أوبريت «راجعين» .. صرخة عربية من أجل فلسطين

أوبريت راجعين
أوبريت راجعين

ندى‭ ‬محسن

“مفتاح البيت بقلبي.. وأنا راجع وبإيدي ولدي .. ولو كل العالم كان ضدي.. أنا راجع يا بلادي راجع” .. هذه هي الكلمات الرئيسية التي ارتكز عليها أوبريت “راجعين”، حيث الأمل الذي يعيش عليه الشعب الفلسطيني، ويتجدد في قلوبهم دومًا آملين النصر القريب، والعودة إلى أرض الوطن، وتعميرها من جديد، والعيش فيها بسلام.

تحت شعار “لو رحل صوتي ما بترحل حناجركم”، اجتمع 25 فنانًا من مختلف الدول العربية بهدف توصيل رسالة وصرخة أشقاءهم الفلسطينيين، اللذين يتعرضون يوميًا لكافة أنواع الانتهاكات لحقوق الانسان، ودعمهم بشتى الطرق إما عن طريق التبرع بالعائد المادي للأوبريت لصالح صندوق إغاثة أطفال فلسطين، وهو الربح الذي لن يتوقف لسنوات قادمة، حيث يذهب ريعه مباشرة بمجرد الاستماع إلى الأوبريت عبر مختلف المنصات الموسيقية، أو عن طريق تدشين حساب تحت اسم “راجعين” عبر تطبيق “إنستجرام”، وتسخيره لدعم ومساندة القضية الفلسطينية، والمساعدة في نشر الحقائق، والتوعية بها.

بعث الأوبريت برسالة صمود وثبات وقوة سواء من خلال الكلمات أو طريقة أداء الفنانين، وأيضًا من خلال المشاهد واللقطات الحية في فيديو مدته 8 دقائق، والتي تبرز نضال الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه، ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي بكل ما أوتى من قوة، ورغم الخلفية السوداء التي صاحبت الصورة الإخراجية للفيديو كليب، وملابس الفنانين المشاركين، إلا أن مشاهد بسمة الأطفال التي رافقت الصورة الحية للفيديو كليب عكست رغبتهم وحُبهم للحياة، والمرح واللعب، وأعطت صورة أكثر اشراقًا وسط العتمة التي يعيشها العالم العربي.

واختار الفنانون التعبير عن أصواتهم ورسالتهم بطريقة عصرية متماشية مع لغة الجيل الجديد من الشباب، وهو أسلوب “الراب” الذي أصبح يُلاقي نجاحًا وانتشارًا أكبر في العالم العربي، وربما هذا هو السبب وراء الاعتماد على هذا اللون في تقديم الأوبريت، فضلاً عن إنه أحد أساليب الغناء المتعارف عليها في الحديث عن قضية شائكة سواء كانت إجتماعية، سياسية، أو شخصية.

الجميع كان على قلب رجل واحد من أجل الدعوة للوحدة والعدالة والحرية في فلسطين، فلم يُشكل بُعد المسافات بين الفنانين أزمة في خروج العمل إلى النور، وتصويره على طريقة الفيديو كليب، حيث تم تسجيل الأوبريت بين الأردن وتونس، في حين تم تصوير معظم مشاهد الفيديو كليب في الأردن بحضور الفنانين عفروتو ومروان موسى ودينا الوديدي، وتم تصوير باقي المشاركين عن بعد كلا في بلده، وذلك تحت إدارة المخرج الفلسطيني عمر رمال والمخرج الليبي أحمد كويفية والمنتج ناصر البشير.

حملت هذه التجربة في كواليسها العديد من التفاصيل، ففكرة تجميع 25 فنانًا من دول عربية مختلفة ربما تُوحي بأن الأمر لم يكن يسيرًا، لكن المنتح والموزع الموسيقي ناصر البشير أوضح أن الأمر كان سهلاً لاسيما أن الجميع أبدى حماسه للمشاركة في العمل بعد أن كان سيقتصر على مشاركة فنانين أردنيين فقط، لافتًا أن القضية تُهم وتشغل بال كل عربي، واستغرق العمل على الأوبريت 12 يومًا حتى يخرج إلى النور في أفضل صورة مُمكنة من حيث الصوت والصورة والأفكار، وشارك آخرون أيضًا بتقديم المساعدة في كل ما يخص العمل كل في تخصصه، حيث كان للصحفيين في غزة دور في إمداد القائمين على العمل بالصور والمشاهد واللقطات الحية التي صاحبت الفيديو كليب، كما تطوع آخرون من مصر وليبيا بتصميم الجرافيك، وفتح آخرون أبواب استديوهاتهم لتسجيل الأوبريت.

ويتعرض الأوبريت منذ اليوم الأول لطرحه لمحاولات حجب وتقييد على موقع “يوتيوب”، حيث تظهر رسالة بمجرد الضغط على رابط العمل تقول: “قد يكون هذا الفيديو غير مناسب لبعض المستخدمين”، ولن يستطيع أحد مشاهدة الفيديو أو الاستماع إلى الأوبريت إلا إذا كان يمتلك حسابًا على موقع “يوتيوب” يسمح له بتسجيل الدخول، والتعرف على سن الشخص المستخدم، كما تم حجب مشاهدة الأوبريت في أوروبا.

ورغم إعلان جميع الفنانين بأن مشاركتهم في العمل جاءت بشكل تطوعي أي بدون مقابل، ورغم تأكيد أيضًا أن الربح المادي الذي سيُجنيه الأوبريت من خلال نشره عبر المنصات الموسيقية المختلفة سيعود لصالح صندوق إغاثة أطفال فلسطين، إلا أنهم تعرضوا لموجة هجوم حادة من قبل رواد مواقع التواصل الإجتماعي، حيث رفض البعض طريقتهم في مساندة ودعم الشعب الفلسطيني قائلين “مبروك تحررت فلسطين”، أو “الناس بتموت واحنا بنغني ونرقص، عُمر الأغاني والكلام ما حرر بلاد”، بينما على الجانب الآخر دافع عنهم مجموعة أخرى مؤكدين أن كل منهم يحاول تقديم الدعم ونشر الوعي بطريقته، وبالوسيلة التي يمتلكها، وهو الهدف الذي يجتمع عليه الكثير من الفنانين، الرياضيين، السياسيين،  والمؤثرين كل منهم في مجاله وتخصصه.

وجمع الأوبريت 6 مغنيين من مصر منهم نجوم الراب عفروتو ومروان بابلو ومروان موسى مع دينا الوديدي ودنيا وائل وأمير عيد، بمشاركة فلسطينية لكل من دانا صلاح وسيف شروف وعصام النجار ووسام قطب وعمر رمال وزين، بجانب فؤاد جريتلي من ليبيا ودافنشي من السودان وفورتيكس من الكويت، إضافة إلى بلطي ونوردو من تونس والمغربي سمول اكس والثنائي اليانج وراندر من اليمن والسعودية، والسورية غالية شاكر، بمشاركة سيف بطاينة من الأردن، وخرج الأوبريت للنور بمساهمة كل من الكاتبة الأردنية حياة أبو سمرة والفنانة الأردنية فرح حوراني وريم كانج وهبة أبوحيدر.

 

اقرأ أيضا : تعليقا علي طوفان الأقصي l أحمد مكى: ما يحدث بداية زوال جيش الشيطان


 

;