القائد المؤسس ياسر عرفات، أمام ضريحه في مدينة رام الله، بحضور حشد جماهيري غفير، وذلك نقلًا عن وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

ووضع أعضاء من القيادة الفلسطينية، ومن اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح" أكاليل من الزهور على ضريح الشهيد ياسر عرفات، وقرأوا الفاتحة على روحه الطاهرة، وأرواح شهداء فلسطين.

وقد اقتصرت فعاليات احياء الذكرى هذا العام، نظرا للتطورات الميدانية المتلاحقة في الأراضي الفلسطينية، بسبب العدوان المتواصل على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، بوقفة للترحم على روح الشهيد أبو عمار الطاهرة، ووضع أكاليل من الزهور على ضريحه، ثم بمسيرات جماهيرية إلى وسط رام الله، لإقامة مهرجان جماهيري.

وقال رئيس الوزراء االفلسطيني محمد اشتية في كلمته ممثلا عن الرئيس محمود عباس، "نحيي ذكرى عظيمة على قلوبنا، وهي استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، ونحن نترحم على شهداء غزة، وشهداء الضفة، وشهداء المنافي والشتات".

وأردف قائلًا: "نترحم على روحه في ذكراه التاسعة عشرة، وأطفال غزة في مواجهة ماكينة القتل الإسرائيلية، وكذلك الأطباء في مواجهة الجنود، والمرضى في مواجهة الموت والقتل البطيء، والمستشفيات في مواجهة معسكر جيش.."، فقطاع غزة يتعرض لمجزرة وإبادة جماعية، ومن لم يستشهد برصاص الاحتلال يقضي جريحًا مريضًا، وكل جرائم الحروب في العالم لم يقتل فيها طبيبًا ولا مريضًا ولا صحفيًا ولا طفلًا".

وطالب اشتية بوقف هذه الجرائم، وأن تنتهي هذه الإبادة الجماعية على شعبنا.

وتابع: من قال ان اسرائيل بحالة دفاع عن النفس فهو يقف بجانب الاحتلال، ولا يعرف الحق، ولا القانون الدولي، فكل أفعالها هي خرق للقانون والعدالة.

وأوضح، ان هذا الوقت بالدم يمر على شعبنا في غزة، وأدعو العالم أجمع لإعلاء الصوت، ووقف شلال الدم، مؤكدا أن من يتحدث عن اليوم الثاني من العدوان لا يهمنا، بل يهمنا اليوم الذي يوقف الاحتلال عدوانه الهمجي، فغزة تحتاج لوقف فوري لهذا العدوان الدموي.

ياسر عرفات في سطور

وياسر عرفات واسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، ويُكنى بأبي عمار، من مواليد 4 أغسطس 1929 في القاهرة، حيث كان أبوه يعيش في مصر في تلك الفترة الزمنية كما أن جدته كانت مصرية.

وياسر عرفات هو السياسي الفلسطيني وأحد مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وجناحها العسكري المسلح سواءً "العاصفة" أو "كتائب شهداء الأقصى"، الباقية إلى يومنا هذا.

بداية انخراط ياسر عرفات في العمل السياسي والتحرري لوطنه كان في عام 1959، وهو في عمر الثلاثين ربيعًا، حينما شكّل رفقة رفاقه حركة "فتح".

وكان ياسر عرفات هو أحد مفجري الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي قادتها حركة "فتح"، بدءًا من الفاتح من يناير عام 1965، وانضمت إليها الفصائل الفلسطينية المختلفة.

وتولى ياسر عرفات منصب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية منذ 1969 وحتى وفاته عام 2004، وهو ثالث رئيس للمنظمة، التي كان هو أحد مؤسسيها عام 1964، وقد كرس معظم حياته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني مطالبًا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وفي تسعينات القرن الماضي، بدأ ياسر عرفات الانخراط في محادثات من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، وقد تمخضت على ذلك مفاوضات مؤتمر مدريد 1991، واتفاقية أوسلو في 13 سبتمبر عام 1993.

وترأس ياسر عرفات السلطة الوطنية الفلسطينية في عام 1996 بعد انتخابه، في أول انتخابات رئاسية تشهد فلسطين.

ونال ياسرعرفات جائزة نوبل للسلام عام 1994، رفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين، ووزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز، والذي شغل فيما بعد منصب رئيس إسرائيل، وذلك بسبب مفاوضات أوسلو.