بدون تردد

القمة العربية وتطلعات الشعوب

محمد بركات
محمد بركات

غدًا.. يجتمع القادة والزعماء العرب فى قمة عربية غير عادية بالمملكة العربية السعودية، لبحث ودراسة ومناقشة التطورات المتلاحقة والمستجدة على الساحتين الإقليمية والدولية، فى ظل العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، وممارساته الإرهابية واللا إنسانية المتصاعدة والمستمرة ضد الشعب الفلسطينى بالقطاع.

يأتى اجتماع القادة والزعماء العرب غدًا بعد مرور ما يزيد على الشهر، ودخول العدوان البشع شهره الثانى، منذ اشتعاله بإعلان إسرائيل حربها اللا إنسانية على غزة، فى أعقاب «طوفان الأقصى» فى السابع من أكتوبر الماضى.

وتنعقد هذه القمة وسط أوضاع عربية عاصفة، وظروف اقليمية ودولية ملتهبة وأجواء مضطربة، وواقع يسوده القلق وتظلله سحب داكنة ويلفه ضباب كثيف، وهو ما يجعل الصورة العربية فى عمومها غائمة الملامح ولا تدعو للتفاؤل أو حتى الاطمئنان بالقدر الكافى.

وتنعقد القمة فى ظل استمرار وتصاعد الهجوم العدوانى واللا إنسانى للقوة الغاشمة لجيش الاحتلال على غزة، ومواصلة مجرمى الحرب الإسرائيليين إلقاء القنابل والصواريخ على القطاع، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير المساكن والمنشآت وهدم كل صور الحياة فى غزة دون رادع أو مانع من المجتمع الدولى أو الضمير الإنسانى.

كما تجتمع القمة فى ظل التأييد المطلق والمساندة الأمريكية الكاملة والمعلنة، للعدوان الإسرائيلى على غزة، والرفض الأمريكى المتكرر والمستمر لصدور قرار بوقف إطلاق النار من مجلس الأمن.

وفى ظل ذلك وفى مواجهته تتطلع الشعوب العربية إلى القمة بالأمل، فى اتخاذ القادة موقفا عربيا موحدا وقويا يؤكد على ضرورة وقف العدوان على غزة، وتوقف حرب الابادة والمجازر اللا انسانية ضد الشعب الفلسطينى، والإعلان الواضح برفض كل المحاولات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية بالتهجير القسرى أو حرب الابادة.

كما تتطلع الشعوب العربية إلى اتخاذ القمة لقرار واضح بالرفض الكامل للموقف الأمريكى المساند والداعم للعدوان، والمنحاز انحيازًا كاملًا لإسرائيل،..، كما تتطلع إلى التأكيد على ضرورة البدء فورًا فى الدفع بالمسار السياسى لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس العربية.