محمد قناوي يكتب: "الروائع العربية.. مواضيع حساسة وجريئة في مهرجان البحر الأحمر"

محمد قناوي
محمد قناوي

النظرة الأولي لبرمجة فئة الروائع العربية، ضمن عروض مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الثالثة والتي تنطلق نهاية الشهر الجاري والتي تم الأعلان عنها اليوم تذهب بنا إلي تجليات الحضور القوي لموضوعات جريئة وحساسة شغلت اهتمام المبدعين العرب، وهذا لم يأت صدفة بل حصاد الاختيارات العالية المستوى الى اشتغل عليها الناقد السينمائي أنطوان خليفة، مدير البرنامج السينمائي العربي والكلاسيكي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي وفريقه والذي يري أن ديناميكية السينما العربية وخاصةً في المملكة العربية السعودية، تشكل دليل على ازدهار صناعة السينما في المنطقة، حيث يواجه صنّاع الأفلام العرب مجموعة من المواضيع الحساسة والجريئة، حيث ينسجون روايات تبحر في قصص عن مواضيع تدور حول الأسرة وحب الوطن وإعادة استكشاف القيم، بينما يدافعون في الوقت نفسه عن السعي وراء الحرية والتعبير والهوية، وبذلك تعكس السينما العربية بشكل متزايد واقع الحياة اليومية لقد تم اختيار إحدى عشر فيلمًا ليتضمنها البرنامج وتتميز بتنوع مواضيعها الملهمة وتعدد أنواعها، من بينها فيلم "وحشتيني" وهو أول أفلام المخرج تامر رغلي، من بطولة الفنانتين نادين لبكي وفاني اردانت، ويحكي قصة امرأة مصرية تحاول التصالح مع والدتها.

كما يأتي المخرج ياسر الياسري مع فيلم"حوجن" من بطولة براء عالم ونور الخضراء، ويدور حول جنيّ سحريّ يجد نفسه مفتونًا بعائلة بشريّة تعيش معه في المنزل، لكنّها لا تستطيع رؤيته. هذا الفيلم مبنيّ على رواية "إبراهيم عبّاس" الشّهيرة ويقدم المخرج مشعل الجاسر فيلم التشويق الكوميدي "ناقة" الذي يحكي قصة فتاة مراهقة تتوه في الصحراء لتصبح طريدة لناقة حقودة، بعدما تتسبب خطأً منها في أذية صغيرها، أما المخرج فارس قدس فيقدم فيلم"أحلام العصر" الذي تدور أحداثه حول لاعب كرة قدم مشهورومتقاعد خسر سمعته، فيجد نفسه مجبرًا على التّعاون مع ابنته لاستعادة مجده عن طريق استخدام وسائل التّواصل الاجتماعي، اما المخرجة كوثر بن هنية في فيلمها" بنات ألفة" فتقدم حكاية عائلة مفككة تحاول فهم ما حدث لها عندما تلتحق ابنتيهما بجماعة"داعش" الإرهابية، في فيلم رائع يمزج بين الحقيقة والخيال و"بنات ألفة" قصة داخل قصة عرضتها المخرجة بن هنيّة وكشفت معاناة الأم مع الإرهاب واستطاعت أن تشرك المشاهد بخوض تجربتها التي باتت تهدد جيلا بأكمله، وبات حاجز الكاميرا مختفيا بين المتلقي ومخرجة الفيلم وأصبحنا نعيش في خندق واحد والعمل مع الأم لتخليص فلذات أكبادها من خطر التطرف، وهناك "هجان"للمخرج ابو بكر شوقي ، قصة إنسانية، عبر شقيقين يشارك الأكبر في سباقات الهجن، أما الصغير فلم يكن طموحه أن يكون هجّان، لكن يقع حدث ما يخل بتوازن هذا العالم ويندفع الأخير ليدخل السباق ليحقق غرضه وينتصر لشقيقه الأكبر ولنفسه على حساب أشخاص يحاولون تقييد حريته، فهذه الفكرة الأساسية للفيلم مغلّفة في أجواء رياضية" ، ويقدم المخرج السعودي جمال كتبي الفيلم الوثائقي"خالد الشيخ: بين أشواك الفن والسياسة والذي يستكشف رحلة الفنان البحريني خالد الشيخ بعد عزوفه عن مجال السياسة للسعي وراء تعلّم الموسيقى.

وتقدم المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة فيلم  "ثلاثة" والذي يعالج مشكلة الرعب النفسي والأمراض النفسية، في قالب جريء يحمل الكثير من الرسائل والأحداث المتصاعدة، والتي تقدّمها مجموعة من الممثلين العرب الموهوبين والنجم البريطاني جيفرسون هول. ومن خلال حرصها على دعم المرأة العربية وتعزيز حضورها في كل المجالات، تسلّط الخاجة الضوء في هذا الفيلم على تضحيات المرأة مع أولادها وعائلتها والصراع الذي تعيشه مع مشاكل أطفالها النفسية والصحية والجسدية، وتوضح كيف تتسابق الأمّ مع الزمن بصبر وإصرار لإنقاذهم من السواد والحالات الصعبة التي يمرّون بها.

ويحكي المخرج  المصري عمرو سلامة في فيلمه "شماريخ "عن قاتل مأجور يهرب مع امرأة، والتي كان من المفترض أن يقتلها  وذلك في إطار من الحركة والتشويق، يدور العمل حول فكرة الضغوطات التي يتعرض لها الإنسان في الحياة، من خلال رجل أعمال يقع في حب فتاة، وتصل حياته إلى مرحلة من الضغوطات المتفجرة ، وفي فيلمه " أمس بعد بكرة" للمخرج: عبد الغني الصائغ – السعودية – يتناول شقيقان يجدان باباً قديماً يعيدهما بالزمن إلى الماضي لوقت كان والدهما المتوفي على قيد الحياة، لكن وفي محاولاتهما للتواصل معه، يعلقون في الماضي.

وفي فيلم"أنف وثلاث عيون"للمخرج الممصري أميررمسيس والذي يقدم معالجة سينمائية مُعاصرة لرواية الأديب الكبير إحسان عبد القدوس، والتي تم تقديمها في فيلم سينمائي عام 1972، وقد كتب الرؤية الدرامية والسيناريو والحوار للنسخة الجديدة وائل حمدي ،يلجأ جرّاح تجميليّ مشهور إلى طبيبة نفسيّة ليتخلّص من علاقة تسيطر على كيانه مع امرأة تصغره بسبعة عشر عامًا، وأثناء محاولاته لمعرفة سرّ ارتباطه بهذه المرأة، يبدأ رحلته في استكشاف ذاته وفي فيلم" أنا الاتحاد "للمخرج الأمريكي السعوي حمزة طرزان - يروي رجل مسن لشاب صغير قصة تأسيس نادي الاتحاد وكل العقبات التي واجهت هذا التأسيس