بـ ..حرية !

الناجون مؤقتا

محمد عبد الحافظ
محمد عبد الحافظ

ثلاثون يوما وانا اتابع على مدار الساعة العدوان الغاشم فى غزة على شاشات الفضائيات وعلى منصات التواصل الاجتماعى، وعلى صفحات الجرائد .. وكانت الملاحظة اللافتة لى ولكل المتابعين :

نظرة عيون الأطفال والناجين مؤقتا فى غزة وهم وسط اطلال مدينتهم، وحمم نيران مدافع وطائرات وسفن العدو الإسرائيلى، نظراتهم قوية ثابتة واثقة مؤمنة، فهم لايخافون ولايهربون ولايفرون، صامدون لايهابون الموت، وتحسب ان الموت هو الذى يهابهم، ولسان حالهم يكاد ينطق ويقول يا أهلا بالشهادة فى سبيل الوطن والأرض..رغم انهم لايملكون سلاحا ولا يدعمهم احد، وليس معهم الا الايمان بالله وبوطنهم وقضيتهم وارادة لاتنكسر وحق مستمرين فى المطالبة به ..
وعلى الجانب الاخر فنظرات الشعب المحتل فى تل ابيب زائغة، حائرة، خائفة ومرعوبة، ليس من اصوات الانفجارات ولكن من صافرات الانذار، التى بمجرد ان تنطلق، فتراهم منبطحين على الارض او فارين الى الملاجىء، او الى المطار للهروب الى أى بلد اخر امن، فلم يعد الكيان الصهيونى محققا لهم امنا ولا امانا، رغم انهم يعلمون ان العالم كله يحميهم باحدث الاسلحة من طائرات وبوارج، وباموال بلا حدود، حيث تبلغ تكلفة الحرب على غزة يوميا «ربع مليون دولار» ثمن اعتدائه على الاطفال والنساء العزل، والفاتوره يدفعها اخرون !

حتى جنود الاحتلال الذين يحتمون فى دباباتهم يتركون زملاءهم ويفرون عندما تدمر المقاومة اى دبابة، فى حين ان افراد المقاومة يهاجمونهم من اقرب نقطة باسلحة بدائية، وليس هناك وجه للمقارنة بين الاثنين فى العدد والعتاد، ولكنه الايمان بالله والقضية.

الكيان الصهيونى ضرب الرقم القياسى فى الابادة، فهو يقتل فلسطينى كل ٩٠ ثانية منذ بداية الاعتداء فى ٧ أكتوبر، ولم يكتف بل هدد احد وزراء حكومته النازية باستخدام القنبلة النووية !.

ولا استبعد ان يقوم هذا الكيان باى عمل جنونى فهؤلاء اكثر شعوب الارض تكذيبا وقتلا للانبياء .

لكن ايا كان ماتفعله قوات الاحتلال، فلن تستطيع تحقيق الامن والامان لتلك «الزائدة الدودية» الموجودة فى جسد الشرق الاوسط، ولن تستطيع ان تكسر ارادة شعب مؤمن بالله وبقضيته .
وما النصر إلا من عند الله .