جمال ياقوت: « سيب نفسك » عرض متكامل بممثلة واحدة l حوار

المخرج المسرحي جمال ياقوت
المخرج المسرحي جمال ياقوت

هيا فراج الله

يعتبر المخرج المسرحي جمال ياقوت أحد المهمومين بالمسرح، فقد أسس مدرسة كريشين للفنون بالإسكندرية لإيمانه بدور فن التمثيل في بناء الشخصية، كما أسس ورأس على مدار عدة سنوات مهرجان مسرح بلا إنتاج الدولي، أخرج العديد من العروض المسرحية، منها “بنطلون روميو” و”الدنيا رواية هزلية” و”تاجر البندقية” و”دكتور زعتر” و”رحلة السيد كوكو” و”القرد كثيف الشعر”، وآخرها العرض المسرحي المونودراما “سيب نفسك” الذي حصد عدد من الجوائز خلال الفترة الماضية، منها جائزة التميز كمخرج، بالإضافة إلى جائزة  أفضل مسرحية مونودراما متكاملة وجائزة أفضل ممثلة للفنانة فاطمة محمد علي.. يتحدث جمال ياقوت مشروعاته المسرحية الأخيرة، وخاصة عرض “سيب نفسك” في السطور التالية

  ما شعورك بعد حصول عرض “سيب نفسك” على أكثر من جائزة آخرهم من مهرجان المونودراما؟

أثناء التحضيرات لبعض الأعمال يكون لدي إحساس قوي بتحقيق نجاح مبهر، وهذا ما حدث في “سيب نفسك”، فأحيانا عندما أقوم بإخراج عرض للطلبة أو مشروع تخرج أو ما شابه أحاول أن تكون النتيجة في أفضل صورة في ظل الإمكانيات المتاحة، عكس أن يكون المخرج له حرية اختيار كل عناصر العرض بداية من الممثل مرورا بالديكورات والموسيقى وباقي العناصر، وقتها أعتقد أنه لا يوجد سبب لتقديم عرض لا يحقق نجاح، لأن المخرج هو من يختار كافة عوامل النجاح.

  ماذا عن الجوائز الأخرى التي حصل عليها العرض؟

الجوائز لها حسابات أخرى ومختلفة، بدليل حصول العرض على جائزة واحدة فقط في المهرجان القومي للمسرح، لأنني أفهم جيدا أن حصول عرض مونودراما على جائزة أفضل إخراج شيء غير موجود في ثقافتنا المسرحية، وليس معنى كلامي أنني كنت استحق جائزة ولم أحصل عليها، لأنني لم أشاهد باقي العروض، لكنى أتمنى أن يتغير فكرنا المسرحي حتى نتوصل لفكرة أنه طالما هناك عرض متكامل من جميع العناصر - حتى وإن كان مونودراما - فلماذا لا يحصل على ما يستحق من جوائز، لأن هدفي الأساسي كان تقديم عرض متكامل عن طريق ممثلة واحدة، وهذا ما حدث.

  ماذا يمثل لك عرض “سيب نفسك”؟

حالة فريدة وخاصة وتجربة فخور بها، فهو يمثل الفن الذي كنت أخاف من الإقتراب منه، لأنه فن صعب، وعن نفسي 90٪ من عروض المونودراما التي شاهدتها كنت أشعر فيها بالملل بعد 10 دقائق من بدايتها، وهذا ما كنت حريص على تفاديه خلال تقديم “سيب نفسك”، وتطلب مني الكثير من التركيز والمجهود، وأن أضع نفسي طوال الوقت مكان المُتفرج، وللوصول لهذه النتيجة بذلت فاطمة محمد علي مجهودا فوق طاقتها، وكانت أحيانا تشعر بالتعب، خاصة أنها تقوم بالرقص والغناء والانتقال إلى حالات مختلفة من الحزن إلى الفرح ثم البكاء ثم العودة للرقص والغناء، بالإضافة إلى تدريبها على تحريك العرائس وهذا فن آخر يحتاج لتدريب خاص، ولم تجربه فاطمة من قبل، لكنها نجحت ومنحت كل طاقتها للعرض.

  لماذا اختارت هذا النص بالتحديد لتقوم معالجته وإخراج؟

“سيب نفسك” تجربة فريدة، لكنني لم أخطط لتقديم عرض مونودراما، لكن بحثت عن نص مناسب لما أحب تقديمه، وعندما قرأت النص الإسباني الأصلي تخيلت العرض المسرحي أمام عيني وقررت إخراجه، حتى بطلة العرض، فاطمة محمد علي، كانت تقول لي: “مش عارف جايب الثقة دي منين؟”، وكان ردي عليها أنني لدي تخيل لكل تفصيلة بالعرض، وبالتالي كان لدي حكم مسبق على النجاح، والحمد لله كل ما تخيلته تحقق بالفعل.

  ما الصعوبات التي واجهتك؟

لم تكن صعوبات قدر ما هو إلتزام بلوائح وقوانين الظروف الإنتاجية، فمثلا الموسيقى التي تقدم يوميا عزف مباشر، والفرقة الموسيقية هي جزء أساسي من العرض، لكن أجر كل عازف حوالي 250 جنيها في اليوم، وبعد خصم الضرائب تهبط إلى 200 جنيه، وفي ظل الظروف الحالية فأن هذا غير مجزي، وأنا عن نفسي واجهتني مشاكل كثيرة، وكان لدى خيارين، إما العمل بدون أجر، أو عدم تقديم العرض، لكنني اخترت تقديم العرض دون أجر، لأنني احببت هذه التجربة، ولأن كل من خالد جلال ومحسن منصور صديقين يسعدني ويشرفني أن أقدم هذه التجربة تحت اسمهما.

  هل هناك فقر في عدد من يكتبون للمسرح المصري؟

بالتأكيد يوجد مواهب مصرية جيدة، لكنني تربيت على قراءة النصوص الأجنبية، وكانت تجذب إنتباهي دائما منذ أن كنت صغيرا،  بالرغم من وجود ثروة ثقافية لكتاب مصريين وعرب لديهم نصوص رائعة يمكن تحويلها لأعمال أكثر من جيدة، لكن توجهاتي دائما تذهب للنصوص العالمية، وسبب أساسي في نجاح العرض هو الفكرة الرائعة للنص الإسباني الذي استخلصت منه الفكرة، والذي يعتبر “قماشة جيدة” لتقديم أكثر من عرض، وهنا واجهت الكثير من الأسئلة عن “لماذا لم أذكر أن العرض من تأليفي؟”، والسبب هو عدم وجود تفريق في مصر بين معنى “الدراماتورج” و”المؤلف”، وهذا ما أحرص على أن يتعلمه طلابي في جامعة الإسكندرية، وبالمناسبة فأن عرض “سيب نفسك” شجعني على كتابة بحث سأقوم بتقديمه ومناقشته خارج مصر، حول العوامل التي تتسبب في نجاح عروض المونودراما.

  تضامنا مع الأحداث في غزة.. ما رأيك في فكرة تأجيل المهرجانات الفنية لأجل غير مسمى؟  

الفن منصة جيدة لتوصيل أي مشاعر إنسانية، وكان بالإمكان استغلال هذه المهرجانات لتقديم الحقائق الغائبة، والدفاع عن القضية الفلسطينية، ولا شك أننا في حالة كرب وحزن بسبب ما يحدث لأشقائنا في غزة، لكنني كنت أتمنى أن نصل برسالتنا من خلال الفن، مع مراعاة إلغاء مراسم الاحتفالات الصاخبة إحتراما لحالة الحداد.

  ما جديدك في الفترة المقبلة؟

لدي الكثير من المشاريع التي ستقدم، فمثلا في المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية، سأقدم عرض “البوتقة”، وأيضا “القفص”، وفي كلية آداب قسم المسرح أقوم بالتحضير لعرض  “لست أنت جاراً”، واقتربت من التحضير لتقديم مشاريع أخرى. 

 

اقرأ أيضا : خالد جلال: «سيب نفسك» فوز مستحق لعرض بديع

;