أوراق شخصية

الهولوكوست الإسرائيلى!

أمال عثمان
أمال عثمان

كم فلسطينياً يجب أن يُقتل حتى تتوقف الحرب على غزة؟!، هل قتل 6 أطفال كل ساعة كافٍ؟!، هل قتل 4 نساء كل ساعة كافٍ؟!، هل قتل أكثر من 10 آلاف إنسان خلال30 يوماً كافٍ؟!، هل جرح 25 ألف فلسطينى كافٍ؟!، هل تدمير240 ألف وحدة سكانية على رءوس سكانها كافٍ؟!، هل شهر كامل بلا غذاء أو ماء أو دواء أو كهرباء أو مأوى كافٍ؟!.

تساؤلات مشروعة لا تجد لها إجابات، أطلقها محمد أشتية رئيس الوزراء الفلسطينى، خلال كلمته- أمس الأول- بالمؤتمر الإنسانى فى باريس، بعد مجازر الاحتلال الصهيونى النازى، وسحق الأطفال والمدنيين العزل ومحاصرتهم، وبعد الصلف والغطرسة والتجاهل المتعمد لقرارات المنظمات الدولية، والمطالبات الغربية بوقف إطلاق النار، وضرْب عرض الحائط بكل قوانين الحرب الدولية، وقيم المجتمع الغربى الإنسانية التى يتشدق بها، وتشويه صورته الأخلاقية والإنسانية أمام المجتمع الدولى. 

ما أشبه اليوم بالأمس، ذات الكلمات والعبارات القبيحة، والادعاءات والأكاذيب التى كان يرددها «أدولف هتلر» فى حق اليهود، معتبراً أنهم نسل خرج ليدمر البشرية، ويجب قتلهم جميعاً قبل أن يُدمروا العالم، ويصفهم بالفئران ليبرر إبادتهم وحرقهم بدم بارد، يرددها الآن النازى الجديد «نتنياهو» وحكومته المتطرفة ضد الفلسطينيين، ويصفهم أعضاؤها بالحيوانات البشرية لتبرير الهولوكوست الجديد، والإبادة العرقية للشعب الفلسطينى، وضرب أبنائه بالقنابل الفوسفورية الحارقة، وتجويعهم وتهجيرهم قسرياً، سواء من غزة أو من المدن المحتلة بالضفة الغربية، وسط ازدواجية قبيحة ومشينة للمعايير والقوانين، تنتهجها أمريكا ودول غربية منحازة للدولة الصهيونية الفاشية. 

وإن كان الخطاب الغربى بدأ يتغير، نتيجة ضغوط القوى السياسية والاحتجاجات والمظاهرات المطالبة بوقف الجرائم الصهيونية، مما دفع دولاً أوروبية لإعادة صياغة خطابها ومواقفها، وسمعنا «شارل ميشيل» رئيس المجلس الأوروبى يطالب بالالتزام الأخلاقى بمبدأ عدم ازدواجية المعايير، وانتقاد «مارك بوتنجا» النائب البلجيكى لسياسة الكيل بمكيالين الأوروبية، ورأينا نائبة رئيس وزراء بلجيكا تطالب بحرمان منتجات إسرائيل من الدخول للسوق الأوروبية، وشاهدنا استقالات فى مجلس العموم البريطانى، مما جعل رئيس لجنة الاستخبارات بالكونجرس يعترف بأن إسرائيل تخسر الرأى العام العالمى كل يوم لصالح المقاومة الفلسطينية.

إن ما تفعله الدولة النازية يا سادة.. ليس إلا مشروعاً صهيونياً مُعداً سلفاً، يستغل هجوم 7 أكتوبر ذريعة لتنفيذه، وهو ما أكده وزير التراث الإسرائيلى حين طالب بإلقاء قنبلة نووية على غزة!!