31 يوما من النزيف في غزة.. 450 غارة للاحتلال في ليلة واحدة

المشيعون يتجمعون حول جثامين الشهداء  فى مدينة غزة
المشيعون يتجمعون حول جثامين الشهداء فى مدينة غزة

دخل العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة شهره الثاني، إذ شن جيش الاحتلال سلسلة غارات عنيفة بوتيرة هيستيرية غير مسبوقة على مختلف مناطق القطاع ضد منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، وسط محاولات للتقدم من المحور الغربى جنوب مدينة غزة والذى وصلت فيه الدبابات إلى طريق مسدود.

واقتربت حصيلة الشهداء من عشرة آلاف فيما اقترب عدد الجرحى من 35 ألف شخص، فضلا عن آلاف المفقودين تحت أنقاض المنازل المُدمرة فى جميع أنحاء القطاع.

اقرأ أيضاً| مواجهات أمام منزل نتنياهو

وشهد قطاع غزة أمس الأول ليلة قاسية وصعبة شن فيها جيش الاحتلال 450 غارة ليحول القطاع إلى كتلة نار مع انفجارات لا تتوقف بعد قطع الاتصالات والإنترنت للمرة الثالثة خلال أقل من أسبوع، وأكدت شركة الاتصالات الفلسطينية أن الاتصالات والإنترنت بقيت منقطعة لأكثر من 15 ساعة مع شن المزيد من الغارات العدوانية، قبل أن يبدأ بالعودة التدريجية صباح أمس. وأطلقت قوات الاحتلال قذيفة مدفعية على مدرسة نازحين فى سوق مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، وتعرضت منطقة الساحل الغربى لغزة لغارات إسرائيلية مكثفة وسط سماع أصوات اشتباكات بعد إعلان الاحتلال وصول دباباته للمنطقة، ووصلت مناشدات من مخيم الشاطئ لإجلاء ضحايا ومفقودين ومواطنين بعدما قصفت طائرات الاحتلال مربعا سكنيا كاملا، وقصفت طائرات الاحتلال الطابق الثالث فى مستشفى الرنتيسى للأطفال غرب مدينة غزة، كما تعرضت أحياء غزة وبينها حى الزيتون ومحيط الشفاء وتل الهوا لحزام ضخم من الغارات.

من جانبه، دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى جوناثان كونريكوس ما تبقى من مدنيين إلى مغادرة شمال القطاع، مضيفاً: أن هذا سيسمح للقوات الإسرائيلية «بتفكيك حماس معقلا بعد آخر حتى نحقّق هدفنا النهائى المتمثل بتحرير قطاع غزة برمته من حماس».

من جهته، أكد رئيس سلطة المياه الفلسطينية المهندس مازن غنيم أن وقف امدادات المياه واستهداف البنية التحتية للمياه والصرف الصحى هو استهداف مباشر لأبسط مقومات الحياة فى غزة، مشدداً على أن الوضع وصل إلى منحى خطير جدا، وحذر من أن هذا الوضع ينذر بكارثة إنسانية وصحية وبيئية أصبحت تهدد حياة المواطنين وتزيد من احتمال انتشار الأوبئة والأمراض المُعدية.

وفى مستهل جلسة للحكومة، قال رئيس الوزراء الفلسطينى محمد اشتية: إن سيارات الإسعاف فى غزة يتم قصفها أمام أعين العالم، وقال اشتيه: إن الاحتلال الإسرائيلى يقتل الأطفال فى غزة بالقنابل، مشددا على أن الفلسطينيين لن يسمحوا لمخططات إسرائيل بفصل غزة عن الضفة الغربية، وأضاف «فى غزة شلال من الدماء يسيل».

وفى بيان مشترك نادر ، أبدى مسئولو الوكالات الرئيسية التابعة للأمم المتحدة غضبهم من عدد الضحايا المدنيين فى غزة، مطالبين ب»وقف فورى إنسانى لإطلاق النار»، وبإدخال مزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى غزة المُحاصرة. وقال مسئولو 18 منظمة تابعة للأمم المتحدة فى بيان «يتعرض شعب بكامله للحصار والهجوم، ويُقصَف السكان فى منازلهم وفى الملاجئ والمستشفيات وأماكن العبادة، وقالوا إنه منذ 7 أكتوبر سجلنا أكبر عدد من القتلى لموظفى الأمم المتحدة فى صراع واحد على الإطلاق، مشيرين إلى مقتل 77 من العاملين فى المنظمة الدولية، وأكدوا أن أكثر من 100 هجوم تعرضت لها المرافق الصحية فى قطاع غزة منذ بدء الحرب. ودعت سيندى ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمى إلى توسيع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة مع وصول الإمدادات الغذائية الحيوية إلى مستويات منخفضة بشكل خطير .ومن جهة أخرى، أعلنت المملكة الأردنية أن طائراتها العسكرية أنزلت مساعدات طبية عاجلة للمستشفى الميدانى الأردنى فى قطاع غزة، وكتب الملك عبد الله الثانى على حسابه بمنصة «إكس»: أن هذه الخطوة، تعكس واجب بلاده تجاه الجرحى والمصابين الذين يعانون جراء الحرب على غزة، وأن الأردن سيبقى السند والداعم الأقرب لأشقائه الفلسطينيين.