32 يومًا على عملية "طوفان الأقصى".. كيف يرى العالم حرب الاحتلال على غزة؟

العدوان الإسرائيلي على مخيم جباليا
العدوان الإسرائيلي على مخيم جباليا

كنسية المعمداني، مخيم جباليا، والمساجد، وحتى المستشفيات لم تسلم من العدوان الدموي، الذي يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة على خلفية قيام فصائل المقاومة الفلسطينية بعملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي، مما دفع عدد من الدول لتقديم الدعم لإسرائيل في بداية الأحداث التوترات، من منطلق "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لكن مجازر الكيان الصهيوني والهجوم البري لـ "القضاء" على فصائل المقاومة أثار انتقادات واسعة النطاق، ويبدو أن بعض الدول قد عدلت مواقفها من الحرب.

في 27 أكتوبر الماضي، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو إلى "هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة"، بين القوات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية.

وردًا على قرار الأمم المتحدة وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، قرار الأمم المتحدة بأنه "حقير"، في حين رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت لاحق الدعوات لوقف إطلاق النار، معتبرا أن وقف العمليات الآن سيكون بمثابة "استسلام" للفصائل.

صعّدت بعض الدول انتقاداتها لإسرائيل، واستدعت دول أخرى سفراءها أو قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب، وحتى الولايات المتحدة، التي صوتت ضد قرار وقف إطلاق النار، خففت من موقفها، إذ دعا جو بايدن إلى "وقف مؤقت" للقتال.

نستعرض في هذا التقرير ردود فعل حكومات دول العالم عن الصراع بين إسرائيل وفصائل المقاومة .

آسيا

صوتت كل دول آسيا تقريبا لصالح الهدنة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلان أن الهند كانت إحدى الدول التي امتنعت عن التصويت على قرار الأمم المتحدة، على الرغم من أنه في بيانه الأولي عقب عملية فصائل المقاومة في 7 أكتوبر، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي: "إن شعب الهند يقف بحزم إلى جانب إسرائيل في هذه الساعة الصعبة، الهند تدين بشدة وبشكل لا لبس فيه الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره".

كانت للهند في السنوات الأولى من استقلالها، علاقات وثيقة مع الفلسطينيين، وكانت السياسة الرسمية هي دعم حل الدولتين.

ولكن منذ وصول حكومة مودي إلى السلطة، عززت الهند بشكل متزايد علاقاتها مع إسرائيل.

وعلى جانب آخر دعت الصين، التي تحاول تقديم نفسها كوسيط للسلام في الشرق الأوسط "الأطراف المعنية إلى التزام الهدوء وضبط النفس وإنهاء الأعمال العدائية على الفور لحماية المدنيين"، وذلك في بيان أولي عقب هجمات فصائل المقاومة.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن "الطريق للخروج من الصراع يكمن في تنفيذ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطين المستقلة".

وبعد أسبوع من النزاع، قال وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" إن تصرفات إسرائيل في غزة "تجاوزت نطاق الدفاع عن النفس"، وأن على الحكومة الإسرائيلية "وقف عقابها الجماعي لشعب غزة".

وتبنت باكستان، التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لهجة محسوبة في البداية، حيث دعا الرئيس عارف علوي إلى "أقصى قدر من ضبط النفس لمنع المزيد من إراقة الدماء والخسائر في الأرواح البشرية".

وكتب على موقع إكس: "الوضع يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار".

ومع ذلك، ففي أعقاب قصف مخيم جباليا للاجئين في غزة، أصبح موقف باكستان معادي لتل أبيب، حيث أدانت وزارة الخارجية الباكستانية "الهجوم الهمجي الإسرائيلي".

روسيا

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التزام الصمت خلال الأيام القليلة الأولى في أعقاب عملية طوفان الأقصى، وكانت تعليقاته انتقاد للولايات المتحدة بدلا من ذلك، مشيرا إلى أن ما حدث أظهر "فشل سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

وبعد أسبوع من بدء الصراع، صرح بوتين بأن "إسرائيل تعرضت لهجوم غير مسبوق في قسوته من قبل مسلحي فصائل المقاومة".

ولم يقدم الكرملين تعازيه لإسرائيل ولم يدن فصائل المقاومة - بل استضافت روسيا وفدا من فصائل المقاومة في موسكو في 26 أكتوبر لمناقشة إطلاق سراح الرهائن، بمن في ذلك المواطنون الروس.

واستخدمت روسيا، إلى جانب الصين، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار الولايات المتحدة في مجلس الأمن، في حين فشل القرار الثاني الذي دعمته روسيا في الحصول على العدد الكافي من الأصوات المؤيدة.

وصوتت روسيا لصالح قرار الأمم المتحدة الذي يدعو إلى هدنة إنسانية، في 27 أكتوبر.


أفريقيا

أصدر الاتحاد الأفريقي، الذي يضم 55 دولة عضوا، بيانا في 7 أكتوبر دعما لفلسطين، وأضاف أن "إنكار الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وخاصة حقه في دولة مستقلة ذات سيادة، هو السبب الرئيسي للتوتر الإسرائيلي الفلسطيني الدائم".

وقال رئيس الوزراء الصومالي، حمزة عبدي بري، إن حكومته لا تعتبر فصائل المقاومة منظمة إرهابية ومستعدة لتقديم الدعم الكامل لها.

كما أن دول أفريقية أخرى قد امتنعت عن التصويت هي الكاميرون وإثيوبيا وجنوب السودان وزامبيا.

ولم ترفض أي دولة أفريقية القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 أكتوبر المنقضي.

أمريكا اللاتينية

صوتت معظم دول أمريكا اللاتينية لصالح قرار الأمم المتحدة.

وفي الأسبوع الماضي، أصبحت بوليفيا أول دولة في أمريكا اللاتينية تقطع علاقاتها مع إسرائيل منذ بدء غاراتها على غزة، حيث وصفت الحكومة الهجمات الإسرائيلية على غزة بأنها "عدوانية وغير متناسبة".

وردت إسرائيل بانتقادات شديدة لخطوة بوليفيا، ووصفتها بأنها "استسلام للإرهاب". 

واستدعت دولتان أخريان في أمريكا اللاتينية، هما كولومبيا وتشيلي، سفراءهما بسبب الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة.

وقالت تشيلي، التي تضم أكبر عدد من السكان الفلسطينيين خارج العالم العربي، إنها اتخذت هذا الإجراء احتجاجا على "الانتهاكات الإسرائيلية غير المقبولة للقانون الدولي الإنساني".

وانتقدت كولومبيا بشدة الهجمات الإسرائيلية على غزة منذ بداية الحرب.

وقال الرئيس غوستابو بيترو، مهددا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل: "نحن لا نؤيد الإبادة الجماعية".

ورغم أن الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أدان في مستهل الأمر هجمات فصائل المقاومة ضد المدنيين في إسرائيل، ودعا إلى إطلاق سراح جميع الرهائن فوراً، إلا أنه انتقد بشدة في بيان صدر مؤخراً التوغل الإسرائيلي في غزة.

وفي 25 أكتوبر قال لولا دا سيلفا: "ما يحدث ليس حرباً، إنها إبادة جماعية أدت إلى مقتل ما يقرب من 2000 طفل لا علاقة لهم بهذه الحرب. إنهم ضحايا هذه الحرب".

وكانت باراغواي وغواتيمالا الدولتين الوحيدتين في أمريكا الجنوبية أو الوسطى اللتين صوتتا ضد قرار الأمم المتحدة.