«الآثاريين العرب» يتوجه إلى اليونسكو لإنقاذ ما تبقى من آثار فلسطين

 آثار فلسطين
آثار فلسطين

شهاب طارق

تختتم اليوم الأحد فعاليات المؤتمر السنوى لاتحاد الآثاريين العرب، والذى بدأ اليوم السبت – والجريدة ماثلة للطبع. وعلمت أخبار الأدب أن أعضاء الاتحاد قد اتفقوا على تقديم شكوى رسمية لمنظمة اليونسكو بشأن التعديات التى قامت بها إسرائيل خلال الفترة الماضية على المواقع التراثية الفلسطينية فى غزة. وأشار تقرير رسمى صادر من جانب الاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطينيين إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، وكذلك الدكتور محمد الكحلاوى الأمين العام لاتحاد الآثاريين العرب، حول تدمير الكثير من المواقع التراثية إذ لم يعد من الممكن ترميم أغلب هذه المواقع بسبب قصفها وتدميرها بشكل كامل. أوضح التقرير حجم الكارثة التى حلّت بالمواقع الأثرية داخل فلسطين منذ السابع من أكتوبر الماضى وحتى الآن.
 

المساجد الأثرية تم تدمير ٤ مساجد وهى:
١- الجامع العمرى بجباليا، وهو طراز مملوكى لكن يرجح أن تأسيسه قد يكون فى عام 15 هجريًا. فقد تم تدميره بشكل كامل بتاريخ 19 أكتوبر. كما أشار الخطاب إلى  أنه لا يمكن ترميمه أو استعادته مرة أخرى.

٢- جامع الشيخ سليم أبو مسلم فى بيت لاهيا، وفيه مقام هذا الشيخ. ووفقًا للخطاب لا يمكن ترميمه مرة أخرى.
٣- جامع الشيخ سعد فى بيت لاهيا، وقد أصابه تدمير جزئي، ولكن يمكن ترميمه واستعادته.
٤- جامع كاتب الولاية بغزة وهو طراز مملوكى عثماني. وقد جرى تدميره جزئيًا بتاريخ ١٧ أكتوبر الماضي.
الكنائس الأثرية
تم تدمير كنيستين من إجمالى أربع وهما:

١- كنيسة القديس بروفيرويس ٤٠٦م، وهى أقدم كنيسة فى غزة، حيث جرى تدمير مبنى مجلس وكلاء الكنيسة بشكل كلي، بجانب أضرار وصفت بالجسيمة للكنيسة. كما استشهد داخلها أكثر من ٢٠ شهيدًا وهم العائلات المسيحية التى لجأت لها هرباً من القصف الإسرائيلي، وذلك بتاريخ ١٩ أكتوبر.
٢- كنيسة العائلة المقدسة للاتين، إذ أسسها الأب جان موريتان فى غزة عام ١٨٦٩، ودمرت بشكل جزئى بسبب قصف غير مباشر أدى لتشققات فى الجدران والنوافذ، وقد لجأ إليها أهل غزة خلال عدوان أكتوبر ٢٠٢٣.

المواقع الأثرية والتاريخية المدمرة

١- المستشفى الأهلى المعمدانى ( يضم الكنيسة المعمدانية ) تأسس عام ١٨٨٢م، من قبل جمعية الكنيسة الإرسالية التابعة لكنيسة إنجلترا، وأداره لاحقًا المذهب المعمدانى الجنوبى كبعثة طبية بين عامى ١٩٥٤ و١٩٨٢، عاد المستشفى تحت إدارة الكنيسة الأنجليكانية فى الثمانينيات. فقد تعرض للقصف الإسرائيلى فى 17 أكتوبر، مما أدى لسقوط مئات الشهداء والجرحي، وأدى إلى دمار كبير فى المبانى الرئيسية والملحقة.

٢- تم تدمير دائرة الآثار والمخطوطات التابعة لوزارة الأوقاف حيث استهدفت بشكل كامل خلال قصف مباشر من طائرات الاحتلال خلال قصفها لمسجد العباس. وهى تضم مكتبة العباس التاريخية، وتضم كتبا حجرية وبعض المخطوطات التاريخية وقد حرقت بالكامل، وأصبحت غير قابلة للترميم.
أما بالنسبة للمواقع الأثرية التى تضررت بشكل غير مباشر بأضرار جزئية ومازالت مهددة فهي:

١- مقبرة الإنجليز، والتى يعود تاريخ إنشائها لعام ١٩٠٤، ومبنى بلدية غزة والذى يعود لعام ١٨٩٣.

٢- حمام السمرة وهو طراز عثماني، مملوكى وتم تأسيسه قبل ٨ قرون.

٣- الجامع العمرى الكبير غزة حيث تم بناؤه قبل الفتح الإسلامى وكان يستخدم كمعبد كنعاني، ثم كنيسة بيزنطية.

٤- تل رفح وهو موقع أثرى يعود للفترتين اليونانية والرومانية.

٥- قصر الباشا وهو يعود للعصر المملوكى ١٢٦٠ ميلاديًا.

٦- الكنيسة البيزنطية جباليا وتم تأسيسها عام ٤٤٤ ميلاديًا.

٧- مسجد السيد هاشم ويضم قبر جد الرسول هاشم بن عبد مناف.

شهداء وجرحى يعملون
فى مجال التاريخ والآثار
حسب الاحصائيات الأولية فقد أصيب ونزح العشرات، واستشهد ٤على الأقل من العاملين فى مجال التاريخ ومنهم:

١- المؤرخ جهاد المصرى أستاذ التاريخ فى جامعة القدس المفتوحة ومدير الفرع فى خان يونس استشهد فى منزله ومع عائلته.
2- المهندس رمزى حمودة نائب رئيس مجلس بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية والتى تختص بشؤون التاريخ استشهد مع زوجته وابنته فى غارة على رفح.

٣- عائد أبو جياب أمين سر مجلس بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية. استشهد فى منزله فى النصيرات مع أولاده.

٤- مروان ترزى مؤرشف تاريخ غزة وفلسطين المصور الذى يضم أقدم الصور عن المدينة وأرشيف الحياة الاجتماعية والاقتصادية فيها، حيث استشهد فى الغارة على كنيسة بروفيريوس.

يذكر أن مجلس الآثاريين العرب قد أشار إلى أن هذه الجرائم التى تقوم بها إسرائيل تعد مخالفة صريحة لسلطة الاحتلال وفقًا لاتفاقية لاهاى 1954 لحماية الممتلكات الثقافية فى حالة النزاع المسلح، حيث قصفت إسرائيل المواقع الأثرية والكنائس والمساجد، كما قامت بعملية حرق للمخطوطات، وهو الأمر الذى يعد تحديًا لكل الاتفاقيات الدولية ومخالفة بنودها.

المادة 5 من اتفاقية لاهاى

• تشير المادة الخامسة من اتفاقية لاهاى والتى وضعت تحت اسم «الاحتلال» حيث تنص على أن الأطراف الدولية التى تحتل كلًا أو جزءاً من أراضى أحد الأطراف الدولية عليها احترام الممتلكات الثقافية والمحافظة عليها. 

إذا اقتضت الظروف اتخاذ تدابير عاجلة للمحافظة على ممتلكات ثقافية موجودة على أراض محتلة تعرضت لأضرار نتيجة لعمليات حربية وتعذر على السلطات الوطنية المختصة اتخاذ مثل هذه التدابير، فعلى الدولة المحتلة أن تتخذ إجراءات وقائية، وذلك بالتعاون الوثيق مع السلطة المحلية.

ويجوز وفقًا لأحكام المادة السادسة  وضع شعار مميز على الممتلكات الثقافية لتسهيل التعرف عليها. 

اقرأ ايضا :- المتحف اليوناني الروماني وترميم حصن بابليون.. مشاريع أثرية جاهزة للافتتاح بعد التطوير 

وأشار الاتحاد إلى أن سلطة الاحتلال خالفت المادة الرابعة من الاتفاقية والتى جاءت تحت اسم «احترام الممتلكات الثقافية» ونصها:-

• تتعهد الأطراف الدولية المتعاقدة بتجريم أى سرقة أو نهب أو تبديد للممتلكات الثقافية ووقايتها من هذه الأعمال ووقفها عند اللزوم مهما كانت أساليبها، وبالمثل تجريم أى عمل تخريبى موجه ضد هذه الممتلكات، كما تتعهد بعدم الاستيلاء على ممتلكات ثقافية منقولة كائنة فى أراضى أى طرف سام متعاقد آخر.

•تتعهد الأطراف الدولية المتعاقدة بالامتناع عن أية تدابير انتقامية تمس الممتلكات الثقافية.