قافلة الإمدادات الطبية المشتركة بين الأونروا والصحة العالمية تصل مستشفى الشفاء

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تمكنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) من تيسير تسليم الإمدادات الطبية الطارئة والأدوية التي تشتد الحاجة إليها من منظمة الصحة العالمية إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، شمالي قطاع غزة، بالرغم من المخاطر الهائلة التي يتعرض لها موظفونا وشركاؤنا في مجال الصحة بسبب عمليات القصف المتواصلة في غزة. 

وهذه هي المرة الثانية فقط التي تُسلَّم فيها الإمدادات المُنقذة للأرواح إلى المستشفى منذ بدء تصاعد وتيرة الأعمال العدائية وفرض حصار كامل على غزة، حيث سلمت المنظمة إمدادات طبية إلى المستشفى وسط حالة متردية من انعدام الأمن في 24  أكتوبر 2023.

وبالرغم من الترحيب بالإمدادات، فإن الكميات التي سلمناها لا تكفي على الإطلاق لتلبية الاحتياجات الهائلة في قطاع غزة، كما أن الأوضاع الطبية في مستشفى الشفاء -وهو أكبر مستشفيات القطاع وإحدى أقدم المؤسسات الصحية الفلسطينية- كارثية.

ففي الوقت الحالي، لا يوجد سوى سرير واحد لكل اثنيْن من المرضى تقريبًا. ويكتظ أيضًا قسم الطوارئ وأجنحة المستشفى بالمصابين والمرضى الذين يحتاجون إلى العلاج، وهو ما يضطر الأطباء والعاملين في المجال الطبي إلى علاجهم في طُرقات المستشفى، وعلى الأرض، وفي الخارج. ويزداد عدد المصابين في كل ساعة، في حين يعاني المرضى من آلام مبرحة يمكن تفاديها نتيجة نفاد الأدوية والتخدير. وباﻹضافة إلى ذلك، التمس عشرات اﻵﻻف من النازحين الأمان والمأوى في ساحة وقوف السيارات التابعة للمستشفى وفي أفنيته الأخرى.

ولطالما كان مستشفى الشفاء أهم مرفق صحي في مدينة غزة. وقد قدَّم أطباؤه وطواقم تمريضه وغيرهم من العاملين أصدق مثل على الاستجابة البطولية للوضع البائس الراهن. غير أنهم بحاجة إلى مزيد من الدعم. ولا يمكن، بل يجب ألَّا تُعزَل المناطق الشمالية من غزة أو تُحرَم من تقديم المساعدات الإنسانية. ولا يمكن حرمان المرضى هناك من الرعاية الصحية التي يستحقونها ويحتاجون إليها في أقرب وقت ممكن. لذا، ينبغي أن تصل المعونات إلى جميع أنحاء غزة. 

وقد أوشك مخزون المرافق الطبية من الإمدادات والوقود على النضوب. وحتى الآن، لم يُسمح بدخول أي وقود إلى قطاع غزة، بما في ذلك إلى مستشفى الشفاء منذ أكثر من شهر.

لذا، تُجدد الأونروا ومنظمة الصحة العالمية دعوتهما العاجلة لإيصال الوقود إلى الوكالات الإنسانية العاملة في قطاع غزة. فبدون الوقود، لا يمكن للمستشفيات وغيرها من المرافق الأساسية مثل محطات تحلية المياه والمخابز أن تعمل، ومن المؤكد أن المزيد من الناس سيموتون جرَّاء ذلك.

وتكتسي قدرة المستشفيات والمرافق الطبية على العمل أهمية قصوى، لا سيَّما أثناء النزاعات. وتمشيًا مع القانون الإنساني الدولي، ندعو إلى حماية جميع المرافق الطبية والعاملين والمرضى والمصابين، وإلى استمرار تدفق الإمدادات الإنسانية والوقود على نطاق واسع، وإلى توفير الوصول الآمن والسلس من أجل توصيل الإمدادات إلى المرافق الصحية أينما كانت في جميع أنحاء قطاع غزة. وندعو كذلك إلى الإجلاء الطبي للمصابين والمرضى من ذوي الحالات الحرجة.