مركز القاهرة الدولي ينظم دورة تدريبية بمالي للتصدي للإرهاب والفكر المتطرف

دورة تدريبية بمالي للتصدي للإرهاب
دورة تدريبية بمالي للتصدي للإرهاب

عقد مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام في العاصمة المالية باماكو وبالتعاون مع الحكومة المالية من خلال وزارة الشئون الدينية والعبادة ومع بعثة الاتحاد الإفريقي في مالي والساحل MISAHEL دورة تدريبية بهدف تعزيز دور القيادات الدينية والأئمة في مجال الوقاية من التشدد والتطرف المؤدي للإرهاب، وذلك في الفترة من ٣٠ اكتوبر - ٢ نوفمبر ٢٠٢٣.

يأتي تنظيم المركز لهذه الدورة في إطار حرص مصر على تقديم الدعم للدول الأفريقية الشقيقة، وخاصة دول منطقة الساحل، من أجل التصدي للإرهاب والفكر المتطرف ودحض الأفكار والمفاهيم التي يساء  استغلالها من قبل الجماعات الإرهابية، وذلك وفقا للأولويات الوطنية، ومن خلال تبني مقاربة شاملة تستند إلى التجربة المصرية الرائدة ذات الصلة، وهي مقاربة لا تقتصر علي البعد الأمني وإنما تمتد لتشمل الجوانب الفكرية والاقتصادية والتنموية، وهو ما يمثل أحد أهم محاور منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين الذي يتولى مركز القاهرة مهام سكرتاريته التنفيذية.

من ناحية أخرى، يأتي هذا البرنامج التدريبي اتصالاً بلقاء وزيري خارجية البلدين في سبتمبر الماضي، وما تم التأكيد عليه خلاله فيما يتعلق بدعم مصر لجهود الدولة المالية الرامية لمُكافحة الإرهاب بما يشمل التوسع في مسارات الدعم الإنمائية وبناء القُدرات، بما في ذلك من خلال نشاط مركز القاهرة الدولي.

عقدت الدورة التدريبية بمشاركة ٢٩ من الأئمة والقيادات الدينية، وتم خلالها تقديم محتوى تدريبي شامل يتم إعداده وتقديمه بالاشتراك مع علماء في الشريعة الإسلامية وفي إطار التعاون القائم بين مركز القاهرة الدولي ومرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بحيث يتم تعريف هذه القيادات بأهم العوامل التي من شأنها أن تؤجج من حدة الفكر المتطرف وتمكينها من دحض الخطاب المتطرف وصياغة خطاب قائم على قيم ومبادئ التعايش السلمي في الشريعة الإسلامية السمحة، وذلك استناداً لدورهم المؤثر والحيوي داخل مجتمعاتهم.

افتتح الدورة الدكتور محمد عمر كوني، وزير الدولة للشئون الدينية والعبادة في دولة مالي والذي أعرب عن تقديره لدور مصر الريادي في مجال مكافحة الإرهاب وحرصها على تقديم كافة صور الدعم لدولة مالي لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يعيق تحقيق السلام والتنمية المستدامين، كما أشاد بالدور الهام الذي يقوم به مركز القاهرة الدولي في مجال بناء القدرات وجهوده المقدرة لعقد هذه الدورة الهامة. 

وأكد السفير طارق عبد الحميد، سفير مصر في مالي، عمق العلاقات التاريخية بين مصر ومالي والدور المحوري الذي تقوم به مصر كمنارة للتعاليم الدينية الوسطية والمعتدلة لمواجهة ودحض الفكر المتطرف.

أشار السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، مدير مركز القاهرة الدولي في كلمة مسجلة خلال الجلسة الافتتاحية إلى أن المركز يواصل من خلال هذه الدورة التوسع في نشاطه الميداني في مجال بناء القدرات، والذي يعكس حرص مصر على دعم الدول الأفريقية على أرض الواقع وبناء قدرات كوادرها على مكافحة الفكر المتطرف من خلال معالجة أسبابه الجذرية وتبني النهج الوقائي والحلول المستدامة والاستجابات الشاملة مع مراعاة مبدأ الملكية الوطنية وخصوصية مجتمعاتها، واخذاً في الاعتبار ما تواجهه القارة الأفريقية من تهديدات ارهابية ، حيث يشير  تقرير المؤشر  الدولي للإرهاب إلى ان منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا سجلت أعلى زيادة في وفيات الإرهاب في عام ٢٠٢٢، في حين شكلت منطقة الساحل وحدها ٤٣% من وفيات الإرهاب العالمية. 

وقد أعرب مدير عام مركز القاهرة عن تقديره للحكومة المالية من خلال وزارة الشؤون الدينية والعبادة - وبعثة الاتحاد الإفريقي في مالي ومنطقة الساحل (MISAHEL)، وكذلك الحكومة الأسترالية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لدعمهم لهذه الدورة.

من جانبه، شدد السيد زينيث فولجنس، القائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي في مالي ومنطقة الساحل، على أهمية هذه الدورة التي تعد تجسيداُ للدور الفعال للشراكات وتضافر الجهود بهدف مواجهة تحدي الإرهاب الغاشم الذي يعصف بالقارة الإفريقية، كما أثنى على الشراكة المثمرة والمتواصلة مع مركز القاهرة الدولي، كونه مركز تميز للاتحاد الإفريقي، في ضوء خبراته الممتدة في مجالات التدريب وبناء القدرات، مؤكداً على القيمة المضافة لهذا التدريب في بناء قدرات القيادات المشاركة وتمكينهم من دحض الفكر المتطرف وتفنيده.