أَيُّهَا الأَخْضَرُ المُخَصَّبُ حُلْماً
فِي عُيُونِ الَّتِي تَفِيضُ دَلَالَا
ثَمِلَتْ بِالأَقْدَاحِ فِيكَ بُرُوقِي
وَتَمَايَلْتُ رِحْلَةً وَرِمَالَا
لَهَبَ المَاءِ هَلْ سَمِعْتَ بِحُزْنِي؟
إِنَّنِي أَحْرُثُ اللَّهِيبَ تَعَالَى
لِمَ يَا رَبِّ يُعْرِضُ الوَرْدُ عَنِّي؟
وَلَكَمْ فَاضَ بِي الجَمَالُ جَمَالَا
هَا أَنَا فِي الضِّفَافِ أَقْرَأُ نَارِي
وَأُصَفِّي السَّمَا نَدىً وَاكْتِمَالَا
كَمْ يَرَانِي المَسَاءُ دَمْعاً وَحِيداً
وَيَرَانِي الصَّبَاحُ وَجْداً غَزَالَا
يَتَرَامَى بِيَ العَذَابُ بِحَاراً
أَتَرَامَى بِهِ سَماً وَهِلَالَا
يَا حَبِيبَ الأَنْوَارِ أَنْتَ حَبِيبِي
فَتَلَطَّفْ.. وَزَلْزِلِ الأَحْوَالَا
تَعِبَ الجَمْرُ فِيَّ مِنْ أَلْفِ عَامٍ
وَأَنَا فِي تَحَرُّقِي أَتَلَالَا
قُلْ لَهَا عَنْ دَمِي المُرَابِطِ فِي
آلَامِهِ الخُضْرِ.. عَزَّ عَزَّ جَلَالَا
يَا الَّتِي العُمْرُ فِي مُكَابَدَةٍ مِنْ
حُسْنِهَا أَنَّ نَقْصَهُ يَتَوَالَى
يَا الَّتِي الطِّيبُ عَبْدُهَا! وَأَنَا
يَفْرُكُنِي مَاؤُهَا سُؤَالًا سُؤَالَا
يَا الَّتِي الدَّهْرَ كُلَّهُ لَا أُسَمِّي
غِيرَةً أَنْ يَمَسَّ مِنْكِ خَيَالَا
يَا الَّتِي لَا أُفْشِي لَهَا سِرَّ مُوسِيقَى
عَلَى صَدْرِهَا تَفُورُ تِلَالَا
يَا الَّتِي فِي مَهَبِّ لَيْلَكِهَا
اللهُ تَجَلَّى سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
هَذِهِ الرُّوحُ أَتْرِعِيهَا احْتِلَالًا
غَجَرِيًّا! يَا طِبْتِ.. طِبْتِ احْتِلَالَا
أَنَا لَا أَطْلُبُ القَرَارَ لِنَارِي
عَذِّبِيهَا.. وَعَذِّبِينِي احْتِمَالَا
أَيُّهَا الدُّفُّ فِي دُوَارِ التَّجَلِّي
قَبْلَهَا كَانَتِ الجِبَالُ جِبَالَا
يَا بَسَاتِينُ! شُفْتِ مَا شُفْتُهُ مِنْهَا؟
مُحَالٌ! وَحْدِي رَأَيْتُ المُحَالَا
وَتَهَوَّرْتُ! كُلَّمَا قَالَتِ السَّمْرَاءُ:
(بِشْوِيشَ) قَالَ شَوْقِيَ: لَا لَا!
طَالَ فِيهَا سُهْدِي وَطَالَتْ عَذَابَاتِي
فَدَعْنِي! ثَأْرِي أُرِيدُ حَلَالَا
يَا بَسَاتِينُ! أَنْتِ مِسْكِينَةٌ مِسْكِينَةٌ
كَيْفَ لَمْ تَذُوبِي اخْتِجَالَا؟
أَنَا فِي بَيْدَرِ الطُّيُوبِ حِصَانِي
العَرَبِيُّ الأَصِيلُ صَالَ وَجَالَا
يَا مَعَارِيجِيَ اللِّطَافَ لِذَاتِي
يَا المَوَاوِيلُ إِذْ تَسِيلُ سِلَالَا
لَا تَذُودِي الضَّلَالَ فِيكِ صَلَاةً
فَازَ عِشْقٌ صَلَّى الجَمَالَ ضَلَالَا!