بقلم واعظة

أرض القداسة والدين

نوره موسى مشرف منطقة وعظ كفر الشيخ
نوره موسى مشرف منطقة وعظ كفر الشيخ

إنَّ ما يجرى اليوم من ظلم لإخواننا فى فلسطين، دفعنى لأتكلم فى هذا المقال عن فضائل المسجد الأقصى ومكانته فى الشريعة الإسلامية، لاسيما أنَّه مسجد وُضِعَ فى أرضٍ مُباركة، كما قال المولى جلَّ وعلا فى كتابه الكريم فى سورة الإسراء:« سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ».

كما بَشَّر النبى - صلى الله عليه وسلم-أصحابه الكرام - رضى الله عنهم - بأنَّ بيت المقدس سيفتح، ولا تقوم الساعة حتى يفتح هذا البيت. وهذه البُقعة المباركة هى المكان الوحيد الذى اجتمع فيه الأنبياء جميعًا، وصلى بهم نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم-إمامًا، ومنه بدأ معراج نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم-إلى السماوات العلا.

كما أنَّه ثانى مسجد وُضِع فى الأرض: فهو ثانى المساجد فى الأرض بعد المسجد الحرام، كذلك نهى نبينا - صلى الله عليه وسلم - أنْ تشدَّ الرحال إلا لثلاثة مساجد فعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ : الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى) رواه البخاري.

فهو ثالث الحرمين. كما أنَّ أرضه هى أرض المحشر والمنشر، فعن ميمونة مولاة النبى صلى الله عليه وسلم قالت : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ قَالَ ( أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ ... ) رواه البخاري.

وقضية الأقصى أحبتى لا تخص الفلسطينيين فقط، ولا تخص العرب فقط، بل هى تخص كل المسلمين فهى أرض القداسة والدين، وعلى كل واحد منّا أنْ يلزم الدعاء والرجاء من المولى تبارك وتعالى بقلبه قبل لسانه بأنْ يجبر الله كسرهم ويقوى شوكتهم وأنْ يرد كيد المعتدين الغاضبين فى نحورهم فهو وحده ولى ذلك والقادر عليه، كما أنَّ واجبنا جميعًا أنْ نغرس فى القلوب الأمل والتفاؤل بنصر الله، وأنَّ نصره قريب.