رفض تصفية القضية وتهجير أصحاب الأرض

«الأزهر للفتوى»: لا يجوز للمسلمين التخلى عن القدس

جانب من الملتقى الفقهى لمركز الأزهر العالمى للفتوى
جانب من الملتقى الفقهى لمركز الأزهر العالمى للفتوى

أكد الملتقى الفقهى لمركز الأزهر العالمى للفتوى أنه يجب على الأمة العربية والإسلامية مساندة الشعب الفلسطينى فى استرداد أرضه المسلوبة والدفاع عن ثرواته المنهوبة، وحماية عِرضه ورفض نزوحهم وتهجيرهم وتصفية قضيتهم، حتى يزول الكيانُ المحتلُ الغادرُ الغاشم عن هذه الأرض المباركة وشدد على أن وحدة الأمة فى أوقات الأزمات فريضةٌ دينيةٌ وضرورة إنسانية.

جاء ذلك فى توصيات الملتقى الذى عقد تحت عنوان:«هيئات ومؤسسات الفتوى ودورها فى دعم القضية الفلسطينية». وأشار الملتقى إلى أن انتهاج سياسة التماهى والاندماج مع الكيان الصهيونى الغاصب، والتبرير له يعدُّ دعمًا له فى جرائمه المنكرة، ومشاركةً له فى المجازر الوحشيّة التى يرتكبها يومًا بعد الآخر فى اعتداءات بربرية، وانتهاكات صارخة لرسالات السماء وشرائع النبيين.

وأن الأقنعةُ سقطت عن وجوه مُدَّعيِ الحضارة، الذين طالما تَغَنَّوْا بالحقوق والحريات، وزعموا أنهم دعاة التسامح والتعايش والسلام؛ حينما انتهجوا سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير والتعامى عن الحقائق، حتى بدا للناظر بوضوح أن هذه الدعوات قد اختزلت فى دعم الشذوذ، والنيل من مقدساتنا وديننا الحنيف، بزعم حرية الرأى والتعبير.

وأكد أن المساواةُ بين الضحية والمجرم جريمةٌ نكراءُ، لا يقول بها إلا كلُّ مُتنكِّر لدينه وهويته ومضيع للحقوق، ظالمٍ لنفسه، مشاركٍ فى دماء المستضعفين.

وشدد على أن حق الأمَّة الإسلامية والعربية فى فلسطين و«القدس الشريف» حقٌ دينيٌ ثابتٌ أكدته النصوص الدينية القطعية، ونُصرَتُهُ قضيةُ محوريةُ أساسيةُ لن نَكِلَّ أو نَملَّ من التذكير بها، أو الدفاع عنها، ويقابلُ هذا الحقَّ واجبُ الدفاع عن هذه القضية بكل ما أوتيت الأمة من قوّة ومقدرات.

وأكد أن الكيانَ الصهيونيَّ اللقيطَ الأثيمَ ليست له أيُّ حقوقِ دينية أو تاريخية فى القدس وفلسطين، وأن ما يذكره فى هذا السياق ليس إلا أوهامًا تدخل فى جملة إدِّعاءاته الباطلة، لا أساس لها من الصحة، كما أنه لا يمكن أن يكون دليلًا مُسوِّغًا له فيما يرتكبه من جرائمَ وحشيةٍ، ومجازرَ همجيةٍ تشيب لها الولدانُ فى حق الشعب الفِلَسطينى المكلوم المظلوم.

وشدد على أنه لا يجوز للمسلمين فى بقاع الأرض عامةً وأهلِ فلسطين خاصةً التخلى عن قضية «القدس الشريف» أو المزايدةُ حولها، أو تغليبُ المصالحِ الشخصيةِ عليها، وأنه إذا ما وقعت الأمةُ فى هذا المنزلق فقد ارتكبت أمرًا شنيعًا، ومحذورًا كبيرًا، وجُرمًا عظيمًا لن تمحوه الأيام والسنون، وسيعرضُ فى كتابِ لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فى يوم العرض الأكبر «يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ».

وطلب المركز من مؤسسات الفتوى والمجامع الفقهية حول العالم دعمَ المواقف السياسية والدبلوماسية الإقليمية والدولية التى حاولت إنصافَ القضية الفلسطينية، وتعزيز إيمان الشعوب بحقوقهم الدينية والتاريخية فى فلسطين ومقدساتها.

وأكد أن تقديمَ جميعِ أنواعِ الإغاثة الماديةِ والطبيةِ والصحيةِ والنفسيةِ للشعب الفلسطينى البطل الذى يدافع عن كرامةِ الأمةِ ومقدَّساتِها المباركة، واجبٌ على الشعوب، والأمة العربية والإسلامية، وأشاد بمواقف أصحاب الرأى والفن الهادف والرياضيين، وكلُّ من كان له موقف إيجابى حِيال هذه القضية. وأيد المركزُ جهودَ الدولةِ المصرية فى الوقوف مع القضية الفلسطينية من خلال إصدار الفتاوى والبيانات، وعقد الندوات واللقاءات التوعوية، وفضح مزاعم الصهيونية وتفنيد افتراءاتها حول القضية الفلسطينية، والتصدى للفتاوى الشاذة والمتطرفة التى لا تستند إلى رسالات السماء وشرائع النبيين.

ودعا مؤسسات المجتمع المدنى إلى بذلِ مزيدٍ مِن الجهدِ لإغاثة المنكوبين فى قطاع غزة خاصةً، وفلسطين عامة، ونجدة هذا الشعب الصامد تحت وطأة القهر والمعاناة .

وأكد د.إبراهيم الهدهد عضو مجمع البحوث الإسلامية أن مواقف الأزهر لدعم القضية الفلسطينية غصة فى حلق الكيان الصهيونى وشدد د. سلامة داود رئيس جامعة الأزهر أن الاحتلال الصهيونى كيان غاصب لا يراعى حرمة للإنسانية ويمارس إبادة جماعية. وأضاف د. مصطفى الفقى أن علماء الأزهر دائمًا ما يقولون الحق فى وجه كل ظالم ووجه الدكتور التحية لشيخ الأزهر على موقفه الجاد المهم تجاه القضية الفلسطينية، وأكد أنه موقف مؤثر استنادًا إلى مكانة الأزهر وشيخه فى العالم أجمع.