حروف ثائرة

جولدا - الإخبارية .. من هنا نبدأ

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

تحدثنا الأسبوع الماضى عما تحققه قناة القاهرة الإخبارية، بتميزها ومهنيتها فى تغطية الأحداث بالمنطقة والعالم، خاصة أحداث غزة، لتبدأ بإحتلال مكانة بارزة بين القنوات الكبري، وأشرنا للبداية القوية والمبشرة للقناة الوثائقية بمجال إعلامى مهم غبنا عنه لسنوات وعقود، ونعلم أهمية هذا التواجد للقناتين فى مواجهة إعلام دولى مغرض لا يترك فرصة للنيل من مصر وتشتيت المصريين، وتزييف كل الحقائق والإيجابيات الخاصة بمصر بكل الطرق، ومحاولة قلبها للنقيض.


وانطلاقا من هذا التزييف المتعمد لإنجازات ونجاحات المصريين، نناقش سريعا ماذا يجب بعد الخطوات المهمة للإخبارية والوثائقية؟، وتبرز اهمية هذا التساؤل وقد بارحنا للتو شهر أكتوبر واليوبيل الذهبى لذكرى النصر العظيم وعبور قواتنا المسلحة النكسة للنصر المبين، وقد شهدت تلك الذكرى عرض فيلم «جولدا» بإنتاج أمريكى بريطانى مشترك، ومخرج إسرائيلي، وكتبنا سابقا عن محاولة بث السم بهذا الفيلم المغرض الذى سعى بخبث للترويج لنصر إسرائيل بحرب أكتوبر، وهذا ما تسعى إليه ليس إسرائيل فقط إنما حلفاؤها وداعموها، ولنا فى التعاون الأمريكى البريطانى الإسرائيلى بفيلم جولدا الدليل والسند!!، عدوان ثلاثى جديد يستهدف فكر ووعى المصريين والعالم، بترويج أكذوبة مزيفة بأنها حقيقة واقعة.


 وقبل أن يتملكنا اليأس تماما، ظهرت الإرهاصات القوية للإخبارية والوثائقية، ومن هنا يجب أن نبدأ ونستمر، بل ونتشعب، أولا لابد أن نعمق قوة ونجاح القناة الإخبارية وندعمها بكل السبل، كى تتوغل بداية بالدول الكبرى تخاطب شعوبها وتقدم لهم حقيقة ما يجرى بمنطقتنا، وبعد تغطيتها لأحداث غزة نثق أنها قادرة على ذلك.


ثانيا أن تستمر القناة الوثائقية فى عرض وتقديم البرامج التى قدمتها فى ذكرى نصر أكتوبر لبناء وعى أبنائنا وحمايته من كل محاولات التشويه، ليعرف أولا إنجاز جيشه، وثانيا من هو عدوه الحقيقي، ثم بعد ذلك نقوى تلك القناة ونزيد من عمق أفلامها الوثائقية عن أحداثنا الكبرى ومنها بالطبع نصر أكتوبر، ووضع سيناء، وارتباطنا بالنيل، والحقائق التاريخية بمنطقتنا والمخططات التى تتعرض لها، كل هذا يتم بمساهمة خبراء فى مخاطبة شعوب العالم باللغة التى يفهمونها حتى نصل لعقولهم ونصلح اعوجاجها.


وقبل أن نختم، وأمام الحملة الممنهجة لتزييف حقيقة ما جرى بأكتوبر، ولتحصين وعى شبابنا، مطلوب تخصيص حصص بكل مراحل التعليم عن الحرب، وزيارات مجدولة للشباب والأسر للقناة والنقاط الحصينة التى تكشف حجم ما حققته قواتنا المسلحة بالعبور العظيم، وكذلك تعميم كتب قوية عن الحرب بالمدارس والجامعات وتنظيم مسابقات حول محتواها، بل وجعل بعضها مقررا بالمرحلة الإبتدائية والإعدادية، وتنظيم ندوات على مدار العام بالنوادى ومراكز الشباب حول النصر.
أثق أننا قادرون على فعلها داخليا وخارجيا، فلنبدأ!