صباح الفن

السينما الفلسطينية.. نظرة أخرى

انتصار دردير
انتصار دردير

كانت السينما الفلسطينية، ولاتزال، حاضرة فى طرح قضيتها العادلة، ولم يقتصر حضورها على بلادها، بل خرجت للعالم بمهرجانات كبرى فحازت جوائز مهمة، وقد سعت دوماً لطرح واقع مر يعيشه الفلسطينيون داخل أراضيهم المحتلة، وظلت فلسطين هى المشروع الأول لكل مخرج منهم، فالفيلم هو سلاحه لمقاومة الاحتلال، إذ يكتسب به أرضاً جديدة ليشاهده جمهور غربي، فيدرك الحقائق بعيداً عن التزييف والتضليل الذى تمارسه آلة الدعاية الصهيونية التى تسيطرعلى الإعلام الغربى وتطمس كثيراً من الحقائق.

هذا الحضور عالمياً حققه مخرجون كبار، على غرار إيليا سليمان عبر أفلامه، وفى مقدمتها «يد إلهية» الذى حصل به على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان، مرورا بـ «مى المصري» التى طرحت أزمات المرأة الفلسطينية عبر أفلام وثائقية وروائية، ونجوى نجار التى حاز فيلمها الأول «الرمان والمر» 10 جوائز دولية، وهانى أبو أسعد الذى وصل بفيلمه «الجنة الآن» للقائمة النهائية بترشيحات الأوسكار 2006، كما فاز عنه بجائزة «جولدن جلوب» لأفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية، وآن مارى جاسر، ودارين سلام ، وغيرهم.

ومثلما يعانى الشعب الفلسطينى أشد معاناة فى ظل الاحتلال الإسرائيلى، يواجه السينمائى الفلسطينى معاناة كبيرة حتى يخرج فيلمه للنور، بدءاً من مشكلة التمويل حيث لا يتمكن من إنتاج الفيلم عبر منتجين فى بلاده فقط، كما لا يحظى بتمويل الدولة، فيلجأ لجهات إنتاجية وصناديق تمويل خارجية، أغلبها أوروبية، كما تحصل بعض الأفلام على دعم عبر مهرجانات سينمائية غربية وعربية.

وإذا ما نجح المخرج فى حل مشكلة التمويل، تقفز مشكلة التصوير داخل بلاده، إذ لابد من الحصول على تصاريح إسرائيلية، حيث يواجه عنتاً شديداً فى ذلك ، فيضطر للجوء للتصوير خلسة دون تصاريح، وقد ذكر لى المخرج الفلسطينى أمين نايفة أنه اضطر لتصوير فيلمه «200 متر» بشوارع الضفة الغربية التى تخضع للسيطرة الإسرائيية وتمتلئ بأبراج المراقبة ونقاط التفتيش والحواجز دون ترخيص لأن مصيره الرفض.

المثير أنه بعد كل هذه المعاناة لا يجد الفيلم الفلسطينى ترحيباً بعرضه جماهيرياً فى البلاد العربية حسبما أكد المخرج هانى أبو أسعد، إذ يعدونه «فيلماً كئيباً» مع أنها أفلام تنبض بالعذوبة والإنسانية والمستوى الفنى المتميز وإلا ما سعت إليها المهرجانات العالمية، لذا تحتاج السينما الفلسطينية لنظرة أخرى من العرب أنفسهم.