د. بيومى: الثقة بالله والصبر من أهم دروس ملحمة غزة

د. بيومى إسماعيل
د. بيومى إسماعيل

ضربت بطولات أهل غزة فى مواجهة العدو الإسرائيلى المثل فى الثبات وهذه البطولات ألقت بظلالها على الأمة كلها فى دروس نتعلم منها.. وفى السطور القادمة نلقى الضوء على بعض الدروس المستفادة من هذه الملحمة.. يقول الدكتور بيومى إسماعيل من علماء الأزهر: قدم لنا أبناء فلسطين القدوة والمثل فى حربهم مع الأعداء أولها حب الوطن فقد كان تعبيرا فعليا وليست كلمات جوفاء؛ لأن حب الوطن يعبر عن الفكرة السوية والتربية القويمة وعلى تمكن الإيمان من القلب يقول الإمام أبو حامد الغزالي: (والبشر يألفون أرضهم على ما بها ولو كانت قفرا)، فالناس الأسوياء يحبون أوطانهم ويظهر حبهم خاصة فى الأوقات العصبية قيل لأعرابى ماذا تفعل إذا اشتدت عليك الحرارة فى الصيف فعبر عن حبه لوطنه وقال : اضع ثوبى على عصاتى واستظل بها وكأنى فى ملك كسرى. ويضيف: أيضا الدعاء وخير مثال دعاء الأنبياء لبلادهم فهذا سيدنا إبراهيم يقول: (رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات)، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يدعو للمدينة فيقول: (اللهم اجعل للمدينة ضعف ما لمكة من البركة) وأن يحبب إليهم المدينة لأنها صارت وطنا لهم، وهذا الحب والدعاء للوطن لابد أن يترجم إلى الصبر فى جميع الأوقات والبناء والتعمير فى كل المجالات.

ويؤكد: أيضا من الأحداث العظام التى يعيشها أهل غزة التضحية وهى بذل النفس والمال وكل ما يملك الإنسان قال تعالى: «إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة» ولنا فى الصحابة أروع الأمثلة فى التضحية فهذا جليبيب كان يحضر للزواج فلما سمع نداء الجهاد ذهب للمعركة وقتل ومات شهيدا، وقد رأينا أهل غزة يتحملون استشهاد عائلاتهم وهدم بيوتهم فلله درهم.

ويوضح أن من الدروس أيضا حسن الظن بالله والثقة بالنصر وهذا من عقيدة المسلم الراسخة قال سبحانه وتعالى: «وإن جندنا لهم الغالبون» وقال تعالى: «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ..»، وحسن الظن هو ما ينبغى عليه المسلم ففى الحديث القدسي: (أنا عند حسن ظن عبدى بى فليظن بى ما شاء)، وقال الإمام الشافعي: (من ظن أن الله لن يوفقه ولن ينصره ولن يرزقه فقد أساء الظن بالله)؛ لأن حسن الظن يولد الثبات والتفاؤل والثقة بالنصر أيضا الإحساس بالمسئولية وهى من علامات الإخلاص؛ فيبذل كل جهده لوطنه وقضيته ويترك لوم الآخرين وإنما يلتمس العذر للآخرين يقول علم النفس إن لوم الآخرين دائما ليس استراتيجية الناجحين بل هى شماعة الفاشلين.
نادية زين العابدين