تريند زمان .. الدنجوان «المطرب» كمال الشناوى !

كمال الشناوى
كمال الشناوى

كمال الشناوي كان ولازال “الدنجوان” الذي تبحث عنه كل فتاة، فهو تجسيد للأناقة والوسامة والحس المرهف، مما جعله فتى الأحلام الأول، وذلك على الرغم من براعته في أداء دور الشرير “الإستغلالي”.. تميز الشناوي بالحس الفني في أكثر من مجال، حيث كان رسامًا محترفًا، وتخرج من كلية التربية الفنية، كما التحق بمعهد الموسيقى العربية، وبدأ حياته مدرسًا للتربية الفنية والرسم، حتى بعد إحترافه التمثيل لم ينس حبه للرسم، وأقام عددًا من المعارض للوحاته في مصر والخارج، وعاد في أواخر أيامه ليقضي أغلب وقته في الرسم.

قد لا يعرف الكثيرون أن الفنان الكبير أحد “جانات” السينما في عصرها الذهبي، وكان يهوى الغناء، بل سعى أن يكون مطربًا، وعندما قامت الوحدة بين مصر وسوريا عثر الشناوي على قصيدة بعنوان “سورية ومصر” للشّاعر حافظ إبراهيم وأعجبته، واختار من أبياتها ما يعبّر عن الوحدة، وأسرع بها إلى الموسيقار فريد الأطرش، وطلب منه أن يضع لها لحناً يغنيه، ورحّب فريد بالفكرة خاصّة وأنّه سيكون أوّل ملحّن يقدّم لحناً كاملاً لكمال الشناوي.

وبالفعل أنتهى كمال من تسجيل أغنيّته التي تدرب عليها وقام ببروفاتها مع فرقة أحمد فؤاد حسن في منزل الأطرش، وحضر التّسجيل عدد كبير من مسئولي الإذاعة، وأقبل الجمهور على الشناوي لتهنئته والترحيب به  كصوت جديد في دنيا الغناء، وتحمس الأطرش لصوت الشناوي وأشاد به، مؤكدا أن له نبرات عذبة حنونة، وسيكون مفاجأة كبيرة في عالم الغناء ودنيا الطّرب.

وأسرع مدير الإذاعة وقتها للتعاقد مع الشناوى على أن يقدم 10 أغنيات فى العام، ويختار المؤلف والملحن الذي يرغب في التعاون معه، على أن يغني أولى هذه الأغنيات يوم صدور مجلة “الكواكب” في الأول من شهر إبريل عام 1958، لكن الغريب أن هذا اللحن وتلك الأغنية اختفت في ظروف غامضة.

وكانت هذه نقطة فارقة في تاريخه المهني، فالشناوي كان يتمنى دائمًا أن يصبح مطربًا، وأن كل من سمعه أكد جمال صوته، فقد كان يغني وهو تلميذ في حفلات المدرسة، وكان مشرفًا على فريق الموسيقى والغناء حينما كان يعمل مدرسًا للرسم.

لكن القدر كان له قرار آخر، حيث أتيحت الفرصة للشناوى لدخول مجال آخر وهو السينما من أوسع أبوابها كممثل وليس كمطرب، لكنه في قرارة نفسه كان يتمنى أن يصبح ممثلا ومطربا، ورغم نجاحه لم يشأ أن يفرض صوته واكتفى بالمشاركة في دويتوهات قليلة مع شادية في إطار الحبكة السينمائية ببعض الأفلام، فشارك في أغنيات “ سوق على مهلك، دور عليه تلقاه، يادنيا زوقوكي”.

وبعد إذاعة هذه الأغاني بالراديو انهالت الرسائل على الإذاعة والملحنين والمنتجين لتقترح تقديم كمال الشناوي كمطرب، وهو ماجعل نجم السينما ينتظر الفرصة التي يستطيع أن يخرج بها على الجمهور في ثوبه الجديد.

الخلاف الأشهر

كشف الشناوي عن خلافه مع الفنان أنور وجدي قائلا: “كان وقتها فتى الشاشة الأول قبل ظهوري على الساحة الفنية، وكان شكله حلو وممثل ولم يكن اتجه وقتها للإنتاج أوالإخراج، وكنت شايفه وقتها أنه كبر على الأدوار أنه يطلع لسه في الجامعة ويضحك على البنات وكده، لأن الناس مش هتصدقه، ووقتها الناس فهمتني أني هأكون منافس لأنور وجدي، وفعلا كانت حقيقة”.

وأضاف: “في مرة من المرات كنت اعمل في فيلم مع المخرج والمنتج حلمي رفلة، وإحنا في الأستوديو كنت عاوز أتكلم في التليفون، والمكان فيه جهازين للتليفون، واحد تحت والثاني في غرفة الإنتاج، فقمت برفع السماعة حتى أتصل، لكني وجدت رفلة يتحدث إلى شخص من جهاز التليفون في غرفة الإنتاج فأغلقت السماعة، وبعد بضع دقائق توقعت أنه أنهى المكالمة فرفعت السماعة مرة أخرى، لكني وجدت رفلة يتحدث مع أنور وجدي وكان زعلان جدا ويلومه على أنه عاملي 3 أفلام، ووصفني بأنى (واد من الشارع)، ومن وقتها جاتلي (عقدة) من أنور وجدي، وكنت دايما بقول أنه مابيعرفش يمثل، وبكرش”.

وفي أحد الأيام تصادف وجود وجدي والشناوي في إحدى الحفلات، ليتجه وجدي إليه قائلا: “اشتم فيا وقول مش بعرف أمثل لكن إياك وكرشي أنا زمان كان بيعدى عليا أيام كل اللي معايا رغيف عيش وقرص طعمية بس علشان مش معايا فلوس، وكنت بقسم أكلهم على فترات، ولما بقى معايا فلوس بقيت آكل كتير علشان ابقى بكرش واحس بالغنى”.

تأثر الشناوي كثيرًا بموقف وجدي وبكى بسببه، خاصة مع علمه بمرضه، ومن يومها أصبحا صديقين حتى وفاة وجدي، لتشاء الصدف فيما بعد أن يجسد الشناوي قصة حياة أنور وجدي في فيلم “طريق الدموع” بمشاركة صباح وليلى فوزي.

شادية وشقيقتها

من أبرز الثنائيات النسائية التي قاسمته بطولة الأفلام، الفنانة شادية، حيث اعتبرهما البعض ثنائيا رائعا، بعد العديد من الأفلام التي قدماها سويا وبلغت 32 فيلما، ما زالت خالدة في تاريخ السينما المصرية.

جمعت بينهما صداقة قوية منذ أربعينيات القرن الماضي، ثم بفعل المواقف والأفلام نشأت بينهما علاقة حب في الكواليس - كما قال ابن الشناوي في حوار له - وكادت تتوج بالزواج، وعلى الرغم من أن شادية كانت طوق النجاة بالنسبة له على حد قوله، وكانت من أهم الأشياء التي حدثت له في السينما، إلا أن القدر لم يكتب لهما أن يستمرا سويا، حيث فاجأ الجميع بالزواج من أختها عفاف شاكر، حيث كان يتواصل مع شادية عن طريق شقيقتها الكبرى عفاف، وفي أحد المرات تقابل كمال مع عفاف ودار حديث ضاحك بينهما، لكن والدها ظهر فجأة، والذي كان صاحب شخصية صعبة، فكال لهما الاتهامات لدرجة أربكت الشناوي، الذي اضطر أن يطلب يد عفاف حتى لا يفهم الوالد الأمر خطأ وتحدث فضيحة لها، ربما كان ما حدث هو الذي دفع شادية إلى الزواج من الفنان عماد حمدي يوم 22 يوليو عام 1953، لتغلق باب الشائعات التي تحدثت عن قصة حب بينها وبين الشناوي، وقد أثار هذا الزواج الكثير من علامات الاستفهام، لأن أحدا لم يكن يتوقع أن تتزوج شادية من آخر غير كمال الشناوي.

عاش الشناوي مع زوجته محاولا أن تكون الأمور بينهما هادئة، واتجه ليواصل عمله الفني، لكن نيران الغيرة اشتعلت في قلب عفاف، خاصة بعدما ألتقى كمال مع شادية في فيلم “عدل السماء”.

بدأت شادية تشعر بما تعانيه شقيقتها، فقررت أن تقطع علاقتها الفنية مع الشناوي، وعندما أراد المنتج حلمي رفلة أن يجمع مجددا بين شادية والشناوي في فيلمه الجديد، اعتذرت شادية.

ورغم الانفصال الفني بين شادية وكمال، إلا أن عفاف ظلت على حالها، حتى بدت الحياة بينهما مستحيلة، فقررا الانفصال بعد 3 سنوات من الزواج.

اقرأ أيضا : في ذكرى ميلاده.. تعرف على عائلة صلاح سرحان الفنية 


 

 

 

;