بدون تردد

قمة العرب والمسلمين

محمد بركات
محمد بركات

القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية التى انعقدت بالأمس فى الرياض، بحضور قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية، هى محاولة عربية وإسلامية جادة، لوقف شلال الدم النازف والدمار الجارى فى قطاع غزة، كما تسعى القمة لوضع نهاية للجرائم الإرهابية وحرب الإبادة الشاملة والجماعية، التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، طوال الخمسة والثلاثين يوما الماضية وحتى الآن، وسط غفوة بل غياب كامل للضمير الإنسانى والمجتمع الدولى كله، الذى فشل فى اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار فورا. القمة انعقدت بحضور الرئيس الفلسطينى ومشاركة دولية وإقليمية واسعة من الملوك والرؤساء وكبار المسئولين فى كل الدول العربية والإسلامية، فى ظل الظروف بالغة الدقة والخطورة التى تعيشها المنطقة حاليا، حيث الجرائم والمذابح الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة طوال الخمسة أسابيع الماضية وحتى اليوم.

كل الدول وكل القادة والزعماء أكدوا فى القمة مطالباتهم بوضع حد للكارثة الإنسانية القائمة حاليا فى قطاع غزة، ووقف إطلاق النار فورا،...، والانتهاء التام لكل عمليات القتل الممنهج والإبادة الجماعية والدمار الشامل، التى تنفذها إسرائيل دون توقف ودون هوادة فى القطاع، والسعى الجاد لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، التى هى جوهر ولُب الصراع فى الشرق الأوسط وأصله وأساسه. والتحرك العربى والإسلامى المشترك ينطلق فى لحظة تاريخية، تمر بها المنطقة العربية والعالم الإسلامى والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، فى إطار ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من إبادة وإرهاب وعقاب جماعى ومحاولات للتهجير القسري. والهدف الذى يسعى لتحقيقه العدوان الإرهابى الهمجى واللا إنساني، الذى تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بات واضحا ومؤكدا وهو السعى  إلى إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية، وإفراغ الأراضى الفلسطينية المحتلة فى غزة والضفة الغربية من أهلها الفلسطينيين أصحاب الأرض، ودفعهم للهجرة القسرية، حتى يتم الخلاص نهائيا من القضية الفلسطينية.

ومن أجل ذلك كان اتفاق كل الدول العربية والإسلامية على اتخاذ موقف ثابت وقوى ضد الجرائم الإسرائيلية البشعة ضد الشعب الفلسطيني، وإعلان الرفض القاطع للمحاولات الإسرائيلية الساعية للخلاص من القضية بالقتل والإبادة الجماعية أو بالتهجير القسرى خارج الضفة والقطاع. ومن أجل ذلك أيضا كان الإجماع، على أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام فى المنطقة، هى حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 فى الضفة وغزة وعاصمتها القدس العربية، فى إطار حل الدولتين.