رفض رئيس الوزراء الإٍسرائيلى بنيامين نتنياهو مجددًا وقف إطلاق نار فى غزة التى أصبحت «مقبرة للأطفال» بحسب الأمم المتحدة مؤكدًا أن إسرائيل ستتولى «المسئولية الأمنية العامة» فى القطاع بعد الحرب التى دخلت شهرها الثاني. وأكد نتنياهو خلال مقابلة تليفزيونية أجرتها معه محطة «إيه بى سى نيوز» الأمريكية أنه لن يكون هناك وقف إطلاق نار شامل فى غزة من دون إطلاق سراح «رهائننا». وأضاف: «إسرائيل ستتولّى، لفترة غير محدّدة، المسئولية الأمنية الشاملة» فى غزة.
جاء ذلك فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، المصادقة على خطط عمليات أخرى تتعلق بمدينة غزة وشمالها، وذلك بعد إعلان الاحتلال تقسيم القطاع إلى شطرين خلال العملية البرية.
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى دانيال هالجاري، إن مقاتلات الجيش تتوغل فى مدينة غزة لتعميق الضغط على حماس. وزعم أن قوات الاحتلال تتقدم فى قطاع غزة، وأن الجيش سيصل إلى كل بنية عسكرية أقامتها حركة حماس. كما زعم جيش الاحتلال أنه سيطر على «موقع عسكرى تابع لحماس» فى شمال غزة.
فى الوقت نفسه، قال ضابط استخبارات فى اللواء 14 من الفرقة المدرعة التابعة للفرقة 252، لصحيفة «إسرائيل هيوم»، إن «مقاتلى حماس يعرفون الكثير عنا، ويعرفون طريقة عملنا، ولديهم أيضا مجموعة معلومات استخباراتية يستخدمونها فى الوقت الفعلي».
وقال جندى إسرائيلى سابق، يُدعى بنزى ساندرز فى مقابلة مع شبكة «سى إن إن» : «لا أعتقد أن إسرائيل تفعل كل ما فى وسعها لمنع سقوط ضحايا من المدنيين، بناء على تصريحات أعضاء الليكود وأعضاء آخرين فى الائتلاف». وأضاف: «أعتقد أن هذا نتيجة لحقيقة أن هذه الحكومة لا تنظر إلى الشعب الفلسطينى كشركاء مستقبليين لصنع السلام معهم، وهم مقتنعون فقط بأن القوة العسكرية الساحقة ستجلب لنا السلامة والأمن، وهذا هو خطأ كارثي».
يأتى ذلك فيما تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية صمودها وأعمالها البطولية أمام قوات الاحتلال المتوغلة فى القطاع والتى تكبدت حتى الآن خسائر فادحة فى المعدات والأفراد. ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلى الفصائل الفلسطينية عند أطراف مخيم النصيرات فى وادى غزة. كما اندلعت مواجهات عنيفة غرب مدينة غزة بمحيط مخيم الشاطئ وحى الكرامة.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، أنها تدك حشود جيش الاحتلال الإسرائيلى المتوغلة فى قطاع غزة بقذائف هاون من العيار الثقيل.
وفى الضفة الغربية المحتلة، اندلعت اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال التى تواصل استفزازها للفلسطينيين فى مناطق متفرقة. واعتقلت قوات الاحتلال أمس، 56 فلسطينيـًا من أنحاء متفرقة فى الضفة الغربية، ليصل عدد المُعتقلين هناك، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى أكثر من 2200 شخص. كما ارتفع عدد الشهداء فى الضفة الغربية منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» إلى 163 شهيدًا.
