«الفاو» خطة للنهوض بالتنمية والأمن الغذائي في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا

صورة موضوعية
صورة موضوعية

نظم أغذية زراعية مستدامة وشاملة ومرنة في المدن، نظمت المنظمة فعالية إقليمية لمدة يومين بعنوان "إشراك المدن في تحويل النظم الغذائية الزراعية المستدامة والشاملة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا".

يأتي ذلك في إطار جهود منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في المنطقة لتشجيع تبادل المعرفة والخبرات بين أصحاب المصلحة وتعزيز السياسات والإجراءات الفعالة لبناء.

كما تشهد منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا توسعًا حضريًا سريعًا، حيث من المتوقع أن يعيش أكثر من 450 مليون شخص في بلدات ومدن بحلول عام 2050. ومن بين أمور أخرى، يؤدي تزايد أعداد سكان المناطق الحضرية إلى تغييرات تدريجية في الأنماط الغذائية مع ميل إلى استهلاك المزيد من الأغذية الغنية بالطاقة والأغذية المصنعة، وإلى تعقيدات في الروابط بين سلاسل التوريد والأسواق، وانخفاض في إنتاج الغذاء في المناطق الريفية، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على توافر الغذاء وأسعاره، وبالتالي على الأمن الغذائي والتغذية في المنطقة.

وإدراكًا لهذه التغييرات، يجب أن تتكيف الأساليب التقليدية لتطوير سياسات واستراتيجيات النظم الغذائية الزراعية لكي تكون قادرة على معالجة التعقيدات عبر السياقات الحضرية والريفية

وقد كانت هذه هي الرسالة الرئيسية اليوم في الفعالية الإقليمية التي نظمتها منظمة الأغذية والزراعة، والتي هدفت إلى تعزيز دور المدن والحكومات المحلية، وتسليط الضوء على التحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجهها المدن في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في تحقيق الأمن الغذائي والتغذية وتوفير أنماط غذائية صحية من نظم الأغذية الزراعية المستدامة.

ومن جانبه قال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا: "التحضر يتزايد في منطقتنا، حيث يعيش حوالي 63 في المائة من السكان الحاليين في المناطق الحضرية، ومن المتوقع أن تنمو هذه النسبة إلى 73 في المائة بحلول عام 2050. هذا الاتجاه المتزايد يمكن أن يؤدي إلى زيادة الفقر وعدم المساواة وانعدام الأمن الغذائي وجميع أشكال سوء التغذية اليوم، تعد المدن مراكز الاستهلاك في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، لكن قدرة البلدان على الاستجابة بشكل مستدام للطلب المتزايد على الغذاء في المناطق الحضرية تتأثر بندرة الموارد الطبيعية وتغير المناخ والنزاعات.

اقرأ أيضا : بمشاركة الفاو.. إطلاق مشروع حول التنوع البيولوجي الزراعي في 3 محافظات

وأشار إلى ان يعيش 37% من سكان المنطقة بالفعل في مناطق حضرية كبيرة، ويعيش أكثر من 50% في مدن وبلدات حضرية وريفية أصغر حجما، والتي تتلقى عادة استثمارات أقل في البنية التحتية واهتماما أقل بكثير من السياسات والبحوث.

وقال الواعر، من المهم أن ندرك التحديات المشتركة والمتنوعة التي تواجهها المدن في المنطقة. تتمتع المدن الصغيرة والمتوسطة بإمكانات هائلة لتوفير فرص العمل وتوليد الدخل للشباب والنساء والمساهمة في التغذية والأمن الغذائي. وهذا يعني أنه بالإضافة إلى الحكومات الوطنية، يمكن للحكومات والسلطات المحلية أن تلعب دورًا رئيسيًا في تصميم وتنفيذ السياسات التي تعكس احتياجات وأولويات المواطنين بشكل أفضل".

تعطي منظمة الأغذية والزراعة الأولوية بشكل متزايد للنظم الغذائية الحضرية من خلال دعم المؤسسات المحلية والوطنية لدمج النظم الغذائية في سياساتها وتخطيطها وإجراءاتها في المدن الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

خطة العمل للغذاء في المناطق الحضرية هي مبادرة رئيسية لمنظمة الأغذية والزراعة للنهوض بالتنمية المستدامة والأمن الغذائي والتغذية في المناطق الحضرية وشبه الحضرية والمناطق الريفية المجاورة وهي تتألف من مجموعة واسعة من السياسات والبرامج والمبادرات التي يتم وضعها وتنفيذها بالشراكة مع أصحاب المصلحة المتعددين؛ المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية ووكالات الأمم المتحدة والوكالات الدولية والشبكات المعنية بالمدن والأجهزة والكيانات العامة والخاصة المعنية.

وتلتزم منظمة الأغذية والزراعة بضمان تحقيق نتائج قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية لعام 2021، والتي شهدت إنشاء تحالف من أجل النظم الغذائية الحضرية المستدامة والشاملة المصممة لدعم تحويل النظم الغذائية الحضرية.

وتطوير رؤية مشتركة وتعزيز الشراكات من أجل النظم الغذائية الحضرية المستدامة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وشكلت الفعالية الإقليمية خطوة مهمة نحو تطوير رؤية مشتركة وتعزيز الشراكات من أجل النظم الغذائية الحضرية المستدامة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.

ودعا المشاركون في الفعالية إلى المشاركة النشطة وإشراك أصحاب المصلحة في سد الفجوة بين المستويات المتعددة لإدارة نظم الأغذية الزراعية في البلدان. ومن خلال الاستفادة من قوة التعلم بين الأقران وتبادل الخبرات، سهّلت هذه الفعالية تبادل أفضل الممارسات بين مدن المنطقة وبلديات مختارة في شمال العالم لإظهار الحالات الناجحة للعمل الغذائي الحضري المستدام.