سواحل أوروبا تتحول إلى مقبرة للمهاجرين

الهجرة غير الشرعية
الهجرة غير الشرعية

مي السيد

  تحولت شواطئ البحر الأبيض المتوسط الأوروبية، إلى مقبرة جماعية للمهاجرين، أما المحظوظين الناجين منهم فيكون مصيرهم الاعتقال على يد قوات الشرطة المحلية، وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن جثث المهاجرين خاصة من شمال إفريقيا وأفغانستان يتم العثور عليها بصفة مستمرة على السواحل الإيطالية واليونانية والفرنسية.

فى إيطاليا، والتى تواجه موجة شديدة من الهجرة غير الشرعية، أعلنت السلطات عن عثورها عن جثث 9 مهاجرين على الساحل؛ حيث غرق قارب قادم من تونس قبالة سواحل صقلية، وعلى متنه 5 مهاجرين جميعهم لقوا حتفهم، بجانب أربع جثث عثرت عليها منظمة عيون البحر غير الحكومية على متن قارب قادم من ليبيا، وبحسب وسائل إعلام إيطالية؛ فقد عثر على الجثث الخمس على شاطئ فى مارينيلا دى سيلينونتى، جنوب غرب صقلية، فيما اعتقل نحو عشرين شخصًا من نفس القارب لدى وصولهم.

 وارتفع عدد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين إلى إيطاليا بشكل كبير على الرغم من وصول التحالف الذى تقوده جورجيا ميلونى إلى السلطة قبل عام والذى وعد بوضع حد لذلك، ووصل أكثر من 142 ألف مهاجر على متن قوارب مؤقتة إلى سواحل شبه الجزيرة منذ يناير، مقارنة بـ 82 ألفا خلال نفس الفترة من العام الماضى، وفقا لأرقام وزارة الداخلية الإيطالية.

ترانزيت المهاجرين

وتعد اليونان مسرحًا مهمًا ومحطة ترانزيت للمهاجرين؛ حيث تكثر على شواطئها نشاط السفن غير الشرعية والمراكب المهاجرة، ويدخل آلاف المهاجرين، معظمهم من سوريا وأفغانستان وباكستان، اليونان سنويا خلال السنوات الأخيرة عبر الحدود البحرية والبرية مع تركيا، وعلى الرغم من عمليات الإنقاذ العديدة التى تقوم بها السلطات اليونانية للقوارب التى تواجه صعوبات، إلا أن العديد من حطام السفن تحدث فى هذه المنطقة، مما يؤدى فى كثير من الأحيان إلى وقوع ضحايا.

وخلال الأسبوع الماضى فقط انتشل خفر السواحل اليونانى، ثلاث جثث بعد غرق قارب مهاجرين قبالة جزيرة سيمى الواقعة بالقرب من الساحل الغربى التركى، كما عثر على ثمانية أشخاص أحياء خلال عمليات الإنقاذ التى نفذت باستخدام السفن وطائرة هليكوبتر، كما أعلن عن انتشال جثة مهاجر آخر بالقرب من جزيرة ليسبوس، وتم إنقاذ 37 شخصا بعد غرق قاربهم قرب الجزيرة.

بينما تمكن 3 مهاجرين من الوصول للداخل اليونانى، إلا أن أحدهم لقى مصرعه وأصيب آخران عقب قفزهم من الشاحنة التى كانت تقلهم إلى المدينة، وذلك خوفا من ضبطهم بنقطة التفتيش، وتم فتح تحقيق وتشريح جثة الضحية بالإضافة إلى ذلك، سمح التعرف السريع على الشاحنة التى نقلت الأفراد الثلاثة باعتقال سائقها قبل عبوره الحدود الإسبانية مباشرة وهو من أصل صربى، وكثيرا ما تتهم وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان السلطات اليونانية بتنفيذ عمليات إرجاع غير قانونية للمهاجرين نحو المياه التركية من أجل الحد من عدد الوافدين.

أرقام صادمة

وفى العام الماضى فقط، سجلت أكثر من دولة ثلاث تدفقات غير مسبوقة منذ 15 عاما على الأقل، بما فى ذلك فرنسا (301 ألف شخص)، وإسبانيا (471 ألف شخص) أو بلجيكا (122 ألف شخص)، فى حين أن عدة دول أخرى مثل المملكة المتحدة (521 ألف شخص) وكندا (437.000) حطموا الأرقام القياسية على الإطلاق، وفقا للبيانات المجمعة.

وانفجرت طلبات اللجوء، بحسب منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية الأوروبية، حيث تم تقديم مليونى طلب جديد فى عام 2022، "وهو أعلى رقم يتم تسجيله على الإطلاق حتى الآن ". وهذا ضعف ما كان عليه ف العام السابق وأعلى بكثير من الأعوام 2015-2016، عندما ولد الصراع فى سوريا موجة من المنفى نحو أوروبا.

وفى محاولة لمواجهة الظاهرة أعلنت ألمانيا، الوجهة المفضلة للاجئين من سوريا وأفغانستان على وجه الخصوص،عن إقامة ضوابط ثابتة على حدودها مع بولندا وجمهورية التشيك وسويسرا، كما أعلنت النمسا الدولة الواقعة فى جبال الألب فرض ضوابط على حدودها مع جمهورية التشيك لردع مهربى المهاجرين الذين يرغبون فى تغيير طريقهم بعد قرار ألمانيا تعزيز مراقبتها، كما فرضت فيينا قيودا على سلوفاكيا فى بداية أكتوبر. 

اقرأ أيضا : أسرار تفكيك عصابة الهجرة غير الشرعية بعد ترحيلهم من ميلانو


 

;