«الطهي بالحطب والتنقل بالكارو».. نمط الحياة القديم يعود في غزة بسبب الحرب

نمط الحياة القديم يعود في غزة بسبب الحرب
نمط الحياة القديم يعود في غزة بسبب الحرب

منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر المنصرم، قامت إسرائيل بفرض حصار صارم على القطاع وتجاهلت احتياجات سكان غزة، مما أدى إلى انقطاع الوصول إلى الاحتياجات الأساسية للمدنيين، حيث تم قطع المياه والكهرباء والوقود والغاز بشكل متعمد، مما زاد من معاناة الأهالي في غزة بشكل كبير، وكان الوقود والغاز من بين الاحتياجات الأساسية التي تأثرت بشدة بالانقطاع، حيث تعذر على السكان تحضير الطعام بسهولة نظرًا لنقص هذه الموارد الأساسية.

وتفاقمت الأزمات الإنسانية في القطاع بشكل كبير، مما أدى إلى نزوح الآلاف من السكان من منازلهم وأماكن إقامتهم، بعدما تعرضت هذه المنازل لقصف عنيف من قبل طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى تدميرها، فنزح الأشخاص المتضررين إلى مراكز الإيواء والمدارس والمستشفيات المكتظة بالجرحى، حيث أصبحت هذه الخيم المؤقتة الوحيدة المتاحة للكثيرين منهم للعيش في هذه الظروف الصعبة خلال فترة النزاع في غزة.

ومع توقف معظم المخابز عن العمل في القطاع وتدمير العشرات منها بفعل الاحتلال الإسرائيلي ونفاذ مخزون الغاز بعدما قطعه الاحتلال الإسرائيلي عن القطاع، بدأ الأهالي يلجؤون إلى وسائل بسيطة ليتمكنوا من إعداد الطعام، وكانوا يجمعون ما يمكن العثور عليه من غصون الأشجار الصغيرة، وبدأوا بجمع الحطب والورق واستخدموهما لإشعال النيران تحت أوعية معدنية ليحضروا القليل من الطعام، فأصبحت هذه الطريقة البدائية الخيار الوحيد المتاح لهم لسد جوعهم وصنع القليل من الخبز والحساء لهم ولأطفالهم.

وعلى الجانب الآخر في القطاع، نرى أن الحرب جرفت القطاع إلى مشهد مأساوي، وعادت الحياة فيه إلى أساليب بدائية وتقليدية، فلم يعد هناك وسائل حديثة لنقل الضروريات والمساعدات، بل أصبحت العربات المجرورة بواسطة الحمير أو ما يعرف بعربات الكارو هي الوحيدة التي تقوم بهذا الدور، في ظل اصطفاف السيارات على جانبي الشوارع متوقفة بلا وقود، مما يضطر الأهالي  إلى الاعتماد على عربات الكارو هذه، حتى أصبحت الوسيلة الوحيدة للتنقل بين مدن القطاع في هذا الوقت الصعب المترافق مع الحصار.

فالأهالي يلجأون إلى طرق بسيطة وبدائية، حيث لم يعد أمامهم أي خيار آخر أيضًا لنقل النازحين والمصابين والضحايا سوى هذه العربات التي تندفع بضربات متتالية بعصي سائقيها، هذا المشهد يبدو وكأنه قادم من العصور الوسطى، ولكنه واقع مرير يعيشه السكان في القطاع بالفعل.

فسكان غزة يعيشون اليوم ظروفًا تذكرنا بالحياة في العصور البدائية، حيث يبدو القطاع وكأنه قد عاد إلى الوراء بعقود من الزمن، يضطرون إلى الاعتماد على وسائل بسيطة للطهي وكذلك التنقل بين مكان وآخر، فيعيش سكان القطاع تحت وطأة المعاناة والألم والفقد والقتل والدمار والخراب يومًا بعد يوم.