بلينكن يطالب بهدنة إنسانية فى مقابل الإصرار على وقف إطلاق النار

رفض عربي موحد لموقف أمريكا الداعم لإسرائيل

اجتماع وزراء الخارجية العرب وبلينكن
اجتماع وزراء الخارجية العرب وبلينكن

■ كتب: أحمد جمال 

واجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن «لاءات» عربية عديدة خــــلال الاجتمـــاع الــذى عقده مع وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية والإمارات وقطر وممثل منظمة التحرير الفلسطينية فى العاصمة الأردنية عمان، مطلع هذا الأسبوع، وهو ما عبر عن موقف عربى أكثر وضوحاً وقوة فى وجه رغبة أمريكية لتقديم كافة أشكال الدعم إلى إسرائيل على حساب أمن منطقة الشرق الأوسط والدول المحيطة بها وفى ظل استمرار العدوان الغاشم على قطاع غزة.

◄ الحنفي: الموقف العربي وأد كل ما تردد عن مسألة التهجير لسيناء

ويمكن استخلاص مجموعة من المواقف العربية التى جرى الترتيب لها قبل انعقاد القمة والتى تمثلت فى رفض تبرير أحداث القتل والإبادة الجماعية فى قطاع غزة، ورفض أى مساعٍ لتهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن، ورفض تبرير جرائم إسرائيل باعتبارها دفاعاً عن النفس، وكذلك رفض الاكتفاء بالتوصل إلى هدن إنسانية مؤقتة والإصرار على ضرورة التوافق على وقف كامل لإطلاق النار، ونهاية برفض معايير الولايات المتحدة المزدوجة فى التعامل مع الأزمات التى تهدد الأمن والسلم الدوليين.

وتعد مواقف الدول العربية المشاركة فى اجتماع عمان إلى جانب موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن والذى التقى بلينكن أيضا فى رام الله، الأحد، وربط بين عودة السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة بحل سياسى شامل للنزاع الفلسطينى الإسرائيلي، معبرة عن حالة من التوافق العربى بشأن أسس الحل الحالية والتى تتمثل فى العودة إلى أطر القانون الدولى والشرعية الدولية وقرارات المنظمات الأممية.

وقال عباس، الذى التقى بلينكن للمرة الثانية منذ السابع من أكتوبر، إن «قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسئولياتنا كاملةً فى إطار حل سياسيٍ شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة».

ويرى مراقبون أن الموقف العربى من المتوقع أن يأخذ فى التشكل على نحو أكبر خلال القمة العربية المزمع عقدها فى 11 نوفمبر المقبل، وأن الاتجاه نحو توحيد المواقف يرجع لحجم الأخطار المتوقعة على استمرار الصراع وإطالة أمده، وكذلك ما يمكن أن يذهب إليه الاحتلال الإسرائيلى فى ظل الدعم غير المسبوق الذى يحصل عليه من الولايات المتحدة، ما يتطلب جهوداً دبلوماسية عربية على نحو أكبر وأسرع باستخدام جميع الأوراق التى تمتلكها الدول العربية على المستوى الفردى والجماعى أيضًا.

من جهته قال وزير الخارجية سامح شكري، إن «أحداث القتل فى غزة لا يمكن تبريرها» بأنها دفاع عن النفس، وطالب بتحقيق دولى فى «الانتهاكات الصارخة» فى حرب غزة، وشدد شكرى على أن «العقاب الجماعى واستهداف إسرائيل للمدنيين والتهجير القسرى للفلسطينيين لا يمكن أن يكون دفاعا عن النفس».

وذكر الوزير المصري أنه شدد على «حتمية تحقيق وقف فورى وشامل لإطلاق النار فى غزة دون قيد أو شرط، كما طالب بأن «تقلع إسرائيل عن مخالفاتها المتكررة لقواعد القانون الدولى الإنسانى وقوانين الحرب»، وأكد على ضرورة الكف عن التعامل مع الأزمات التى تهدد الأمن والسلم الدوليين بمعايير مزدوجة».

◄ اقرأ أيضًا | وزير الخارجية الأمريكي يدعو كينشاسا وكيجالي لحل دبلوماسي للتوترات بينهما

وقال شكري: «إن ما نشهده من تصعيد غير مسبوق ومأساة إنسانية ومعاناة للمدنيين هو نتيجة التقاعس عن معالجة جذور المشكلة وتأخر استعادة الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف»، وكرر «الرفض القاطع لأى محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطينى أو دول المنطقة»

وقال: «نطالب إسرائيل بالكف عن عرقلة دخول المساعدات الإنسانية، ونطالب بتحقيق دولى فى الانتهاكات الصارخة فى حرب غزة، وجدد الدعوة لإحياء عملية السلام وفق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967».

وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير على الحنفي، إن الدول العربية توافقت على قدر مهم من آليات وقف الحرب الدائرة بقطاع غزة، بعد أن جرى تصعيد فكرة حل القضية الفلسطينية من جذورها وهو  أمر يتوافق عليه المجتمع الدولى كله باستثناء إسرائيل، وذلك فى مقابل مواقف أمريكية تحاول أن تخلق واقعا جديدا لمنطقة الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكى عاد إلى ثوابت الموقف الفلسطينى كما أن الموقف العربى وأد كل ما تردد مؤخراً عن مسألة التهجير إلى سيناء أو الأردن وإخلاء غزة من سكانها.

وفى مؤتمر صحفى عقب الاجتماع قال بلينكن: «أكدنا الالتزام باستمرار العمل نحو تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط.. لا نريد توسيع النزاع وانتقاله إلى جبهات أخرى فى المنطقة»، مشدداً على أن «هدفنا إنهاء الحرب على الرغم من وجهات النظر المتباينة».

وتابع: «أكدنا ضرورة إطلاق سراح الرهائن وحماية المدنيين»، كما رأى أن «حماس لا تهتم بالشعب الفلسطيني ولا مستقبله»، وكشف أن واشنطن طالبت إسرائيل «باتخاذ تدابير لتقليل الخسائر بين المدنيين فى غزة».

وأكد بلينكن العمل «على الوصول إلى هدنات إنسانية مؤقتة فى غزة»، إلا أنه قال إن الولايات المتحدة تعتقد أن وقف إطلاق النار خلال الهجوم الإسرائيلى على غزة سيمكن حركة حماس من البقاء وإعادة تنظيم صفوفها وتنفيذ هجمات مماثلة للهجوم، الذى وقع فى السابع من أكتوبر.