«الاستيراد الشخصي للسيارات».. بين تأييد وتحذير الخبراء   

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

شهد سوق السيارات المصري، ازديادًا ملحوظًا في ظاهرة الاستيراد الشخصي في السنوات الأخيرة، رغبة في تحقيق حلم امتلاك سيارة بالسعر العادل والتصدى لارتفاع الأسعار، ليجد المستهلك ضالته في الاستيراد الشخصى والذي يتم إما عن طريق الأفراد أنفسهم أو عبر شركات متخصصة ذات خبرة فى هذا المجال، لما له من مميزات أبرزها: الأسعار المنخفضة للسيارات في بعض الدول، وتوافر الموديلات الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة.

وتقدم الشركات المصنعة للسيارات أيضًا ضمانات جودة وخدمات مابعد البيع الموثوقة التي تجعل الاستيراد الشخصي أمرًا مغريًا أكثر. ومع تسهيلات الدفع والشحن والتخليص الجمركي التي تقدمها الشركات المتخصصة، أصبح استيراد السيارات شأنًا ذا قيمة حقيقية لكثير من الأفراد في مصر.

وعلى الجانب الآخر، تعرض بعض المستهلكين لحالات احتيال من قِبَل بعض الأفراد أو الشركات الوهمية.

بدورها قامت «بوابة أخبار اليوم» بسؤال المتخصصين في مجال السيارات، ومعرفة مزايا وعيوب الاستيراد الشخصي للسيارات من الخارج، وتوجيه نصائح وتحذيرات للمستهلك تجنبًا للاحتيال.

أكد منتصر زيتون، عضو الشعبة العامة للسيارات في الاتحاد العام للغرف التجارية، أن بعض الأفراد يتجهون إلى استيراد السيارات للاستخدام الشخصي، وهذا الأمر ليس جديدًا بل قائم من قبل، ويعتبر الخيار الوحيد للمستهلك حاليًا بعد أن أصبح غير قادر على شراء سيارة في ظل ارتفاع أسعارها وعدم توافرها في السوق، ومع ذلك، يجب عليه الحصول على الضمانات اللازمة عند القيام بالاستيراد الفردي من الخارج، وهذا الأمر يعتبر صعبًا للغاية.

وأشار إلى أنه على الرغم من التكاليف الباهظة لعملية الاستيراد الفردي والإجراءات المعقدة المرتبطة بها، فإنها أفضل من الاعتماد على شركة استيراد غير آمنة أو غير موثوقة، مع توجيه انتباهه إلى بعض المشاكل والشكاوى من قبل العملاء بعد تجربتهم في الاستيراد من خلال وسطاء. 

وتابع: وبناءً على ذلك، فمن الأفضل أن يتم الاستيراد عن طريق الفرد نفسه أو عن طريق أشخاص موثوق بهم ولهم علاقة وثيقة به، وستكون تكلفة الاستيراد في هذه الحالة عالية كما ذُكر سابقًا، ولكنها تعتبر الحل الأمثل لمواجهة ارتفاع الأسعار.

وأشار "زيتون" إلى أن تكاليف استيراد السيارة بشكل شخصي تشمل قيمة السيارة نفسها وتكلفة الشحن والجمارك والضرائب. وفي حال تم استيرادها من أوروبا، فإنها تكون معفاة من الجمارك بموجب اتفاقية الشراكة الأوروبية. 

وأضاف: أما إذا كانت السيارة المُستوردة غير أوروبية، فإنه يتوجب سداد قيمة الجمارك والضرائب بالكامل، بالإضافة إلى ضريبة القيمة المُضافة بنسبة 14% ورسم التنمية البالغ حوالي 3% على السيارات ذات السعة اللترية 1600 سى سى.

وأشار إلى أن عدم توفر العملة الصعبة "الدولار" أدى بدوره إلى تفضيل الحكومة لاستيراد السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء ومكونات الإنتاج، وهذا أثر سلباً على فتح الباب لاستيراد السيارات في الوقت الحالي.
 ومع ذلك، منح الأولوية لاستيراد مكونات الإنتاج يمنح المصانع الفرصة للعمل وتشغيل خطوط الإنتاج، حتى وصلت بعض المصانع المحلية إلى طرح نماذج لعام 2024 في السوق.

اقرأ أيضاُ | «استوردها بنفسك»| بالأرقام والتفاصيل.. خطوات استيراد سيارة من الخارج

وأوضح "زيتون" أن عيوب الاستيراد الفردي تكمن في أن يقوم المستهلك بشراء سلعة غير معروفة لا يراها، حيث يستوردها بناءً على مواصفة تأتي من الخارج، ثم يفاجأ بعدم التزام الشركة وأن السيارة غير مطابقة للمواصفات المعلن عنها، فيكون عاجزًا عن القيام بأي شيء.

وأشار إلى أن بعض النماذج التي استوردت سيارات "زيرو" من الخارج، وبالتحديد علامة "مرسيدس"، وأثناء إجراء الصيانة الأولى لها اكتشفوا تلاعبًا في عداد الكيلو متر الخاص بالسيارة، لذا، من الأفضل أن تتم عملية الاستيراد عن طريق الشخص نفسه، حيث أن بعض شركات الوساطة التي تعمل في الاستيراد الشخصي كانت غير جديرة بالثقة من حيث المستهلك.

وأكد مهندس السيارات، محمد علاء، أن الاستيراد الشخصي أو الفردي له مزايا وعيوب. ومن بين المزايا التي يتمتع بها هو الفرق في السعر بين السيارة المستوردة ونظيرتها في السوق المحلية، ومع ذلك، هناك بعض المخاطر والتحديات في عملية الاستيراد الشخصي. فالخطورة تكمن في عدم حصول السيارة المستوردة على شهادة "يورو 1" التي يمنحها الشركة الموردة للوكلاء، وتتعلق باتفاقية الشراكة الأوروبية للاستفادة من "صفر الجمارك".

وأضاف قائلاً: "توضح هذه الشهادة أن السيارة أوروبية المنشأ وتم شحنها من ميناء أوروبي، لذا ينبغي علينا تنبيه المستهلك وتوعيته بأن سيارته المستوردة يجب أن تكون مطابقة للشروط والمواصفات، ويتعين أن يكون على دراية تامة بكافة الاتفاقيات المبرمة قبل القيام بعملية الاستيراد الفردي، وتعيين نسبة الإعفاء الجمركي التي ينبغي أن يحصل عليها، وجميع الأمور المتعلقة بعملية الاستيراد والتي تتطلب الخبرة الكافية.
 وأشار إلى أنه من الأفضل للعميل أن يستعين بشركات متخصصة في مجال الاستيراد الشخصي كوسيط، ولكن عليه أن يتأكد من اختيار شركة لها سمعة طيبة ومعروفة في السوق لحماية حقوقه وتجنب أي خطورة تهدد أمواله".

وتابع: كما يمكن للعميل أن يلجأ إلى أحد التجار ذوي الخبرة والمعروفين في السوق ليتولى مهمة استيراد السيارة.